قصة جحا ودعوة بلا ثمن

اقرأ في هذا المقال


ما أجمل الضحك والتسلية! فالضحك والسرور يثلجان القلب ويدخلان البهجة إلى الصدر، فالضحك كفيل بتغيير مزاجك، فشعور السعادة شعور جميل وليس بالأمر الصعب، فكل ما عليك أن تقرأ الطرائف الأدبية والقصص والحكايات المسلية ولا سيما قصص جحا، فلجحا الكثير من القصص ومن هذه القصص، قصة جحا ودعوة بلا ثمن.

قصة جحا ودعوة بلا ثمن

كان يا ما كان في قديم الزمان، في يوم من الأيام كان هناك رجل يدعى جحا وكان له جار بخيل جداً، التقى جحا بجاره البخيل ذات يوم في الطريق، وقال جحا: كيف حالك يا جار؟ منذ يومين وعدتني أن تعزمني على وجبة الغداء في بيتك، فسررت كثيراً من أجلك، فلقد كنت أظن أنك ما زلت بخيلاً، قال البخيل: لم أنسَ وعدي يا جحا ولكنك تعلم يا جحا أن الغداء سيكلفني الكثير، وأنا لا أقدر على ذلك، قال جحا: لا عليك يا جار فأنا راضي بأي شيء حتى لو كان القليل القليل.

قال البخيل: أتريد أن يصل الخبر إلى أهل القرية ويعلمون أني كنت بخيلاً مع ضيفي؟! قال جحا: ولكن أهل القرية يعلمون بحالك وحال البخل الذي أنت عليه، قال الرجل: حسناً يا جحا يمكنك غداً أن تحضر عندي وجبة الغداء ولكن بشرط! قال جحا: أعلمه، تود أن تقول لي بأن أدفع تكاليف ذلك الغداء، قال البخيل: أجل، كيف علمت بالأمر؟! قبل جحا بشرط البخيل، يتناول الغداء مقابل أن يدفع تكاليفه.

عاد البخيل إلى المنزل وقال لزوجته: غداً سوف يأتي جحا ليتناول معنا الغداء، فاختاري له دجاجة من دجاجاتنا المريضة النحيلة، قالت زوجة البخيل: وما مقابل ذلك الغداء يا زوجي العزيز؟! قال البخيل: سوف يدفع تكاليف ذلك الغداء، قالت الزوجة: لا تنسى أن تحسب تكاليف الخبز والقرع والحساء وحساب أجرة عملي، قال البخيل: سوف أجعله يدفع تكاليف كل شيء حتى لا يفكر مرة أخرى بأن يتناول الطعام عندي.

وفي اليوم الثاني أتى جحا إلى منزل ذلك البخيل، فاستقبله البخيل بكل سرور، جلس جحا على المائدة وانتظر ساعات طويلة حتى جاء ذلك الطعام، فزوجة البخيل تطفئ النار بين الحين والآخر؛ لكي لا تسرف المزيد من الوقود، بعد أن تناول جحا الغداء وانتهى، قال له البخيل والآن يا جحا أعطني ثمن ذلك الغداء، قال جحا: وهل أنت صدقت بأني سأدفع لك مقابل هذه الدعوة! أغمي على البخيل وسقط على الأرض، قالت زوجة البخيل: ما الذي حدث؟ قال جحا: لا داعي للقلق فقد أغمي عليه من شدة بخله!

ومن هنا نروي لكم قصة من قصص جحا الظريفة، فقد استطاع بحيلته ومكره أن يتناول الغداء عند جاره البخيل دون أن يدفع له أي درهم، فعجباً لشحّ هذا الرجل وعجباً لبخله وبخل زوجته! فيجب على كل إنسان منا أن يتحلى بخصال الكرم، فالبخل يمنع العطاء والخير في مجتمعاتنا.


شارك المقالة: