قصة فعل الأسلحة

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه القصة من القصص التي صدرت عن الكاتب والأديب بيري كالديرس، وقد تناولت في مضمونها الحديث عن أحد الجنود الذي كان لا يعرف السبيل في الدخول إلى ساحة المعركة دون امتلاكه أي نوع من أنواع الأسلحة، إلى أن وصل إليه أحد الأشخاص من جنود العدو وتمكن من خلال لعبة معه الحصول على كافة مقنياته من أسلحة ودروع والخوض في خضاب المعركة التي تمنى في النهاية الوصول إلى حل وإنهاء الحرب.

قصة فعل الأسلحة

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول الشخصية الرئيسية وهو أحد الجنود، حيث أنّه يقوم بسرد أحداث حدثت معه، كما اعتبرت القصة بمثابة سيرة ذاتية للبطل، وأول ما بدأ به هو بقوله: في يوم من الأيام وأثناء قيام الحرب وجدتُ نفسي أنني منفصل تماماً عن باقي زملائي في الجيش؛ وقد كان ما أشعر به جراء عدم حملي للسلاح والمشاركة في الحرب القائمة، في تلك اللحظة كنت أشعر كما لو كنت شخص عاجز ووحيد في هذا العالم أكثر من أي وقت مضى، كما شعرت بشيء من الإهانة والاستخفاف إلى حد ما؛ وذلك لأن الغالبية العظمى من رفاقي كانوا يتوقعون أن مشاركتي أو عدمها هي ذات الشيء، ليس لها أي أهمية، كما أنها لن تكون حدث حاسم في هذه الحرب.

حيث أنه كان من الواضح أن تلك الحرب سوف تواصل مسيرتها في الهجوم المليء بالضجيج والضوضاء العارمة في كل مكان، كما أن كانت مشاهد الأعداد الهائلة من القتلى تجعل شعر المرء يشيب من هول ذلك المشهد الدامي، وفي ذلك الوقت أخذت برهة من التفكير، فجلست على جانب الطريق؛ وذلك لأنني أردت أن أتأمل تلك الحالة التي تمر بها بلادي؛ وفي تلك اللحظة وبشكل مفاجئ وإذ بأحد المظليين الذين يرتدون زي ملابس غريب كان يقف بجانبي؛ وأول ما هبط ودققت النظر به جيداً ظهر لي أن هناك تحت الرداء الذي يرتديه أحد أنواع الأسلحة من ذا الذي يعرف بأسلحة رشاش، كما لاحظت بين أغراضه دراجة سهلة الطي، حيث كانت تلك القطعتين موضوعتان بشكل جيد وواضح للرؤية.

وفي تلك الأثناء دنا مني ذلك المظلي وتحدث معي، ولكن كانت لهجة ذلك المظلي غريبة جداً، ولم أفهم من كل ما تحدث به سوى أنه سألني قائلاً: هل يمكنك أيها السيد أن تخبرني حول فيما يبدو أن مظهري هذا جيدًا من أجل الذهاب إلى مجلس البلدية بهذه المدينة الصغيرة؟ وفي تلك اللحظة أدركت أنه يتحدث عن تلك المدينة التي كانت في تلك المنطقة منذ ما يقارب أسبوع، ولكنها قد انتهت وأصيبت مدمرة بشكل كامل جراء قصفها خلال الحرب، وأنه لم يكن يعلم ذلك المظلي عما حل بتلك البلدة.

وهنا حين تمعنت به وحاولت الحديث معه تبين لي أن ذلك المظلي لم يكن إنسان غبي على الإطلاق، إذ اتضح أنه مجرد فرد من أفراد العدو تم إخضاعه للمشاركة في الحرب، ولكن كان من الواضح أن ذلك المظلي كذلك إنسان جيد وليس كما يبدو لي بالصورة المتوقعة معاون في الحرب، وحين تحدثت بذلك الأمر بصوت عالي، حينها رد عليّ المظلي وقال: ما الذي ينقصني؟ ما هي التفاصيل التي تفضحني؟ وهنا تفاجأت أن المظلي يجيد ذات اللغة التي أتحدث بها كذلك.

وهنا أدركت أن ذلك الزي الذي كان يرتديه هو في الحقيقة كان قد انتهى اعتماده؛ حيث أنه منذ أكثر من عامين قام مجموعة كبيرة من القادة بإلغاء ارتداء ذاك الزي، وحينما أخبرته بذلك الأمر قال وهو يعتريه الحزن: لقد جئنا به جراء السرعة من أجل الالتحاق بالحرب، ثم بعد ذلك جلس المظلي إلى جانبي وقد كان يضع رأسه بين كفات يديه، وبدأ يفكر بشكل أعمق، ثم بعد ذلك ألقيت عليه نظرة مفاجئة وقلت له: ما بوسعنا فعله كلانا هل نقوم أنا وأنت بالقتال، فرد المظلي: لا هذا غير ممكن في الحقيقة نحن خارج حالة الحرب، والنتائج التي سوف نصل إليها لن تكون حقيقية أو رسمية، ولكن كل ما بوسعنا فعله هو أن نسعى جاهدين من أجل الدخول إلى أرض المعركة وهناك سوف نرى الوجوه.

منذ ذلك الوقت ونحن نحاول مراراً وتكراراً من أجل الدخول إلى ساحة المعركة، ولكن في كل مرة كانت محاولاتنا تباء بالفشل ويعترض طريقنا حاجز الرصاص والدخان الكثيفين اللذان يسيطران على الأجواء، ولكن بعد إجراء العديد من الدراسات وسرنا في طرق مختلفة حول كيفية الدخول اكتشفنا أنا وصلنا إلى تلة عالية حيث هناك ثقب موجود من الممكن أن يتم إيصالنا إلى ساحة المعركة، وفي تلك اللحظة كانت الحرب ما زالت مستمرة وبكل قوة، إذ بدت كما يريدها كبار القادة والحكام؛ وذلك ليبرز كل منهما قدرات شعبه.

وبينما كنت أتسلق مع المظلي قال لي: ما هي الطريقة التي سوف ندخل بها؟ هنا هززتُ له رأسي وقلت: ولكن قبل أن ندخل ما زال بيني وبينك قضية معلقة؛ ثم تابعت حديثي بقولي: ماذا لو تصارعنا بالضربات واللكمات؟، وفي تلك الأثناء نظر إليّ وهو يتضح عليه ملامح التعجب والدهشة ثم قال: لا من المؤكد أن ذلك الأمر هو من الأمور الصعبة جدًا، حيث أنه ينبغي على كلا منا أن يكون لديه كامل الاحترام والتقدير للطرف الآخر؛ وذلك من أجل الحفاظ على أصول التقدم والعادات الإيجابية، بالإضافة إلى إظهار حسن المظهر العام لبلدك وكذلك ولبلدي.

وحينما سمعت منه ذلك الكلام بدأت بالتفكير لفترة قصيرة من الوقت، إلا أن توصلت إلى حل في النهاية، وهنا قلت له: لقد توصلت إلى حل بيننا يفك القضية، وهذا الحل يتمثل في أن نقوم باللعب إحدى الألعاب الشعبية في بلدنا والتعرف تعرف بلعبة الثلاثة رايات سويًا، وفي حال أنت كنت الفائز في اللعبة، فسوف أقدم لك تلك الملابس العسكرية التي تخصني، وهي الزي الرسمي الصحيح والمعتمد في الوقت الحاضر، وبذلك أقدم نفسي لك للمضي تحت إمرتك كسجين، ولكن في حال حالفني الحظ وكنت أنا الفائز، فإنني أريد منك أن تقدم لي كافة تلك المواد والأسلحة الحربية التي تحملها بين أكتافك وعلى جوانبك، كما تصبح أنت سجين عندي.

وفي النهاية وافق ذلك الرجل الغريب المظلي على خوض اللعبة، وبالفعل من كان قد فاز بتلك اللعبة هو أنا، وعند حلول المساء كنت قد تمكنت من الوصول إلى داخل المُخيم حامل كامل أدواتي الحربية، وحينما سألنني القائد وهو في تمام الرضا عن عملي قائلًا: ما المكافأة التي تريدها؟ فرددت عليه: إن لم يكن الأمر مهم أريد العجلة في إنهاء الحرب.


شارك المقالة: