اسم (شكسبير) هو اسم لامع في الأدب، وهذا الاسم معروف لدى كل الفئات؛ حتّى الأشخاص الذين ليس لديهم أي اهتمام بالأدب، عصر شكسبير عصر النهضة، وكان لتلك الفترة الآثار على أعماله الأدبية.
تأثير عصر النهضة على أعمال شكسبير
- من الصعب عدم الحديث عن شكسبير ككاتب وأديب منفرد بذاته، ولكن في حقيقة الأمر أن معظم أعماله كانت نتاج تغييرات وتحوّلات حقيقية في العصر الإليزابيثي أو عصر النهضة، ومن أهم العوامل التي ظهرت على أعماله هي:
- ظهرت معالم الإنسانية والانفتاح في مسرحيات شكسبير؛ وهذا بسبب وصول النهضة لذروتها في عصره.
- ابتعاد الأوروبيون في تلك الفترة عن التقيّد الذي وجد في العصور الوسطى، وظهور ما يسمّى ب (الأيديولوجية) والتي فرضتها الكنيسة الكاثوليكية، ولكن شكسبير لم يكن ينتمي للكنيسة الكاثوليكية، وهذا ظهر في كتاباته الانتقادية والجدلية حول علاقة البشر بالله، وكانت القيم الإنسانية الناشئة في ذلك الوقت قد تسمح بالتعبير عن الرأي.
- وجود شكسبير كان في الذروة لعصر النهضة؛ وهذا أثّر على كتاباته التي ابتعدت عن التبسيط والميل للدراما ثنائية الأبعاد، حيث كتب شكسبير عن شخصيات غامضة ومعقّدة، ومن الأمثلة على ذلك شخصية (هاملت).
- الحرية التي نشأت في عصر شكسبير سمحت له أن يقوم بالكتابة عن مختلف الشخصيات بالأسلوب ذاته؛ حتّى أنّه قد وصف الملوك بأنّهم يشبهون الأشخاص العاديين، فهم معرّضون للخطأ، ومن الأمثلة على ذلك شخصيات (الملك لير وماكبث).
- سيطرت الكنيسة الكالوثيكية في تلك الفترة على إنجلترا؛ وهذا تسبّب في قمع بعض أعمال شكسبير الشهيرة، والتي تتمثّل بعكس الكلاسيكيات الرومانية واليونانية أيضاً.
- سيطرة الكنيسة الكالوثيكية كان لها دوراً في السيطرة على الملكة إليزابيث أيضاً، والتي كانت تخضع لقوانين الكنيسة الكالوثيكية، وهذا أثّر بكتابات متعدّدة لشكسبير عن الدين الكاثوليكي من ضمن قائمة الكتابات الدينية له.
- ومن أهم الأمثلة على ذلك: الشخصيات الكالوثيكية في أعمال شكسبير مثل (الراهب فرنسيس في رواية الكثير من اللغط حول لا شيء)، وشخصية الراهب لورنس في رواية (روميو وجولييت)، وهذا يدّل على ثقافة شكسبير العالية بالدين الكاثوليكي.