لقد تعرّض الأدب الإنجليزي في العصر الحديث للكثير من التغييرات والتحوّلات الجوهرية، وكان لتلك التغييرات تأثير كبير على توجّهات الأدب الإنجليزي ونتاجاته الأدبية، كما أنّ اللغة المستخدمة تأثّرت بتلك التغييرات.
مظاهر تأثر اللغة في الأدب الإنجليزي في عصر الحداثة
التغييرات الجديدة التي حدثت في عصر الحداثة أثّرت على أسلوب التعبير لدى الأدباء، وأهم مظاهر هذا التغيير هي:
- أهم مظاهر التغيير على اللغة هو أن أدباء العصر الحديث قاموا بدمج اللغة مع مضمون كتاباتهم وعدم فصلها كما كان يحدث قديماً، حيث حاول كتّاب العصر الحديث القيام بتطويع اللغة لأعمالهم الأدبية.
- سعي شعراء العصر الحديث لتغيير لغة الشعر في أشعارهم؛ من خلال القيام بتنقية الشعر من كل ما هو ليس شعراً، ومن أشهر من سعى لذلك الشاعر (وليم باتلر بيتس)، وممّا يؤكّد ذلك ظهور ما يسمّى بالشعر التصويري في عصر الحداثة.
- اللجوء لاستخدام ما يسمّى (الاختصار اللغوي)، وهذا يعني عدم استخدام أي كلمة لا علاقة لها بالمضمون ولا تعبّر بشكل صحيح عن الصورة البلاغية المراد إيصالها للقارئ؛ وكان ذلك من خلال تنقية الشعر من آثار وشوائب الخطابة.
- أصبحت لغة الشعر بالتحديد تبتعد عن الصور الجمالية وتعبّر عن حال المجتمع والمشكلات التي يعيشها، والتزم الشعر قضايا المواطن؛ خاصّةً في فترة الحروب التي كانت تدّق الأبواب، فتم استخدام صور شعرية جديدة لم يتم استخدامها من قبل، ومن أشهر من قام بذلك الشعراء (ستيفن سبيندر، سيسيل دي لويس، ديلان توماس).
- تأثّر لغة الروايات بآثار الدمار الذي خلّفته الحرب العالمية الثانية؛ وذلك من خلال ظهور الروايات التي تصف حجم هذا الدمار، بالإضافة للجوء لاستخدام أسلوب الخيال العلمي بالوصف.
- تعتبر العودة في بعض الأعمال إلى اللغة القديمة أيضاً من مظاهر تأثّر اللغة في العصر الحديث؛ وهي كنوع من أنواع الهروب من الواقع الأليم الذي كان له تأثير كبير على لغة الكتابة؛ فوجد بعضهم أنّه لا بد من الهروب من الواقع أحياناً والعودة للقيم الأخلاقية القديمة، ومن الأمثلة على بعض الكتّاب اللذين قاموا بذلك هم: (إيديث سيتويل، إيفلين وو).
