ما هو أسلوب كتابة النثر في العصر الأموي؟

اقرأ في هذا المقال


من فنون الكتابة السرد والنثر والشعر، النثر هو أسلوب كتابة وهو يختلف عن السرد والشعر؛ فهو حرية الكتابة وعدم التزامها بقافية معيّنة، كان أسلوب كتابة النثريات في العصر الأموي يتسّم بالبلاغة، وسنتحدّث في هذا المقال عن أهم مظاهر تطور النثر في العصر الأموي وبلاغته، وسنذكر أهم أنواع الخطب التي شاعت حينها والتي تعتبر من أهم الفنون النثرية.

مظاهر تطور البلاغة في العصر الأموي:

من أهم شكل من أشكال النثر الذي شهد تطوراً كبيراً في العصر الأموي هو الخطابة، ومن أهم العوامل التي ساعدت على تطور الخطابة هي:

  • اللغة العربية وبلاغتها وبلاغة محدثها وفصاحته، وعدم التأثّر كثيراً بالثقافات الأخرى ولغتها، فكان العرب يتحدّثون اللغة العربية بالسليقة.
  • الخلاف السياسي في ذلك العصر وكان متمثّلاً بالخلاف على أحقّية الخلافة، وكان الخلاف ما بين بني أمية وبني هاشم وباقي المسلمين؛ هذا الخلاف أدّى لظهور الخطب المتعلقّة بالقضايا والأمور السياسية.
  • كثرة الاحتفالات واستقبال الوفود خاصّةً في عصر معاوية بن أبي سفيان، وكانت الاحتفالات موجودة قديماً من عصر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنها كانت بكثرة شديدة في العصر الأموي، ومن أهم المناسبات التي يتم الاحتفاء بها هي التهنئة، التعزية، تولّي أمور الدولة.
  • التبارز بالخطب سواء كانت في المقامات أو في الخطب الدينية مثل خطبة يوم الجمعة أو صلاة العيد، فكان التبارز بإبراز الخطيب نفسه من ناحية فصاحته وقوة خطبته، ومن ناحية أكثر الخطب تأثيراً في نفس السامع من ناحية الوعظ والإرشاد، وكانت تمتزج هذه الخطب بالمناظرات كذلك.

أنواع الخطب في العصر الأموي:

  • الخطابة السياسية: والتي انتشرت مع كثرة الخلافات ما بين الأحزاب والطوائف وقتها، ومن أكثر الطوائف التي كانت شديدة الدفاع عن عقائدها هي الخوارج؛ حيث كانت تعلن عن نفسها ولم تكن مخفية مثل بعض الطوائف الأخرى كالشيعة مثلاً، وانقسمت الخوارج إلى عدة فئات منهم: الأزارقة، الأبايضة، وكانوا يحاربون بني أمية، وانتشرت وقتها كذلك خطب الثورات وكان من أشهر الخطباء وقتها الخلفية عمر بن عبد العزيز.
  • خطب الاحتفالات: وهي كانت تحدث لعدّة أسباب من أهمها التفاخر بالنسب، ومن أجل الصلح أو أحياناً الدعوة لمحاربة فئة معيّنة من الأعداء، وكن يتم إلقائها في الأسواق بكثرة.
  • خطب القصص والوعظ: وكانت هذه الخطب تبدأ دائماً بالثناء على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت عبارة عن قصص محكية الهدف منها الإفادة ووعظ الناس حول الأخلاق الحميدة والأعمال الصالحة، وكان من شرط نجاح هذه الخطب أن يكون أسلوب ملقيها بليغ وقدرته على الإقناع بالأدلة والتجارب المحكية في الخطب، وكان ممّا يميّز هذا النوع من الخطب هو أن الخطيب يلقي خطبته وهو جالساً على العكس من الأنواع الأخرى، ومن أشهر من خطب في هذا المجال هو: الحسن البصري.

شارك المقالة: