يعتبر الوصف العنصر الأساسي في الأعمال القصصية، فهو أسلوب من الأساليب الأدبية التي تستخدم في الرواية والقصة والقصة القصيرة، خاصّةً في مقدّمة القصّة، وسنتحدّث في هذا المقال عن أهم آليات الوصف المستخدمة والتي يستخدمها أنجح الكتّاب في قصصهم ورواياتهم.
آليات الوصف في العمل القصصي:
تتنوّع آليات الوصف وأساليبه بشكل كبير، ولكن تنقسم بشكل عام إلى: المنهج الوصفي التحليلي، البنيوي والسينمائي، والتأويلي، وسنذكر اليوم بعض آليات الوصف المستخدمة في العمل القصصي عند أشهر الكتّاب وهي:
التغريب:
والمقصود به عملية الوصف لشيء بغير اسمه، أو باستخدام اسم غير مألوف والهدف منه كسر النمط التقليدي المألوف، وغالباً ما يكون التغريب في العمل القصصي من خلال كسر ظواهر الحياة الطبيعية، بالإضافة إلى التحكّم بنبرة الصوت كذلك وجعلها غير تقليدية، ومثال على ذلك وصف النار كثير من الكتّاب يصفون النار كوردة حمراء في قصصهم؛ فيستخدمون المجاز أو حتى الشخصيات الأسطورية في القصص والتي تمتلك قدرات ربّما غير موجودة على أرض الواقع.
أسلوب التحفيز:
وهي عبارة عن أسلوب يستخدم ويركّز على الوصف الجمالي للشيء؛ ويعتبر حافزاً له في البنية السردية وينقسم إلى: التحفيز التأليفي، التحفيز الواقعي، التحفيز الجمالي.
التأطير:
وهي أن يبدأ الكاتب بتحويل اللغة إلى أسلوب أدبي، منذ افتتاحية القصة فيقوم بتأطير الأحداث بمعنى وضع إطار أدبي لها، وهو أسلوب ناجح لمن يستطيع أن يوظّف الأسلوب الأدبي بطريقة أن يوصل المعنى بالشكل الصحيح، وذلك من خلال كم هائل من الدلالات والرموز، ويدخل بها خيال الكاتب ويحتاج كذلك جرأة من الكاتب بالمغامرة، وتعتمد كذلك على الديكور المناسب لعنصر المكان، ويعتبر التأطير للأحداث من العناصر التكميلية خاصّةً في الرواية.
التدرج:
والمقصود به التحدّث عن تفاصيل كثيرة جدّاً، ثم يقوم الكاتب بتوزيع هذه الأحداث والمعلومات باستخدام استراتيجية مناسبة ضمن زمان ومكان محدّد، فالوصف يكون طويلاً سواء كان لشخصية أو لشيء أو لمكان، ويكمن إبداع الكاتب هنا أن يقوم بعملية الوصف باستخدام التدرّج بالوصف وتوصيل سمات هذه الأشياء أو الأشخاص الموصوفين، فهو يبرز الغموض الكامن أحياناً ويحقّق عنصر المصداقية أيضاً، ويضيف قوة للوصف عند مواطن ضعفه وبهتانه من خلال القيام بتتالي الأحداث بالتدريج وتناميها وتلاحمها.
التقابل:
وتعني استخدام العناصر المتقابلة في المعنى والتي تحمل عناصر متشابهة كذلك، فهي تقوم على بناء النص وجعله متكاملاً من خلال تقريب الأشياء المتشابهة والمقابلة بينها في الذكر سواء كانت أشياء أو أماكن متشابهة، ويعتبر التقابل نوع من أنواع العدسة المكبّرة للأحداث؛ بحيث لا تترك أي تفصيل صغير من دون وصف له.
الاستقصاء:
وهي عملية تجسيد الواقع من خلال وصفه من عدّة جوانب؛ وذلك من خلال تناول أكبر عدد من التفاصيل ووصفها، والقيام بتقريب الحقيقة للقارئ من خلال الاهتمام بأدّق التفاصيل، وهذا الأسلوب يستخدم عند الكتّاب بكثرة في كتابة القصص.