مرَّ الشعر الرومنطيقي بالعديد من الأمور التي ظهرت في النهاية على شكل مظاهر تجديدية، حيث عمل الرومنطيقيون على رفض النظرية الأدبية ذات الطابع التقليدي، وبالتالي فإنَّنا نجدهم قد عبروا تماماً وهذا عن الموروث القديم من خلال ثورتهم عن ذلك الرفض، كما وأنَّهم قد أحلّوا في الشعر الذي كتبوه العديد من المبادئ وكذلك الملامح التي بدورها تعمل على عكس النزوع التي كانوا يمتلكونها وهذا إلى التجديد في العديد من الملامح، وفي هذا المقال سوف نتناول أو مظاهر التجديد في الشعر الرومنطيقي.
ظاهرة ماهية وغاية الأدب
حيث أنَّ الرومنطيقيون قد نظروا إلى الأدب بحد ذاته وهذا على أنَّه أحد الفروع الفنية والذي من خلاله يتم استمداد الغاية والخصوصية كذلك، وبالتالي فإنَّهم قد فهموا الأدب العربي على أنَّه ذلك الفعل الذي يقوم على كل من الخلق إلى جانب الابداع، حيث أنَّ هذه الخلق يبدأ من خلال اللحظة الانفعالية التي تكون لدى المبدع والتي يعمد الرومنطيقيون على تسميتها بالمخاض الذي من خلاله يبدأ الأديب أو الشاعر على كتابة المادة الأدبية، حيث أنَّ هذه اللحظة قد أطلق عليها تسمية النوبة، كما وأنَّها في العديد من المواضع فقد شبهت بالوحي.
ظاهرة مضمون الأدب
ظهر مضمون الأدب على ثلاثة أبعاد رئيسية وهما على النحو الآتي:
- أنَّ الحياة بحد ذاتها تُعني الحياة التي تعيشها النفس البشرية وهذا على اعتبار أنَّها ذلك العلم الذي يقوم بحد ذاته.
- أنَّ الحياة بحد ذاتها تُعني ذلك الوجود، أي البُعد الذي تذوب فيه كل المخلوقات وهذا في الوحدة الكونية التي تعتبر متناسقة.
- أنَّ المضمون الأدبي يتصف بالإنسانية؛ وهذا لأنَّ المضمون الأدبي لم يعتم بتاتاً بكافة جوانب وأغوار النفس البشرية وهذا على اعتبار أنَّها واحدة وهذا على مر وامتداد العصور، كما وأنَّ الأدب أيضاً يتصف بالوجودية كذلك؛ حيث يعود السبب في هذا إلى أنَّ الأدب ينزل على الذات البشرية وهذا ما بين الموجودات إلى جانب السعي إلى ظهورها أو اكتشافها.
ظاهرة شكل الأدب
حيث أنَّه يمكن تعريف شكل الأدب وهذا على أنَّه التعبير إلى جانب الصياغة ذات الطابع الفني، حيث قام الرومنطيقيون ذوي الأصول العربية على المناداة بتجديد المكونات التي تتضمنها الصياغة الأدبية، فقد ظهرت هذه على شكل اللغة، وعلى شكل جمال العبارة الأدبية، وعلى شكل خيال.