اقرأ في هذا المقال
رواية الطريق
تعتبر رواية الطريق التي قدمها الأديب المصري نجيب محفوظ من الروايات الواقعية التي تميز بها بعد انتهاء ثورة يوليو من عام 1952، فهذه الرواية تنقل لنا السيرة الحياتية لفئة معينة من الناس والذين كانوا قد ولدوا دون أن يعرفوا من هم أباءهم بسبب أنهم ولدوا بطرق غير شرعية من دون زواج، فتدور الأحداث والصراعات من أجل الوصول إلى الحقيقة، وفي النهاية يواجه بطل هذه الرواية الإخفاق في معرفة والده، فيحاول تعويض المال الذي فقده من خلال قتل إحدى الفتيات وزوجها، هذا الأمر الذي يؤدي به إلى حبل المشنقة، ويذكر أن نجيب محفوظ كان قد أصدر هذه الرواية في عام 1964، بينما قامت مؤسسة الهنداوي بإعادة طباعتها ونشرها في عام 2022.
المواضيع التي تضمنتها الرواية
- الطريق
ملخص الرواية
تدور أحداث هذه الرواية التي قدمها الأديب المصري نجيب محفوظ في عام 1964 في كل من العاصمة المصرية القاهرة ومدينة الإسكندرية، حيث تتحدث عن أحد الأشخاص الذين قد جبلت حياتهم بالمشاكل والآلام والذي يدعى “صابر” حيث أنّه يكون قد ولد لأم تعمل في مجال الأعمال الغير أخلاقية، وعندما يكبر يستفسر من والدته عن والده “سيد رحيمي” ومن هو، فتخبره بأن والده قد توفي وهو ما زال طفلا صغيرا، وهنا يقتنع بكلامها ويعيش معها مدة طويلة من الزمن معتقداً بان والده قد مات، هذه المدة التي لم يكن قد تعلم بها أي شيء ولم يتقن أي مهنة كانت، وفي احدى المرات يتم القبض على والدته بتهمة العمل الغير أخلاقي الذي تمتهنه، ويتم مصادرة كل أموالها لدرجة أنه لم يبقى منه شيئاً يستطيع أن يصرف على نفسه منه، وبعدها يتم إدخال والدته إلى السجن.
وفي يوم من الأيام وهي تصارع الموت وهي داخل السجن تطلب مقابلة ابنها، وهنا تخبره بأنها قد كذبت عليه بشأن والده، حيث أنه ما زال حيا، وأنه يجب عليه أن يبحث عنه، فهو رجل من الرجال الأغنياء الذين يملكون كثيرا من المال ، وهنا تبدأ رحلته البحث عن والده الحقيقي الذي يتواجد في مدينة القاهرة، هذه الرحلة التي يواجه بسببها العديد من المشاكل، وفي أثناء رحلة البحث هذه يقابل فتاتين، إحداهما تعرف قصته ومراده منها وهي البحث عن والده الحقيقي من أجل العيش معه بسلام وتعويض الزمن الذي مضى والتي تدعى “إلهام”، وأما السيدة الأخرى سوف تشعر من خلال كلامه ومعاملتها له أنّه يبحث عن والده من أجل ماله الوفير والتي تدعى “كريمة”.
تعد الفتاة “إلهام” من الفتيات البسيطات صاحبات القلب النقي والطاهر والتي لا تسعى من خدمتها لصابر سوى مساعدته في الوصول إلى والده الذي لا يعرفه، بينما “كريمة” فهو نموذج للإنسان الاستغلالي والأناني، فكل من هاتين الفتاتين اللتان تعرف عليهما “صابر” شكلتا عنده نوعا من الصراع الداخلي ما بين السعي وراء الهدف الحقيقي من رحلته أو تغيير المسار إلى تحقيق الهدف الثاني، ومع كل المحاولات التي بذلها من أجل الوصول إلى والده إلا أنه كان قد فشل فيها جميعا، وهنا كان يجب عليه أن يجد حلا للوضع الذي هو فيه، وبسبب بعض الخلافات يقوم بقتل زوج الفتاة الأنانية “كريمة” من أجل الحصول على أمواله، والتي يتبعها بقتل “كريمة” نفسها، هذا الأمر الذي يؤدي به في النهاية في الوصول إلى حبل المشنقة وإعدامه.
مؤلف الرواية
ولد نجيب محفوظ في 11 ديسمبر من عام 1911 في أحد أحياء مدينة القاهرة والذي يدعى حي الجمالية، وكانت عائلته من العائلات متوسطة الحال، فهي لم تكن من طبقة الفقراء وفي نفس الوقت لم تكن من طبقة الأغنياء، وعندما ولد محفوظ قام والده بتسميته بذلك الاسم نسبة إلى الطبيب الذي أشرف على عملية ولادته وهو الطبيب نجيب محفوظ باشا، فكان أسمه اسما مركبا تقديرا من والده لذلك الطبيب، وبعد بلوغه تم إرساله إلى الكُّتاب، فتلم القراءة والكتابة، وبعدها دخل المدرسة الابتدائية، وهناك استعار من صديقة كتاب عن مغامرات “بن جونسون” لتصبح أول مغامرة له في عالم القراءة.
أشهر الاقتباسات في الرواية
1- “قطَّب صابر، واستقرت في عينَيه نظرة احتجاج مكفهرة، فقالت: انتظر، لا تنظر إليَّ هكذا، واسمع بقية الحديث عنه، إنه سيد ووجيه بكل معنى الكلمة، لا حد لثروته ولا نفوذه”.
2- “وأجال عينَيه في المحل حتى رأى رجلا ً جالسا إلى مائدة إلهام، لم يشك لحظة في أنه صاحب الصورة. بل إنه لم يكد يتغير في مدى الثلاثين عاما، عدا انتشار المشيب في سوالفه”.
3- “واستقل تاكسي وهو يتنهد. سوف ينتظره الخبر طويلا، وستعمى عيناه من التحديق هنا وهناك. وغادر التاكسي في شارع الساحل على بُعد قريب من البيت المكون من دور واحد”.