ملخص رواية الكرنك لنجيب محفوظ

اقرأ في هذا المقال


رواية الكرنك

رواية الكرنك هي رواية بدأ الكتابة فيها المصري نجيب محفوظ في عام 1970 وانتهى منها في عام 1971 وتحديدا في شهر ديسمبر، وبقيت ثلاث أعوام لم تنشر بسبب تناوله موضوع يمس الأجهزة الأمنية المصرية وطريقة تعاملها مع فئة المعتقلين داخل السجون، وفي عام 1974 قام محفوظ بنشرها بعد أن أصبح هنالك مجالا وحرية يمكنه العيش فيها وذلك بسبب زوال نظام حكم عبد الناصر واندثاره دون عودة، ويذكر أنه بعد ما يقارب 48 عام قامت مؤسسة الهنداوي التي تتخذ من القاهرة مقرا لها بإعادة طباعة ونشر كل روايات محفوظ وغيره من الأدباء العرب والتي كان من بينها هذه الرواية.

المواضيع التي تضمنتها الرواية

  • قرنفلة
  • إسماعيل الشيخ
  • زينب دياب
  • خالد صفوان

ملخص الرواية

قدم لنا الأديب المصري نجيب محفوظ هذه الرواية في محاولة منه لكشف الغطاء والمستور عما كان يجري داخل السجون المصرية وقت حكم جمال عبد الناصر والتي عرفت بفترة الحكم الناصرية، حيث أنه في ستينات القرن الماضي وأثناء حكم عبد الناصر لمصر فقد تم زج الكثير من المعتقلين إلى داخل السجون بالرغم من أنه ليس كلهم جناة أو مذنبين، ومع هذا فقد تم ممارسة أشد وأقسى أنواع العذاب والتنكيل بهم داخل هذه السجون، وهنا تمكن محفوظ بحنكته وبراعته الأدبية من أن ينقل لنا تلك الصورة مستخدما شخصيات أبطال هذه الرواية، وهم مجموعة من الشباب الجامعيين الطموحين والذين يملكون فكرا ورؤية وآمال وطموحات وأحلاماً عميقة تجاه بلدهم وشعبهم وخصوصا فيما يتعلق بتلك الفترة.

لقد كان هؤلاء الشباب يجتمعون وبشكل شبه دائم داخل أحد مقاهي القاهرة والذي يدعى مقهى الكرنك والموجود في وسط البلد، “هذا المقهى وهذا الاسم الذي يعني للمصريين الشيء الكثير، حيث قال نجيب محفوظ عن هذا المقهى بأنه مقهى “ريش” المتواجد في ميدان طلعت حرب، هذا المقهى الذي يمثل رمزية لكل المصريين بسبب أنه كان قبلة لكل المثقفين في ذلك الوقت، والذي كان يشهد كثيرا من الحوارات والمناقشات التي تتعلق بمصر والشعب المصري“، وهنا فإن هذه الرواية فقد جاء بها نجيب محفوظ من خلال أربعة أجزاء، في كل جزء يتحدث عن شخصية من شخصياتها.

ففي الجزء الأول يتناول الحديث عن “قرنفلة”، تلك الفتاة التي كانت تعمل في مجال الرقص والغناء والتي تركت هذا العمل فيما بعد لتفتح هذا المقهى الذي تدور فيه أحداث هذه الرواية، وأما الشخصية الثانية فهي “اسماعيل الشيخ” ذلك الشاب الذي يرتاد الجامعة من أجل تحصيل العلم، وبسبب أفكاره وآراءه يتعرض في أحد الأيام إلى الاعتقال، وأما الشخصية الثالثة فهي “زينب دياب” تلك الفتاة التي يتم إدخالها إلى السجن، ولكنها في أحد المرات تتعرض للاغتصاب من قبل أحد رجال الأمن الذين يعملون داخله، وأخيرا يتناول الحديث عن “خالد صفوان” هذا الرجل الفاسد الذي يمثل دور أحد رجال الأمن والذي يملك القوة والسلطة دون ان يستطيع أحد أن يحاسبه أو أن يسأله.

وبالمجمل فإن هذه الرواية تتحدث عن تلك الأحداث التي رافقت حكم الرئيس المصري جمال عبد الناصر، حيث أن أحداثها تجري داخل هذا المقهى الصغير الذي يدعى مقهى الكرنك، فتتكلم وتدور أحداثها متناولة قصص الفساد والاستبداد والظلم الذي ساد في تلك الفترة، حيث التركيز فيها الحديث عن فساد الأجهزة الأمنية وأصحاب السلطة والقوة من أمن عام ومخابرات، حيث أنه في أحد الأيام يتم اعتقال مجموعة من الشباب الجامعيين من داخل هذا المقهى، فيتم إدخالهم إلى السجن دون أن يعرفوا سبب اعتقالهم وسجنهم، فيتعرضون لأقسى أنواع التعذيب والتنكيل وفقدانهم لأبسط حقوقهم وهو الغذاء والدواء.

مؤلف الرواية

بسبب العديد من المواقف التي تتعارض مع الكثير من الملتزمين والمتشددين، وبسبب العديد من الروايات التي تناول الجانب الديني والفلسفي وحقيقة الخلق والوجود، فقد تعرض الأديب والمفكر المصري نجيب محفوظ في شهر أكتوبر من عام 1995 إلى محاولة اغتيال تمكن من النجاة منها، ومع هذا فقد أثرت الطعنات التي تلقاها في رقبة على أعصاب الطرف الأيمن من الرقبة، وكان ذلك التأثير في الحد من قدرته على الكتابة كما كان من قبل، ويذكر أن من قام بطعنه هما شابان قررا فعل ذلك بسبب خروجه عن الملة بحب ما كانا يعتقدان من خلال آرائه التي كانت تظهر في كثير من رواياته التي أثارت جدلا واسعا وكبيرا.

أشهر الاقتباسات في الرواية

1- “وتجنَّب زين العابدين العاصفة بالصمت والانزواء، وكان يُداري ارتياحه العميق بالتجهم والاستغراق في النارجيلة. ويوما قال طه الغريب: سمعت عن أنباء اعتقالات واسعة. فوجمنا جميعا. وقلت: ولكن أغلبيتهم تنتمي للثورة.  فقال رشاد مجدي: ولكن توجد أقلية مخالفة لا يُستَهان بها”.

2- “الحق أننا لم نشك في قوتنا. تداعت كثير من القيم أمام أعيننا، وتلوثت أيد لا حصر لها، ولكننا لم نشك في قوتنا، وإنه لَتفكير لا يخلو من سذاجة، ولكن عذرنا أننا كنا مسحورين ومصرين على الأمل، وبدا أنه فوق طاقتنا أن نكفر بأول تجربة وطنية خالصة جاءَت في ختام سلسلة من عصور الذل والاستعباد”.

3- “ومضى زمن أصيب في أثنائه بإنفلونزا حادة عقب نزلة برد في ذلك الشتاء. واستُدعي للقاء خالد صفوان، وهو في دور النقاهة، وكانت أقصى أمنياته في ذلك الوقت أن ينقل إلى أي سجن أو معتقل خارجي، ولكن الرجل بادره قائلا ببرود: إنك سعيد الحظ يا إسماعيل”.


شارك المقالة: