اقرأ في هذا المقال
رواية كفاح طيبة
تعتبر هذه الرواية احدى الروايات الثلاثة التي تحدث فيها نجيب محفوظ عن العصر الفرعوني، فتناولها بكل تفاصيلها واحداثها بالرغم من أنّ معظم الروايات المأخوذة من هذه الحقبة الزمنية هي روايات تعد من الأساطير تناقلتها الأجيال جيلا بعد جيل، ومع هذا فإن هذه الرواية حققت شهرة ومبيعات عالية وصل الأمر بها إلى أنّه تم اختيارها كأحد الروايات الأهم والأشهر في القرن العشرين، فهذه الرواية الممزوجة ما بين قصص النضال من أجل الحرية مزج فيها محفوظ ذلك الأمر مع قصص العشق والغرام، ولكن في النهاية ينتصر حب الوطن على أي شكل من أشكال الحب الأخرى، ويذكر أنّ محفوظ كان قد نشر هذه الرواية في عام 1944، بينما قامت دار الشروق بإعادة طباعتها للمرة الثانية في عام 2006، قبل أن تعيد نشرها في طبعتها الثالثة في عام 2016.
المواضيع التي تضمنتها الرواية
- سيكنزع “وتحدث فيها عن ابنة ملك الهكسوس الذي قام بغزو طيبة، وكيف كان لحبها الأثر الكبير في قلب الملك أحمس”
- بعد عشرة أعوام “وهنا يتنبأ محفوظ بالأوضاع التي سوف تعيشها مصر بعد عشرة أعوام من تاريخ كتابة هذه الرواية، حيث سيتمكن المصريين من الحصول على حريتهم واستقلالهم وطرد البريطانيين خارج الأراضي المصرية دون أن يذكر ذلك صراحة”
- كفاح أحمس “يتحدث عن بطولة الملك أحمس وشعبه ضد الهكسوس الغازين لأرضهم، وكيف كان من هذا الملك من إيثار وطنه على حبه وعشقه ابنة ملك الهكسوس”
ملخص الرواية
تعتبر رواية كفاح طيبة التي قدمها الأديب المصري نجيب محفوظ آخر الروايات الثلاثة التي تنتمي للثلاثية التاريخية “عبث الأقدار، رادوبيس وكفاح طيبة” التي تحدث فيها عن عصر الفراعنة وملكهم، حيث أن هذه الرواية تتحدث عن الشعب المصري وكيفية نضاله في محاربة الهكسوس وطردهم من أرضهم التي احتلوها ليتمكنوا في النهاية من الانتصار وتحقيق الحرية، وفي هذا يحاول محفوظ أن يسقط هذا الأمر على نضال الشعب المصري في بدايات القرن العشرين، حيث كان الاحتلال البريطاني لأرض مصر، وكيف قدم المصريون الغالي والرخيص في سبيل نيل الحرية والاستقلال، ليؤكد مرارا وتكرارا أنّه كما حصلوا عليها في المرة السابقة فإنهم سوف يحققونها في المرة الثانية حتى لو كان الأمر بعد حين.
وعند الخوض في غمار هذه الرواية فإننا نجد أن محفوظ حاول من خلالها أن يمزج ما بين قصة الكفاح التي عاشها أصحاب أرض طيبة الذي كثيرا ما كانوا يحبوا ملكهم الذي يدعى أحمس وما بين الأحوال التي عاشها المصريون أثناء الاحتلال البريطاني لأرضهم، وهنا تطرق للحديث عن الملك أحمس وما حققه من نصر، ومع هذا فإنه لم تغب عن باله ومخيلته صورة تلك الفتاة الأميرة التي هي ابنة عدوه اللدود الهكسوسي، فعشقها من النظرة الأولى وهي تركب تلك السفينة الفرعونية، ومع هذا فإنه ضحى بذلك الحب من أجل طيبة وأرضها وشعبها، وهنا نجد رسالة ضمنية يرسلها محفوظ وهي: لا حب يعلو فوق حب الوطن، فالتضحية هي من سمات الرجال الشرفاء الذين يستغنون ويضحون بكل شيء من أجل الوطن وترابه.
مؤلف الرواية
هنالك الكثير من روايات الأديب المصري نجيب محفوظ والتي بلغت العالمية، ومع هذا فإنه يوجد له عددا من الروايات التي منعت من النشر والعرض لغاية مدة قريبة من الزمن، ومن بين هذه الروايات رواية أولاد حارتنا التي لم تنشر إلا في مطلع القرن الواحد والعشرين، ويعتبر الأدب الذي قدّمه محفوظ من الأدب الواقعي الذي يسلط الضوء على كثير من الوقائع والأحداث التي عاشها ويعيشها الشعب المصري، ولذلك فإنّ كثيرا من رواية تم نقلها لتصبح اعمالاً تلفزيونية وسينمائية نالت قدرا كبيرا من الشهرة.
أشهر الاقتباسات في الرواية
1- “وكان يتصدر المقصورة رجل بدين قصير القامة، مستدير الوجه، طويل اللحية، أبيض البشرة، يرتدي معطفا فضفاضا ويقبض بيمناه على عصا غليظة ذات مقبض ذهبي، جلس بين يديه رجلان مثل بدانته ووزنه، تدانى بينهم جميعا روح واحدة، وكان السيد يطيل النظر إلى الجنوب بعينين مظلمتين أضناهما الملل والتعب”.
2- “وضعت يا مولاي في مخدع خاص وجيء لها بثياب جديدة وقدم لها الطعام، ولكنها رفضت أن تمسه، وعاملت الجنود معاملة تنطوي على الاحتقار ودعتهم بالعبيد، ولكنها عوملت أحسن معاملة كأمر جلالة الملك”.
3- “واطرد زحف الجيش ومضى يدنو من منف الخالدة ذات الذكريات المجيدة وأخذت تلوح له أسوارها البيض السامقة، فظن أحمس أن الرعاة سيدافعون عن عاصمة ملكهم دفاع المستميت، ولكن أخطأ ظنه ودخلت طلائعه المدينة في سلام، وعلم أنّ أبو قيس تقهقر بجيشه نح الشمال”.