اقرأ في هذا المقال
كتاب الشيخان لطه حسين
يعد هذا الكتاب من الكتب التي تنتمي لكتب السير، حيث يتناول في فصوله تاريخ وسيرة كل من أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، فيتناول طريقة الحكم والسياسة والعدل الذي امتاز بها كل منهما، كما يتناول دورهما في محاربة أعداء الإسلام وما كان لهما من الدور الكبير في نشر الإسلام في مختلف بقاع الأرض، ويعد هذا الكتاب من الكتب التي تميزت بالموضوعية دون المبالغة أو الإجحاف، فلم يكن طه حسين كغيره من الرواة والأدباء الذين تناولوا سيرة كل من هذين الصحابيين الجليلين، فلم ينقص من حقهما شيء، ولم يبالغ في تمجيدهما كما فعل العديد من كتاب السير، ويذكر أنّ هذا الكتاب كان قد ضم ثلاثة فصول وكان طه حسين قد أتم كتابته في عام 1960، فيما قامت مؤسسة الهنداوي بإعادة طباعته ونشره في عام 2013.
المواضيع التي تضمنها هذا الكتاب
- مقدمة
- أبو بكر الصديق
ملخص الكتاب
يتحدث الأديب المصري طه حسين في هذا الكتاب عن شخصيتين إسلاميتين هما الأبرز والأشهر في التاريخ الإسلامي بعد رسول الله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، هاتين الشخصيتين هما خليفة المسلمين الأول أبو بكر الصديق والفاروق عمر بن الخطاب، حيث يتحدث بكل شفافية وحياد عن إنجازات وإسهامات كل منها، فتحدث عن العدل والحكمة التي امتاز بها كل منهما، كما تناول العديد من المسائل التي أرساها وتميز بها كل منها من وسائل وأساليب الحكم والسياسة، وكيف كان لهما أكبر الأثر وأهم الدور في رفع راية الإسلام ونشره ليصل كل البلاد، وكيف عملا على جمع المسلمين وتوحيد كلمتهم ورايتهم بعد أن توفي الرسول الكريم.
وفي بعض أجزاء هذا الكتاب تناول المفكر المصري طه حسين دور أبو بكر الصديق والفاروق عمر بن الخطاب في محاربة أهل الردة، وكيف عملا على إطفاء هذه النيران التي لو استمرت لدفن الإسلام في فترة مهده، وكما تم توثيق دور الفاروق في مسألة تجهيز جيوش الإسلام وقيامهم بشره ومحاربة أعظم إمبراطوريتين في ذلك الزمان إمبراطورية الروم وإمبراطورية الفرس، وكيف كان لجيوش الإسلام من النصر عليهما، هذا والعديد من الجوانب التي تميز بها كل منها والتي جعل كليهما أفضل من أُنجب في تاريخ الإسلام القديم والحديث، ولدرجة أنه ما زال يتم تدريس تاريخهما لغاية الآن في العديد من المناهج وفي الكثير من الدول الإسلامية.
مؤلف الكتاب
تمكن الأديب والمفكر المصري طه حسين من الحصول على شهادة الدكتوراه في عام 2014، حيث كان موضوع أطروحته بعنوان ” ذكرى أبي العلاء”، وكان هذا العنوان من الأسباب الرئيسية التي أثارت حوله ضجة وزوبعة كبيرة وخصوصاً من قبل الأوساط الدينية المصرية، كما تعدى ذلك الأمر إلى قيام أحد أعضاء البرلمان المصري أثناء إحدى الجلسات باتهامه بالزندقة والتعدي على أصول وأركان ومبادئ الدين الإسلامي.
أشهر الاقتباسات في الكتاب
1- “فكيف استطاعت طبيعته هذه أن تثبت لهذه المحن الشداد، وأن تنفذ منها في غير مشقة ولا تكلف، وهو الذي أشفقت ابنته عائشة رحمها الله ألا يسمع الناس صوته حين تقدم النبي يأمره أن يصلي بالناس لما ثقل عليه الوجع”.
2- “والذي لا أشك فيه هو أن القرآن لم ينظم للمسلمين أمر الخلافة ولا توارثها، وأن النبي لم يترك وصية أجمع عليها المسلمون، ولو قد فعلها لما خالف عن وصيته أحد من أصحابه، ولا من المهاجرين ولا من الأنصار”.
3- “وقد استخلف أبو بكر عمر في مرضه الذي تُوفي فيه، ولكنه لم يطمئن إلى وصيته حتى استشار فيها نفرا من أصحاب رسول الله، ثم أمر عثمان أن يسأل جماعة المسلمين: أتبايعون لمن في هذا الكتاب؟ فلما قالوا: نعم، اطمأنت نفس أبو بكر، وأرسل إلى عمر فنصح له وأوصاه بما أراد”.
4- “وقد اختصر أبو بكر سياسته في جملة قالها في أول خطبة خطبها بعد أن استخلف، وهي قوله: إنما أنا متبع ولست مبتدع. فقد ألزم نفسه سرية النبي صلى الله عليه وسلم في تدبير الحرب، وفي إجراء الأحكام في المدينة وفي سائر الجزيرة بعد أن رجعت إلى الإسلام”.
5- “وقد شُِغل عمر بهذه المشكلة واهتم لها، ولاسيما بعد أن دخل سعد بن أبي وقاص وجيشه المدائن عاصمة الفرس وأرسلوا إليه خمس ما غنموا في هذه المدينة، وقد استشار عمر أصحاب النبي في أمر هذا المال”.