ملخص كتاب شجرة البؤس لطه حسين

اقرأ في هذا المقال


كتاب شجرة البؤس

يتحدث الكتاب عن مجموعة من القضايا السياسية والاجتماعية التي كان يعاني منها العديد من أبناء الشعب المصري في فترة ما من بدايات القرن العشرين، فتحدث عن شخصيات كانت تعيش في الريف تعرضت لأقسى أنواع الظلم والبؤس والألم، حتى أنّ هذا الأمر لم يتوقف عند هؤلاء الأشخاص فقط، حيث امتد إلى أبنائهم فورثوا عنهم تلك الشقاوة والأحزان والعذاب، فكانت شخصيات صنعها طه حسين بأسلوب ممتع تمكن من خلالها إثبات ونفي بعض المشاكل التي تعرض لها في كتابه، ويذكر أنّ هذا الكتاب كان قد صدر لأول مرة في عام 1944 قبل أن تقوم مؤسسة الهنداوي التي تأخذ من العاصمة المصرية القاهرة مقرا ومركزا لها بإعادة طباعته ونشره في عام 2013.

المواضيع التي تضمنها الكتاب

  • تضمن الكتاب في بدايته إهداء هذا العمل للبلد العربي الآخر الذي طالما أحب وعشق طه حسين، هذا البلد هو لبنان الذي قدّم لعميد الأدب العربي الكثير الكثير.
  • تضمن الكتاب ستة وعشرين فصلا، في كل فصل تحدث فيه عن موضوع منفصل ولكن مرتبط بما قبله.

ملخص الكتاب

يتناول الأديب والمفكر المصري طه حسين في هذا الكتاب العديد من الهموم والقضايا السياسية والاجتماعية التي كان يعاني منها الكثير من المجتمع المصري، وخصوصا من هم يعيشون في أحضان الأرياف والقرى النائية، فيقوم بوصف تلك الأحداث والوقائع التي تنشأ عن الظلم والألم والإجحاف والمعاناة التي تصيب كثير من الأشخاص والاُسر البسيطة العادية في وقت ما من بدايات القرن العشرين، وما جعل من هذا الكتاب يحصل على كثير من الجوائز والكم الكبير من المبيعات هو الأسلوب الفريد والمميز في عملية إدارة الحوار بين الأشخاص، عدا عن التحدث عن أدق التفاصيل ووصفها بأجمل الكلمات والعبارات، فكان اختيار الشخصيات التي استخدمها في إدارة الحوار متقنا ومميزا، لدرجة أنّ القارئ يشعر وكان كل شخصية تريد أن توصل فكرة ما مفادها إثبات شيء ما أو نفيه.

ومن أهم الأمور التي تحدث عنها عميد الأدب العربي في هذا الكتاب وتجعل من القارئ مندمجا بشكل غير مبرر هو شخصية البطلة، هذه الفتاة الحزينة البائسة الفقيرة ذات الجمال الرائع والأخلاق الحميدة والتي تمتلك علاقات قوية وأذرع تمكنها من الوصول إلى أماكن ليس بمقدور غيرها الوصول إليها، ومع هذا كله إلا أن هنالك شيء طالما كان ينقصها، هذا الشيء هو نصيبها وقدرها الذي دائما ما كان يخذلها، حيث أنّ هذا الأمر لم يتوقف عليها فقط، بل أورثته إلى بناتها اللواتي ورثن عنها كل شيء حزين ومؤلم، ففي طيات هذا الكتاب صورة مؤلمة وحزينة عايشها وتعايش معها العديد من الأشخاص، فوصف فيه تقاليدهم وعاداتهم وعلاقاتهم الاجتماعية والشخصية بأسلوب أدبي يشعر القارئ وكأنه رأى وشاهد وسمع بتلك الأحداث.

مؤلف الكتاب

تسلم طه حسين منصب عميدا لكلية الآداب في الجامعة المصرية في عام 1928، ولكن الغريب في الموضوع أنّه لم يبقى في هذا المنصب إلا يوماً واحداً فقط، حيث قدّم استقالته قبل أن يمضي أربع وعشرين ساعة على إسلامه إياه، وكان السبب في ذلك وقوعه تحت الضغط الأدبي والمعنوي من قبل فئة الوفديون، وهي تلك الفئة التي كانت معادية للأحرار الدستوريين والذي كان طه حسين أحد أعضائها، وفعلا تم قبول استقالته وعاد بعدها ليمارس العمل الذي كان قد عين فيه من قبل وهو أستاذا لمادة الأدب العربي في نفس الجامعة.

أشهر الاقتباسات في الكتاب

1- “وقد ارتحل عبد الرحمن في بعض شأنه التجاري إلى مدينة من مدن الأقاليم بعيدة عن القاهرة بعداً شديدا، في ذلك الوقت الذي لم تكن فيه القُطر ولا السيارات، والذي كان يرتحل الناس فيه على ظهور الدواب أو على ظهور السفن التي تشق بهم النيل مصعدة حينًا وهابطة حينًا آخر”.

2- “ثم يهبط خالد إلى القاهرة ليرى ابنته، ويرد أهله إلى المدينة. فإذا بلغ القاهرة وأدخل إلى أهله وقُدمت إليه الصبية، نظر في وجهها ثم نظر في وجه امرأته، ثم جهر بقراءة آيات من القرآن يرد نفسه إلى الأمن وقلبه إلى الاطمئنان؛ ويمسك نفسه أن تخرج عن طهورها”.

3- “فأما أبوه فقد كان عطوفًا عليه حفيٍّا به أيام محنته، فلما بَعُدَ  بها العهد، شغل عنه بهذه الهموم الكثيرة التي لا يتركها في الدار إذا غدا إلا ليلقاها في المتجر، ولا يتركها في المتجر إذا راح إلا ليلقاها في الدار، وهو سعيد كل السعادة أن تركت هذه الهموم له طريقه حرة بين داره ومتجره”.


شارك المقالة: