تنوعت أغراض الشعر في العصر الجاهلي، وتناولوا الكثير من المواضيع ومنها مواطن الجمال وخاصة في المرأة.
مواطن الجمال في الشعر الجاهلي
إن الجمال النفسي بالإضافة إلى جمال الجسد يترك أثر قوي في نفس الرجل، وأعمقه وأقوى الذي يكون في المرأة العفيفة التي تمتنع عن الرجال ويفضله الرجل أكثر من غيره وخاصة الشعراء.
إن معظم القصائد في الغزل في الشعر الجاهلي كانت مقتصرة على ذكر جمال الجسم للمحبوبة، مثل جمال عينيها وشعرها وغيرها، ولقد كان الشعراء مفتونون بذكر هذا الوصف في شعرهم.
نماذج من شعر وصف الجمال في الشعر الجاهلي
1- شعر النابغة الذبياني
“بَیِضاءُ کالشّمْسِ وافَتْ یَومَ أسْعَدها
لَمْ تُؤذِ أهلاً ولم تُفحش علی جار
أقولُ وَالنّجْمُ قَدْ مَالَتْ أواخِرُهُ
إلیالمَغیبِتُبیتُنظرةحارِ
أَلَمْحَةٌ مِنْ سَنا بَرْقٍ رَأی بَصَري
أمْ وَجْهُ نعمٍ بَدا لِي، أمْ سَنَا ناَرِ؟
بَلْ وَجُهُ نُعمٍ بَدا، وَالَّلیْلُ مُعْتَکرٌ
فَلاحَ مِنْبَیْنِ أَثْوابٍوَأَسْتارِ”
2- الشاعر أبو قران طفيل الغنوي
“إن النِّساءَ كَأَشجَارٍ نَبتنَ معَاً
منها المرارُ وبعضُ المرَّ مأكولُ
إن النِّساء متى يَنهَيْن عن خُلُقِ
فإنَّهُ واجِبٌ لا بُـدَّ مَفعُـــــــــولُ
لا يَنْثَنَيْنِ لِرُشــــدٍ إن مُنِيْنَ لـه
وهُنَّ بعدُ مَلُومَـاتٌ مَخَاذِيـــــــلُ”
3- شعر امرؤ القيس
“تصدّ وتبدي عن أسيل وتتقي
بناظرة من وحش وجرة مُطْفِلِ”
4- شعر عنترة العبسي
“ولو لاها فتاه في الخيام مقيمة
لما اخترت قرب الدار يوما على البعدِ
مهفهفه والسحر في لحظاتها
إذا كلمت ميتا يقوم من اللحدِ”
ولقد قام الشاعر عنترة العبسي بتشبيه القامة بالغصن، ووصف حركتها وتبخترها وصف حركي ووصف تمايلها اذ أن ذلك عنده من مواطن الجمال والأنوثة، بالإضافة إلى وصف رشاقتها ورقتها وإعجابه الشديد بها فيقول:
“تَمْشي وَتَرْفُلُ في الثِّيابِ كأنَّها
غُصْنٌ تَرَنَّحَ في نقــــــا رَجْراجِ”
