أحيحة بن الجلاح

اقرأ في هذا المقال



اسمهُ
وهو أبو عمر أحيحة بن الجلاح بن الحريش الأوسي، كنيته أبو عمر، عاش في زمن تبع الأصغر أبي كرب حان ملك اليمن، وكان غنياً يُحسن تدبير المال ويبيع بيع الربا بالمدينة، حتى كاد يُحيط بأموال أهلها وكان يفخر بذلك بقوله:


إنيّ أكبُّ على الزوراء *** إنَّ الكريم على الإخوان
أعمرها *** ذو المال

وكان شحيحاً إلى هذا، وقد روى المبرّد في كتابهِ الكامل أموراً تُظهر بخلهُ وتمسُّكهُ الشديد بأموالهِ، وقد اتَّصف بأنَّهُ صائب الرأي حتى زعم قومهُ لكثرة صوابه أنَّ مع أحيحة تَبَعٌ من الجن.

وهو شاعر جاهلي من دهاة العرب وشجعانهم، قال الميداني ” كان سيد يثربَ وكان له حصنٌ فيها سمَّاهُ المستظل، وحصن في ظاهرها سمَّاهُ الضحيا، وكان لهُ مزارعُ وبساتينُ ومالٌ وفيرٌ”.
وقال البغدادي:” كان سيد الأوس في الجاهليّة، وكان مُرابياً كثير المال، أمَّا شعرهُ فالباقي منه قليل جداً”.
حياتهُ:
كان لأحيحة مزارعُ وأملاك، وكان لهُ تسعٌ و تسعون بئراً يأخذ منها الماء، وكان لهُ حِصْنانِ وسمّاهما (المستظل والضحيان)، وقد تَحصَّن في الضحيان عندما قاتل أبا كرب تُبَّع بن حسان، وكان (تُبّع) قد أقبل من اليمن يُريد المشرق فمّر بالمدينة، وترك فيها ابناً لهُ، ومضى إلى الشام فالعراق، وفي المشّقر جاءهُ خبرمقتل ابنه غليه، وفكر راجعاً وهو مُجمعٌ على تخريب المدينة وقطع نخلها وإفناء أهلها، ثمَّ أمر أن يأتيه أشراف المدينة، وكان أحيحة بينهم، وظن الأشراف أن تُبّع قادم كي يملكهم على أهل يثرب، إلّا أن أحيحة فطن إلى ما كان يبيّتهُ تبّع من الغدر، فاستأذن بالذهاب إلى خبائهِ.
شعره:
أشتهر أحيحة بشعره، فقد اختار منه أبو زيد القرشي في جمهرة أشعار العرب، كما انتخب منهُ البحتري في حماستهِ، وأورد الأصمعي قصيدة لهُ في مختاراتهِ، وتناقلت شيئاً منه كتب الأدب. غيرأنَّ شعرهُ لم يجمع في ديوان حتى اليوم، وتَصفُ قصائدهُ التي وصلت إلينا جوانب حياتهِ الخاصَّة، ونظرته إلى حياة الناس والمال، كما تصف تخلِّيهِ عن مجالس لهوهِ في سبيل جمع المال، وشعره سهل ومستساغ، وإنْ كان لا ينفرد فيه بميزة فنيّة خاصة، إلّا في أبيات قليلة، وهو لا يخلو من عبرة أو حكمة ، وهو في شعره سيء الظن بالحياة التي تغتال أبناءها.
وفاته:
توفي عام 130 قبل الهجرية / 497 ميلادية

المصدر: الشعر و الشعراء.


شارك المقالة: