أمثال عالمية عن اللين بين الناس:
من أهم المميزات التي تمتاز بها شخصية الإنسان هو التوازن في شخصيته، بحيث يكون إنسان قادر على المزج بين الرحمة والشدة، فالإنسان الحكيم هو من يكون قادر بحكمته مراعاة كل وضع بما يناسبه، كما يكون لدية المقدرة على التعامل مع كل حالة وظرف بما يطلبه ويقتضي من التعامل بالرفق واللين أو الأخذ باستخدام أسلوب القوة، بينما من المفضل في أصل قيام العلاقات الاجتماعية، أن تكون قائمة على أسلوب الرقة والرفق واللين، ما لم يكن الظرف يتطلب خلاف ذلك.
فمرور الوقت وانقضاء الزمن قد يؤثران بشكل كبير على القيم والسلوكيات والمشاعر القلبية للفرد، بحيث تنضب كافة ينابيع العاطفة لديه، وفي مثل تلك الحالات يتوجب على الإنسان أن يقوم بتطهير قلبه من العوامل التي أدت به إلى القسوة؛ وذلك من أجل أن يكون الشخص يقظ في إحساسه وعواطفه ومشاعره القلبية، وحتى يبقى الإنسان حاضر الفكر يمتلك قلب واعي مما ينعكس تماماً على تصرفاته وأفعاله، وفيما يلي نقدم لكم بعض الأمثال العالمية التي تناولت موضوع اللين بين الناس.
1. يفعل اللين ما لا تفعله الشدة (Kindness affects more than severity):
ظهرت العديد من الأمثال العالمية التي تمحور حديثها حول موضوع اللين والرفق والرقة؛ وذلك لما لها من آثار إيجابية كبيرة تعود على الفرد بشكل خاص وعلى المجتمع بشكل عام، حيث أنّ استخدام أسلوب اللين والرحمة يثمر الكثير من المودة والمحبة واللطف بين الأفراد الذين يقطنون ضمن المجتمع الواحد، وهذا ما أشار إليه المثل الإنجليزي في مضمونه.
حيث أوضح الحكماء والفلاسفة من خلال المعنى الضمني للمثل الإنجليزي أن ينبغي على المرء أن يقوم بمعالجة المواقف والأمور التي تحدث معه ويشاهدها أمامه بحكمة ولين، فإن أثر ذلك عظيم وكبير وأقوى مما تولده القسوة والشدة.
2. اللطف يفعل أكثر مما يفعل العنف (Kindness does more than it does violence):
يعود أصل المثل إلى دولة فرنسا، حيث كان أول ما خرج عن لسان أشهر كاتب في تاريخ الأدب الفرنسي (جان لافونتين)، ومن ثم تم تداوله بين الشعب الفرنسي حتى أصبح مثلاً متداولاً بين كافة الشعوب العالمية، وقد أوضح الحكماء من خلال المعنى الضمني للمثل الفرنسي أن استخدام أسلوب اللطف واللين في الأمور الحازمة التي تحتاج إلى تروي وحكمة أفضل من استخدام العنف الذي قد يؤدي إلى نتائج بائسة.
