قصة الأسد الجريح

اقرأ في هذا المقال


تناولت القصة في مضمونها الحديث حول فتاة كانت ترعى الماشية، وفي كل مرة كانت تفقد مجموعة من الماشية، إلى أن وصلت أنه ينبغي عليها أن تكشف السر خلف اختفاء تلك الماشية، تابع معنا عزيزي القارئ القصة للنهاية لنرى ما هو سر اختفاؤها.

الشخصيات

  • الفتاة راعية الماشية
  • الشاب الوسيم
  • المزارع
  • العملاق
  • الأميرة

قصة الأسد الجريح

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في دولة إسبانيا، حيث أنه في يوم من الأيام في إحدى القرى كانت تعيش فتاة، وتلك الفتاة كانت أوضاعها سيئة للغاية، فهي تعيش في حالة فقر مدميه، كانت وظيفتها هي العمل لدى أحد المزارعين في القيام بتربية الأبقار وأخذها من القرية إلى الحقل حتى ترعى العشب في ضوء شمس الظهيرة من كل يوم.

وفي يوم من الأيام كانت تلك الفتاة تسير عائدة إلى القرية مع غروب الشمس مع أبقارها، وفجأة سمعت صوت أنين قادم من الأدغال التي كانت على جانب الطريق، وحينما ذهبت الفتاة لترى ما هو مصدر ذلك الضجيج، وجدت أنه صادر من أسد حدث وأن جرح نفسه بشوكة وعلقت تلك الشوكة في مخلبة، وعلى الرغم من حالة الرعب والذعر التي أصابتها حينما رأت الأسد، إلا أنها جلست الفتاة إلى جانب الأسد وخلعت الشوكة برفق من مخلبة، وفي تلك اللحظة عبر الأسد عن شكره وامتنانه للفتاة ولعق وجهها كطريقة للتعبير عن شكره.

وفي تلك الأثناء كانت الفتاة سعيدة بمساعدتها للأسد الكبير وبعدها عادت إلى الطريق من أجل أخذ أبقارها إلى القرية، ولكنها لم تجد الأبقار، وأخذت تبحث عنها في كل مكان، إلا أنها سرعان ما اختفت تمامًا، وبعد أن سئمت الفتاة من البحث عن الأبقار عادت الفتاة إلى القرية، وأول ما وصلت إلى المزارع وأخبرته أن الأبقار ضاعت شعر بالغضب الشديد بسبب فقدانه لأبقاره، وأشار لها أنه سوف يجعلها ترعى الحمير بدلاً من ذلك، ومنذ ذلك اليوم وعلى مدار عام بأكمله كانت الفتاة المسكينة لا تزال تأخذ الحمير من القرية إلى الحقل كل يوم حيث تأكل العشب والتبن.

وفي يوم من الأيام عند غروب الشمس بينما كانت عائدة بالحمير باتجاه القرية، سمعت الفتاة صوت أنين قادم من الأدغال على جانب الطريق، وحينما توجهت نحو الصوت لتعرف مصدره، وإذ بها تجد ذات الأسد الذي جرح نفسه وعلقت الشوكة في مخلبة قبل عام، وهنا أخرجت الفتاة الشوكة بكل حرص وحذر من كف الأسد، وبعدها لعق الأسد وجهها مرة أخرى ليقول لها شكرًا، لكن عندما عادت إلى الطريق لتأخذ حميرها إلى القرية، لم تجدها في أي مكان، إذ اختفت الحمير تمامًا كما اختفت الأبقار قبل عام.

وأول ما عادت الفتاة المسكينة إلى القرية، ثار الغضب بداخل المزارع حول ما حدث لحميره، وهنا توعدها بأن تقوم برعاية الخنازير عوضاً عن ذلك، وقد مر عام آخر والفتاة ترعى الخنازير من القرية إلى الحقل كل يوم وتطعمها وتعتني بها جيدًا، وبعد مرور عام ذات مساء سمعت الفتاة الصغيرة ذلك الأنين مرة أخرى، وقد كان نفس كل مرة إذ أن الأسد جرح نفسه مرة أخرى، وللمرة الثالثة كان لديه شوكة عالقة في مخلبة وقد نزعتها الفتاة بحذر من بين مخالب الأسد، وكما حدث في السابق حينما عادت الفتاة إلى الطريق لإعادة الخنازير إلى القرية، وإذ بها وجدت أن الخنازير قد ذهبت واختفت عن الأنظار بذات الطريقة التي ذهبت بها الأبقار والحمير من قبل.

ولكن هذه المرة كان الأمر مختلف، إذ كانت الفتاة مصممة على حل لغز اختفاء الحيوانات المفقودة، فصعدت إلى أعلى إحدى الأشجار في الغابة ونظرت في كل مكان حولها، لترى ما إذا كان بإمكانها أن ترى أين ذهبت الأبقار والحمير والخنازير، وفي تلك الأثناء بقيت الفتاة في أعلى الشجرة طوال الليل، وحينما كانت الشمس على وشك أن تشرق، رأت شابًا يسير في الطريق، وفي لحظة ما توقف ذلك الشاب إلى جانب صخرة ثم اختفى في الهواء بشكل لا يصدق، وهنا قالت: هذا أمر غريب جداً.

وعلى إثر ذلك قررت البقاء على أعلى الشجرة لترى ما سوف يحدث بعد ذلك، لكن لم يحدث شيء حتى نهاية اليوم، ثم عندما بدأت الشمس في الغروب وحل الظلام، ظهر الأسد من وراء الصخرة ودخل الغابة بحثًاً عن الطعام، وبعد أن تأكدت الفتاة من ذهاب الأسد، نزلت من الشجرة وذهبت لتنظر حول الصخرة، وأول ما وصلت إلى الصخرة فكرت قليلاً وقالت في نفسها: هذا أمر غريب جداً، إنني رأيت شابًا يختفي خلف هذه الصخرة هذا الصباح ويظهر منها أسد في الليل.

وعندما اقتربت الفتاة الصغيرة من الصخرة وحدقت بها جيداً رأت ثقبًا صغيرًا في الصخرة، وحينما انحنت نحو الحفرة اختفت بداخلها ووجدت نفسها في منزل ضخم وعملاق، وهنا أصيبت الفتاة بالدهشة وفي ذلك المنزل ظهر شاب في المدخل، وتحدث إليها الشاب قائلاً: أوه، أنت الفتاة التي خلعت الأشواك من يدي، وهنا دخلت الفتاة في حيرة من أمرها، وقالت: لكنني خلعت الأشواك من مخلب أسد، وأنت رجل وليس أسد، فأجابها الشاب بقوله: آه، في النهار أنا رجل، لكن حينما تغرب الشمس أتحول إلى أسد، وهذا بسبب أنه لقد لعنني العملاق الذي يعيش في هذا المنزل وهو كذلك من قام بسرقة حيواناتك، وهنا سألت الفتاة: ولكن لماذا يفعل ذلك؟.

فرد عليها الشاب: لأنه كان غاضبًا جدًا لأنك قدمتي لي المساعدة، ثم نظر حوله وهو يعتريه الخوف وأردف حديثه قائلاً: هذا منزل العملاق وسوف يعود للمنزل عما قريب، يجب أن تغادري المنزل لأنه ليس آمن، ولكن الفتاة الصغيرة كانت شجاعة وقوية وقررت أنها تريد مساعدة الشاب الفقير، فانتظرت حتى عاد العملاق إلى المنزل، وبمجرد دخوله إلى المنزل، قامت الفتاة بصوتها الأشجع وقالت: أطالب بتحرير هذا الرجل من لعنتك الشريرة.

وفي ذلك الوقت أعجب العملاق بشجاعة تلك الفتاة الصغيرة وقال بصوت عالي: سوف أطلق سراح الشاب من اللعنة، إذا صنعت لي معطفًا من شعر أميرة، فردت الفتاة على طلبه وأشارت إلى إنها موافقة وسوف تلبي طلبه وتفعل هذا من أجل العملاق وغادرت لتبحث عن أميرة، وفي اليوم التالي وصلت الفتاة إلى قصر ملكي وطلبت التحدث إلى الأميرة، وأول ما التقت مع الأميرة قالت: عزيزتي الأميرة هل لي بقص شعرك الطويل حتى أتمكن من صنع معطف لعملاق وإطلاق سراح شاب من لعنة شريرة؟

وهنا فكرت الأميرة في هذا للحظة، لقد كان طلباً غريبًا جدًا لها، ثم قالت للفتاة: سوف أعطيك شعري إذا وجدت لي أميرًا وسيمًا يمكنني الزواج منه، فقالت الفتاة: سوف أجد ذلك الأمير الوسيم في وقت قريب جداً، لذا قطعت الأميرة شعرها الطويل المتدفق وأعطته للفتاة الصغيرة.

ومنذ ذلك اليوم وقد عملت الفتاة بجد طوال اليوم وبحلول غروب الشمس كانت قد صنعت معطفًا جميلًا من شعر الأميرة، وبعد أن انتهت من عمل المعطف ركضت نحو الصخرة على جانب الطريق، وانحنت نحو الحفرة الصغيرة واختفت داخل الصخرة ووجدت نفسها في منزل العملاق مرة أخرى، وأول ما التقت الفتاة مع العملاق قالت وهي تسلم المعطف الجميل الذي صنعته من شعر الأميرة: ها هو معطفك، وحينما جرب العملاق معطف الشعر كان مسرورًا به لدرجة أنه أطلق سراح الشاب من لعنة على الفور، وفي تلك اللحظة كان هناك ضوء أبيض وامض والأسد تحول إلى رجل إلى الأبد، وبعد أن تحول الأسد وعاد شاب قالت له الفتاة: والآن يجب أن تأتي معي.

وعلى الفور توجهت به نحو القصر الملكي وبمجرد أن قدمت الفتاة الرجل الوسيم للأميرة، وقعوا في حب بعضهما البعض، وفي النهاية تزوج الشاب والأميرة في اليوم التالي، وفي الصيف التالي أنجبت الأميرة طفلاً رضيعاً ومع مرور الوقت كبر الأمير الصغير وأصبح قوياً وتولى الحكم وأصبح الملك التالي، أما بالنسبة للفتاة الصغيرة الشجاعة، فقد خاضت العديد من المغامرات في حياتها.

العبرة من القصة هي أن التوافق يبن الآخرين يزرع المحبة والخير في كافة الأرجاء، وبهذا يعم السلام والأمان.


شارك المقالة: