قصة جريمة قتل فتيات معسكر سكوت المروعة

اقرأ في هذا المقال


من أبشع الأمور التي قد يتعرض لها الأهل هو أن يفقدوا أحد أبنائهم في تلك اللحظة التي يرسلونه بها إلى مكان يعتقدون أنه سوف يضيف إليه شيء من السعادة والبهجة، تابع المزيد من القراءة عزيزي القارئ لتتعرف على أحداث هذه القصّة.

قصة جريمة قتل فتيات معسكر سكوت المروعة

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في السبعينات من القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنه على مدار عدة قرون كان المعسكر الصيفي من أهم العناصر الأساسي في المدارس الأمريكية، إلا أنه ما حدث في تلك الفترة هو أن وقعت حادثة جعلت للمعسكرات دلالات جديدة ومروعة للعديد من العائلات.

ففي يوم من الأيام بينما كانت قد عزمت إحدى المدارس على إقامة المعسكر السنوي المعتاد، ولكن ما حدث في تلك الرحلة هو أنه تعرضت ثلاثة من الفتيات للاعتداء والضرب بالهراوات والخنق حتى الموت، وقد تم العثور على جثث تلك الفتيات قبل بزوغ فجر صباح ذلك اليوم بوقت قصير، إذ كانت واحدة من المشرفات على المعسكر في اتجاهها نحو الحمام في تمام الساعة الثالثة فجراً، وفي ذلك الوقت لاحظت وجود ثلاثة من الأكياس ملقاة على حقيبة النوم الخاصة بها بشكل غريب ولافت للنظر داخل الغابة على بعد ما يقارب على مئة وخمسون قدم من المعسكر المقام.

وفي تلك الأثناء أول ما لاحظت المشرفة وجود الأكياس وقامت بفتح أول كيس، وإذ وجدت به جثة الفتاة التي تدعى دوريس، وهنا سرعان ما قامت المشرفة بالجري هنا وهناك وطلب المساعدة، إذ اعتقدت حينها أن الفتاة قد تعرضت لحادثة ضرب وأنه أغمي عليها، ولم يكن باعتقادها أن الأمر وصل إلى أبعد من ذلك.

ولكن حينما حضر المسؤول عن المخيم وبرفقته الممرضة تم فتح الأكياس الأخرى، وهنا ظهرت ما هو أعظم إذ وجدوا بهن جثث لفتاتين الأولى تدعى لوري والثانية تدعى ميشيل، وفي تلك الفترة كان قد مر يوم واحد فقط على افتتاح أبواب المعسكر من أجل استقبال طلاب المعسكر الصيفي، وفي يومه الأول كانت الفتاة صاحبة البشرة السوداء دوريس هي الوحيدة المتواجدة في المخيم وقد ودعت عائلتها وعيناها تفيض بالدموع، ولكن في اليوم التالي تعرفت على الفتيات الجدد وسرعان ما أصبحت تربطهن علاقة صداقة وهن كل من لوري وميشيل، لكن تلك الفتيات لم يكن يعلمن أن صباح اليوم التالي لن يبزغ عليهن.

وفي تلك الأثناء كانت المقاطعة التي تعرف باسم مقاطعة مايز والتي يقام بها المعسكر يبلغ عدد سكانها ما يقارب على الثلاثون ألف نسمة، كما كانت الغابات الكثيفة تحيط بها من جميع الجوانب، وقد كان المعسكر يبعد ما يقارب الميلين عن واحدة من البلدات التي تعرف باسم بلدة لوكست جروف وخمسون ميل عن المقر الذي تم اعتماده من قِبل فتيات الكشافة في مدينة تولسا، وهذا ما جعل ذلك المعسكر من الأماكن المثالية من أجل إقامة المعسكر فيه، وقد تم اعتماده من أجل قيام المعسكرات الصيفية فيه منذ مطلع القرن التاسع عشر، ولكن تلك الحادثة تسبب في إغلاقه إلى الأبد.

أمّا عن مشرفة المعسكر والتي تدعى السيدة هومان، فقد كانت المشرفة المنوط بها من أجل رعاية الفتيات، وقد كان ذلك الصيف هو الصيف السابع لها في الإشراف على المعسكرات المقامة في ذلك المكان، وقد ذكرت تلك المشرفة أن الفتاة دوريس حينما كانت تودع عائلتها كانوا قلقين عليها للغاية، إلا أنها طمأنتهم وأخبرتهم كيف شعرت حين ذهبت للمخيم للمرة الأولى، ففي وقتها كانت الغابة معتمة وبدا كل شيء في المعسكر مرعب، إلا أنها بعد أول مرة هناك شعرت بالرغبة في العودة للمعسكر مرة أخرى.

كما أشارت المشرفة أنه أول ما وصلت الحافلة التي تقل دوريس إلى مكان المعسكر كانت حريصة على إحضارها إلى مكان قريب من الحمام والمطبخ في ذات الوقت، وأنه في وقت قليل تعرفت على الفتاتين وبدأت بينهن صداقة وحوارات ولعب وتسلية وقامن بالغناء سوياً، أما عن المشرفة الأخرى في المعسكر والتي تدعى كارلا وهي من كانت قد اكتشفت جثث الفتيات، فقد أكدت أن الفتيات الثلاثة كان من أكثر الفتيات مرحاً ولطفاً في المعسكر، وأنهن بعد أن قضن نهار جميل في المعسكر توجهن للنوم قبل حلول الليل.

وفي تمام الساعة الثامنة من صباح ذلك اليوم بينما كانت عناصر الشرطة تعاين مسرح الجريمة، بدأت التقارير الصحفية تنتشر عن تلك الجريمة المروعة، وفي الكثير من الصحف تم إطلاق المقالات تحت عنوان حادث غريب، بينما هناك الكثير ممن ادعوا أنه مجرد مسرحية هزلية، وبعد المباشرة في التحقيقات والتحريات أظهرت النتائج الأولية أن هناك فتاة تمت معاملتها بطريقة مختلفة عن الفتاتين الآخرتين، فقد ضربت كل من ميشيل ولوري حتى الموت، أما دوريس فقد تم خنقها حتى الموت وتركت جثتها خارج الكيس.

وقبل عصر ذلك اليوم كانت جميع الفتيات عائدات إلى منازلهن، وقد استمرت التحقيقات حتى تم الكشف عن سماع ضوضاء غريبة في منتصف الليل، وقد شهد بعض الفتيات أنهن سمعن أصوات أنين في تمام الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، كما شهدن بعض الفتيات المقيمات في خيمة مجاورة لخيمة الفتيات المتوفيات أنهن استيقظن حوالي الساعة الثانية ليلاً بعد أن شعرن أن هناك مصباح يدوي أضيء في وجوههم، كما أكدت واحدة من الفتيات أنها سمعت صراخ بصوت عالي في تمام الساعة الثالثة، وأشارت أخرى أنها سمعت صوت ينادي: أمي، أمي.

كما ادعى واحد من ملاكي الأراضي القريبة من المعسكر أنه ما بين الساعة الثانية والثالثة فجراً كان هناك ازدحام مروري هائل على الطريق الموجود بالقرب من المعسكر، وقد عثرت عناصر الشرطة على آثار أرجل داخل وخارج الخيمة، لكنها لم تكن متساوية في الحجم، كما وجد شريط لاصق ومصباح يدوي وأسلاك، وعثرت عناصر الشرطة على بصمات في مكان الجريمة، لكنها فشلت في الوصول إلى صاحبها.

وأكثر ما توصلت إليه عناصر الشرطة وكان أمر مريب للغاية هو أن شخصًا ما كان قد ترك ورقة مكتوبة عليها وتم رميها داخل أحد العربات التابعة للمخيم قال فيها: نحن في مهمة من أجل القيام بقتل ثلاث فتيات في الخيمة الأولى ويوجد توقيع في أسفل الورقة باسم القاتل، إلا أن مدير المعسكر تعامل مع تلك الرسالة على أنها مزحة سخيفة.

وبعد العديد من التحقيقات قامت عناصر الشرطة باستخدام الكلاب من أجل تتبع الأثر، وقد وصلوا في النهاية إلى أحد الكهوف الواقعة على بعد ميلين من المعسكر وعثروا به على نظارات يبدو أنها تمت سرقتها من المعسكر، بالإضافة إلى مجموعة من الصور تعود لنساء، وتم ربط كافة تلك الصور برجل يدعى جين هارت، ووجدوا ورقة مكتوب عليها عبارة تقول: كان القاتل هنا، وداعًا أيها الحمقى.

وعند التحري حول من يدعى هارت تبين أنه مُدان بالعديد من التهم ومن بينها الاختطاف وأنه هارب من السجن، وهنا اعتقدت عناصر الشرطة أن هناك أعضاء من إحدى القبائل التي تعرف باسم قبيلة الشيروكي وهي من أصول هندية كانوا يحرصون على تقديم الحماية لهارت منذ هروبه من السجن، وبعد فترة تم العثور عليه لكن أعضاء الحركة الهندية الأمريكية أكدوا أنه برئ وأن الشرطة تحاول البحث عن كبش فداء من الهنود لتحمله مسؤولية الجرائم وتغلق القضية.

ولكن ادعت الشرطة أن الشَعر الذي كان موجود على الشريط اللاصق الذي تم العثور عليه في مسرح الجريمة كان يعود لهارت، وخلال الاستماع إلى أقوال الشهود أقر أحدهم أن هناك رجل يدعى ويليام كان قد دخل المطعم القريب من المعسكر وهو في حالة توتر، وهو من الأشخاص المدانين بجرائم سابقة، وقد أشار آخر أنه شاهده في مكان المعسكر قبل أيام من افتتاحه.

وقد شهد آخر أنه أعار ويليام المصباح اليدوي الذي وجد في مكان الجريمة، وأخيراً بعد أن ألقي القبض عليه اعترف بارتكابه للجريمة، وقد أدى ذلك لتبرئة هارت، ولكن سرعان ما توفي ويليام بنوبة قلبية، وبعد فترة وجيزة بينت التحقيقات أن هناك العديد من الأمور التي تم إخضاعها إلى المختبرات أظهرت نتائجها أنها تتطابق مع هارت، ولكن لم يتم إلقاء القبض عليه.

المصدر: كتاب من الأدب الأمريكي المعاصر - توني موريسون - 2014


شارك المقالة: