قصة خوسيه الوحش القاتل

اقرأ في هذا المقال


خوسيه الوحش القاتل (José the Beast Slayer) قصة خيالية للكاتبة إيلز سبايسر، وهي كاتبة أمريكية سافرت وجمع العديد من الحكايات، وكانت جامعة مخلصة للقصص ونشرت عدّة كتب من القصص الخيالية، العديد من حكاياتها من أمريكا الجنوبية، وإسبانيا، وجزر الأزور، جمعت أيلز القصص الخيالية الإسبانية وأعادت سردها، في محاولة للحفاظ على القصص لأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية.

الشخصيات:

  • خوسيه.
  • والدته الأميرة.
  • والده الدوق.
  • جده الملك.

قصة خوسيه الوحش القاتل:

كان هناك ملكًا له ابنة صغيرة، وبعد ولادتها بفترة ذهب الملك الحكيم إلى الغابة لمعرفة أفضل السبل لتربيتها والحفاظ عليها، فقال له أحد كبار السن الحكماء: يجب عليك لمدة اثني عشر عامًا أن تحتفظ بابنتك في برج في الغابة، ويجب ألا يكون له باب، فقط نافذة صغيرة يمكنك من خلالها تمرير الطعام لها، ويجب أن تعطوها لحمًا ليس فيه عضام، كما يجب أن تمنعها من الخروج حتى تنتهي الاثني عشر عاماً.
لذلك أمر الملك ببناء برج في أعماق الغابة، لم يكن لها باب وكان له نافذة صغيرة فقط، وهناك تم وضع الأميرة حيث كان الطعام يمرعليها كل يوم من خلال النافذة الصغيرة، وتولى الملك بنفسه مسؤولية ذلك حتى يتأكد من أنّه لم يكن هناك أي عضم في اللحم الذي يقدم لها.
مرّت السنوات وكانت الأميرة تشعر بالحزن الشديد لوحدتها وعدم تمكنها من الخروج، كما شعرت بالضيق بسبب طريقة تحكم والدها بطعامها وشرابها كما كانت دائماً تشعر بأنّها لا تعيش حياة طبيعية مثل الآخرين، وفي النهاية اقتربت فترة الاثني عشر عامًا من الأنتهاء، ثم ذهب الملك ذات يوم وترك الخدم يحملون الطعام للأميرة الذين كانوا مهملين ولم ينتبهوا جيدًا بما فيه الكفاية، وأعطوها اللحم الذي كان فيه عضم، ولكن دون قصد، في تلك الأثناء كانت الأميرة الصغيرة قد سئمت من كونها محصورة في برج الغابة.
وعندما اكتشفت العضم في اللحم الذي أمامها شعرت بالفرح الشديد الذي لم تشعر به منذ زمن، ثمّ قالت : آه، أخيرًا هذه فرصتي، لقد تحققت أمنياتي ودعواتي، لدي شيء يمكنني من خلاله جعل هذه النافذة الصغيرة أكبر، لأنَّني حاولت عبثًا أن أجعلها أكبر بأصابعي، ثمّ استخدمت العظم لحفر الجدار من كل جانب من النافذة وسرعان ما كبرت الفتحة الصغيرة بحيث يمكن للأميرة أن تميل رأسها للخارج وتنظر إلى الأشجار العالية.
وفي ذلك اليوم مر دوق بهذه الطريق في رحلة صيد وشاهد أميرة جميلة في البرج حيث وقع في حبها على الفور، والآن بعد أن كان لدى الأميرة شخص ما لمساعدتها على جعل الحفرة أكبر، كان من السهل جعلها كبيرة بما يكفي للهروب وقد قام بمساعدتها في الحفر لإخراجها من البرج، وفي تلك الليلة هربت مع الدوق.
وعندما عاد الملك من رحلته وجد البرج في الغابة فارغًا تمامًا، ولم يكن هناك شيء سوى الفتحة الواسعة التي تخبره بهروب ابنته الذي حاول عبثًا أن يكتشف ما حل بها، لكن لم يكن هناك من يمكنه إخباره بأي شيء عنها، ذهبت الأميرة مع الدوق عبر نهر عظيم لم يعرف أحد آخر كيف يعبره، ثمّ تزوجت منه وعاشت في كهف كبير في الصخور، وبعد كل السنوات التي قضاها في البرج بدا هذ الكهف منزلًا رائعًا بالفعل.
لم تتعب أبدًا من التجول و الإعجاب بأشجار الغابة وزهورها والاستماع إلى أغانيالطيور، عندما ولدت طفلها أخيرًا ، اعتقدت أنّها كانت أسعد شخص في العالم بأسره، وعندما كان الطفل يبلغ من العمر عامين، قرَّر الدوق أنّه يجب عليهم اصطحابه إلى المعبد ليعتمد، ونزلوا إلى النهر العظيم وحمل ابنه الصغير عبره بأمان، ثم عاد للأميرة، ولكن في الطريق انزلقت قدمه وسقط في النهر، ثمّ حمله التيار القوي بعيدًا بسرعة، تاركًا الأميرة على جانب واحد من النهر وابنها الصغير على الجانب الآخر.
بكت الأميرة عندما رأت ما حدث وقالت: كيف يمكنني العبور؟ فأجاب الطفل: لا تقلقي يا أمي، سآتي وآخذك، وعندما عبر بالفعل ذلك النهر العظيم بأمان ورافق والدته بشجاعة إلى الضفَّة الأخرى أصابتها الدهشه، على الرّغم من دموعها وصرخات الخوف، ثمّ قالت: أحسنت يا بني! أنت حقًا ابن تفتخر به كل أم ! ثمّ ذهبوا إلى الكنيسة وتم تعميد الصبي.
كان خوسيه قاتل الوحش هو الاسم الذي اختاره له القديس الذي عمده، ثم تجولوا حتى وصلوا أخيرًا إلى منزل به باب صغير كان فيه نافذة صغيرة، فدفع الصبي ذراعه وفتح الباب وقال لأمِّه: تفضلي، أمي العزيزة ثمّ دخلوا المنزل معًا واستكشفوا الغرف المختلفة حيث لم يكن هناك أحد ولا شيء يمكن أكله، لذلك خرج خوسيه يتسول وهناك طلب الصدقات في القصر الملكي حيث حصل على نقود لشراء الطعام.
حتى أنّه كان هناك لديه ما يكفي من المال لدفع ثمن البندقية، لذلك ذهب ليشتري سلاحًا، وفكر بما أنّه سيمتلك السلاح فلم يعد هناك حاجة للاستجداء وطلب الصدقات من أحد، ثمّ أشترى الكثير من الحاجات لوالدته واصطاد الكثير من الطيور وأخذ جزءًا منها لبيته وما تبقى حمله إلى القصر الملكي ليعطيه للملك، وذات يوم كان يتجول في الغابة العميقة دخل كهفًا حيث يعيش عملاق الغابة.
فسأله العملاق الضخم وهو يستهجن من وقوفه أمامه دون خوف: ماذا تفعلين هنا، أيُّتها الدجاجة الصغيرة؟ فأجابه الصبي بجرأة، ربما أكون دجاجة صغيرة، لكنَّني لست خائفًا على الإطلاق من العمالقة، فقال العملاق: دجاجة صغيرة مثلك لا تخاف مني! فأمسكه بعنف ووضع يديه على رقبته، ولكن أمسك خوسيه بلحية العملاق الطويلة ولفها حول عنقه بإحكام حتى سقط العملاق على الأرض ميتًا.
ثم استولى خوسيه على إحدى حقائب النقود وركض بها إلى منزل والدته، فقالت والدته عندما رأت ذلك وسمعت قصته : يجب أن تحمل بعضًا من هذا إلى الملك، وبناءً على ذلك، حمل خوسيه المال كهدية للملك، فسأل الملك عندما رآى هذا المال الكثير أمامه: من الذي يجلب لي كل هذا؟ فأجاب خدام الملك: غلام صغير، قال الملك: أدخله إلي، أود أن أراه.
اقتيد الصبي أمام العرش، سأل الملك بلطف: ما اسمك يا ولدي؟ أجاب الصبي وهو ينحني أمام العرش، أنا اسمي خوسيه قاتل الوحش، جلالتك، نظر الملك وابتسم بلطف: من هم والديك؟ أجاب خوسيه: مات أبي، وأمي أميرة هربت من برج في الغابة، كان كثيراً ما سمع خوسيه قصة حياة والدته في البرج حيث كانت الحكاية التي أحبها أكثر من أي شيء آخر.
عند سماع كلام الصبي وقف الملك ونظر إليه بحدة، ثمّ قال بلهفة: أخبرني عن هذا البرج يا بني، أجاب خوسيه: يا سيدي، لقد كان برجًا في أعماق الغابة قام جدي ببنائه لوالدتي، ولكن لم يكن لها باب، فقط كان له نافذة صغيرة يمر منها الطعام إليها، ولا يمكن تقديم الطعام لها إلّا بإشراف جدي نفسه، وكان لا بد أن يكون اللحم الذي تأكله خالي من العضم.
كان كل الوضع الذي وضعت أمي به وحكم عليها هذا النوع من الحياة، فقط لأنّ الرجل الحكيم في الغابة قد أخبر والدها أنّها أفضل طريقة لتربيتها، و ذات يوم ذهب والدها وأعطاها الخدم لحمًا به عضم، وعند هذه الجملة قاطعه الملك وقال له: أنا دائما أشك في شيء من هذا القبيل، ولقد عرفت أنّ العضم كان سبب هروب والدتك.
نظر إليه خوسيه في مفاجأة، وسأله: هل كنت هناك؟ أومأ الملك برأسه، ثمّ قال: استمر في قصتك، يا ولدي، أخبر خوسيه جميع ظروف هروب والدته من البرج للملك، تمامًا كما وصفتها له والدته كثيرًا، وكانت الدموع تنهمر على خدي الملك عندما انتهت القصة في النهاية.
بكى الملك وهو يأخذه بين ذراعيه، وقال: يا فتى، أنت حفيدي! أنا فخور أيضًا أنّ لدي حفيد مثلك! أين أمك الآن يا ولدي؟ أجاب خوسيه: أمي في المنزل في الغابة، هي التي طلبت مني أن أحمل المال إلى الملك، فسأل الملك: لماذا لم تأت إلي قط؟ كان رد خوسيه، يا سيدي الملك: أعتقد أنّها كانت تخشى أن تُعاقب بسبب هروبها من البرج وتبتعد دون أي خبر.
ثمّ أرسل الملك جنوده للأميرة مع خيولهم، وعندما أعيدت الأميرة إلى القصر الملكي، أقيمت لها وليمة عظيمة استمرت ثلاثة أيام وثلاث ليال، ثم أرسل الملك رجاله مع خوسيه إلى الغابة إلى الكهف حيث عاش العملاق، و أحضروا إلى المملكة الكثير من أكياس الذهب التي تطلب الأمر من الجيش الملكي بأكمله أن ينقلها.
ومرّت السنوات وعاشت المملكة بازدهار وقوة بسبب الثروات التي جمعها خوسيه لشعب جده، وعندما توفي الملك العجوز كان خوسيه الوحش القاتل ملك الأرض، بعد ذلك حكم خوسيه المملكة بعدل وأحبّه جميع الناس وأخلصوا له.

المصدر: José the Beast Slayer,https://fairytalez.com/jose-beast-slayer/José the Beast Slayer,https://www.worldoftales.com/European_folktales/Portuguese_folktale_20.htmlJosé the Beast Slayerhttps://www.youtube.com/watch?v=ombDOODtgnY


شارك المقالة: