قصة قصيدة أمغطى مني على بصري في الحب

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أمغطى مني على بصري في الحب

أمّا عن مناسبة قصيدة “أمغطى مني على بصري في الحب” فيروى بأن رجلًا يقال له مصعب في يوم وقف عند قبرين، وكان بجانب هذين القبرين لوحين، وكان مكتوب على هذين اللوحين:

أمغطى مني على بصري في الحب
أم أنت أكمل الناس حسنا

وحديث ألذه هو ممّا
ينعت الناعتون يوزن وزنا

وعندما انتهى من قراءة ما على اللوحين لاحظ بأن هنالك امرأة بالقرب منه، وسمعها تقول: والله إن الدنيا لم تعطك شيئًا من لذتها، ولم تعنك الأقدار على ما تحب وتهوى، فكان موتك كأنه ضربة، فأصبحت أسيرة لأحزاني، فيا ليت شعري كيف وجدت مقالك، وماذا قلت وماذا قيل لك؟، ومن ثم أكملت قائلة: استودعتك الله الذي وهبني إياك، ومن ثم أخذك مني.

فقال لها مصعب: يا أختي، اقبلي بقضاء الله وقدره، وسلمي لما أمر به، فقالت له: نعم، جزاك الله خير جزاء، ولا فتنني بعد غيابك عني، فقال لها منصور: ومن يكون هذا؟، فقالت له: هذا ابني، وفي القبر المجاور له ابنة عمه، سميت على اسمه منذ كانا صغيران، وفي اليوم الذي تزوجا به، وبعد أن زفت إلى بيته، أصابها ألم، وبقيت تتألم حتى توفيت، فحزن عليها حزنًا شديدًا، وانصدع قلبه حتى لحق بها، فقمت بدفنهما في نفس الساعة.

فقال لها مصعب: ومن كتب الشعر على اللوحين؟، فقالت له: أنا التي كتبتهما، فقال لها: فقال لها: ولما كتبتهما؟، فقالت له: كان ابني كثيرًا ما ينشد هذين البيتين، وبسبب كثرة إنشاده لهما قمت بحفظهما، فقال لها مصعب: ومن أي قوم أنت؟، فقالت له: من قوم فزار، فقال لها: ومن الذي قال البيتين؟، فقالت له: هو رجل كريم ابن كريم، صاحب شأن في قومه، فقال لها: ومن هو؟، فقالت: هو مالك بن أسماء بن خارجة بن حصن، قالهما في زوجته، ثم قالت، وهو الذي قال:

يا منزل الغيث بعدما قنطوا
ويا ولي النعماء والمنن

يكون ما شئت أن يكون وما
قدرت أن لا يكون لم يكن

لو شئت إذ كان حبها غرضا
لم ترني وجهها، ولم ترني

يا جارة الحي كنت لي سكنا
إذ ليس بعض الجيران بالسكن

أذكر من جارتي ومجلسها
طرائفا من حديثها الحسن

ومن حديث يزيدني مقة
ما لحديث الموموق من ثمن

فكتبها مصعب، ثم قامت الامرأة وغادرت.

نبذة عن مالك بن أسماء بن خارجة

هو مالك بن أسماء بن خارجة بن حصن الفزاري، ولد في عام ستمائة وخمسة وخمسون ميلادي في الكوفة، وتوفي فيها في عام ستمائة وثمانية ميلادي.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: