قصة قصيدة تزوجت أبغي قرة العين أربعا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة تزوجت أبغي قرة العين أربعا

أمّا عن مناسبة قصيدة “تزوجت أبغي قرة العين أربعا” فيروى بأنه في يوم من الأيام، وبينما كان الحجاج بن يوسف الثقفي في مجلسه، وعنده جمع من أهل الكوفة، قال لهم: والله إن النعمة لا تتم على أحدكم، حتى يتزوج من النساء أربعة، وبعد ذلك وصل خبر ما قال الحجاج إلى واحد من أصحابه، وكان هذا الرجل شاعرًا، فقرر أن يفعل كما قال الحجاج، وتزوج من أربعة نساء، ولكنه لم يوفق بأي واحدة منهن، فكانت الأولى حمقاء رعناء، وكانت الثانية تحب أن تكثر من التبرج، وكانت الثالثة تكرهه ولا تطيق رؤيته، وكانت الرابعة كأنها رجل في تصرفاتها.

وبعد أن رأى ذلك من زوجاته الأربعة، توجه إلى مجلس الحجاج، واستأذن للدخول إليه، فأذن له الحجاج بالدخول، وعندما دخل ووقف بين يديه، قال له: وصلني منك كلام أيها الأمير بأنه لن تقر لي عين، ولن أرتاح في حياتي إلا إن تزوجت من أربعة نساء، فقمت ببيع كل ما أملك، وقمت بالتزوج من أربعة، ولكني لم أوفق في أي من زوجاتي، وقد قلت في خبرهنّ شعرًا، فقال له الحجاج: هات، أسمعني ما عندك، فأنشد الشاعر قائلًا:

تزوجتُ أبغي قُرّةَ العينِ أربَعا
فيا ليتَ أنّي لم أكن أتزوَّجُ

ويا ليتني أَعْمَى أصمَّ ولم أكُنْ
تزوجتُ، بل يا ليت أني مُخَدَّجُ

فواحدةٌ لا تعرفُ الله ربَّها
ولا ما التُّقَى تدري وَلا ما التَّحرُّجُ

وثانيةٌ ما إن تقرَّ ببيتها
مذكّرة مشهورة تتبرَّجُ

وثالثة حمقاءُ رَعْنَا سخيفةٌ
فكل الذي تأتي من الأمر أعوجُ

ورابعةٌ مفروكةٌ ذاتُ شِرَّةٍ
فليستْ بها نفسي مَدَى الدهر تُبْهَجُ

فهنَّ طِلاقٌ كلُّهُن بوائنُ
ثلاثاً بتاتًا فاشْهَدُوا لا تلَجلَجُوا

وعندما سمع الحجاج ما قال الشاعر ضحك ضحكًا شديدًا حتى كاد أن يقع من على سريره، ثم قال له، كم دفت مهورًا للأربعة؟، فقال له الشاعر: دفعت لهنّ أربعة آلاف درهم، فأمر الحجاج رجاله أن يعطوه ثمانية آلاف درهم، فأخذها الشاعر ودعا للحجاج، وانصرف عائدًا إلى زوجاته.

حالة الشاعر

كانت حالة الشاعر عندما ألقى هذه القصيدة الحزن الشديد من حاله بعد أن تزوج من أربعة نساء.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: