قصة قصيدة كليني لهم يا أميمة ناصب

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة كليني لهم يا أميمة ناصب

أمّا عن مناسبة قصيدة “كليني لهم يا أميمة ناصب” فيروى بأن النابغة الذبياني كان أحد أشهر الشعراء في عصره، وأكثرهم اتقانًا للشعر، وبسبب ذلك فقد اتصل بحكام الحيرة، حتى أنه أصبح أكثر شاعرًا مقدم عند الملك النعمان بن المنذر ملك الحيرة، ومن محبته له كان يعطيه على قصائده مكافئات لم يكن يعطيها لسواه، فقد أطاه في كثير من الأحيان مائة ناقة على قصائد كان يمدحه فيها، وبسبب مكانته الرفيعة عند الملك ازداد الحاسدون للنابغة الذبياني من الشعراء الآخرون في المملكة، وحتى من ندماء الملك وجلسائه، فأصبح الجميع يريدون القضاء عليه، والتفرقة بينه وبين النعمان بن المنذر، فأصبحوا يخبرون الملك قصصًا كاذبة عنه، وقد صدق الملك هذه الأكاذيب، وقام بإقصاء النابغة من مجلسه.

وفي نفس الوقت قامت حرب بين ملوك بلاد الشام الغساسنة وبين قبيلة النابغة الذبياني، وتمكن الغساسنة من هزيمة قبيلة ذبيان، وقتلوا منهم العديد من الرجال، وأسروا منهم عددًا كبيرًا من الرجال، وسبوا نسائهم، فقرر النابغة الذبياني أن يمدح الغساسنة، ويرحل لكي يقيم عندهم، وأنشد فيهم العديد من القصائد، ومن تلك القصائد القصيدة التي قال فيها:

كِليني لِهَمٍّ يا أُمَيمَةَ ناصِبِ
وَلَيلٍ أُقاسيهِ بَطيءِ الكَواكِبِ

تَطاوَلَ حَتّى قُلتُ لَيسَ بِمُنقَضٍ
وَلَيسَ الَّذي يَرعى النُجومَ بِآئِبِ

وَصَدرٍ أَراحَ اللَيلُ عازِبُ هَمِّهِ
تَضاعَفَ فيهِ الحُزنُ مِن كُلِّ جانِبِ

عَلَيَّ لِعَمروٍ نِعمَةٌ بَعدَ نِعمَةٍ
لِوالِدِهِ لَيسَت بِذاتِ عَقارِبِ

حَلَفتُ يَميناً غَيرَ ذي مَثنَوِيَّةٍ
وَلا عِلمَ إِلّا حُسنُ ظَنٍّ بِصاحِبِ

لَئِن كانَ لِلقَبرَينِ قَبرٍ بِجِلَّقٍ
وَقَبرٍ بِصَيداءَ الَّذي عِندَ حارِبِ

وَلِلحارِثِ الجَفنِيَّ سَيِّدِ قَومِهِ
لَيَلتَمِسَن بِالجَيشِ دارَ المُحارِبِ

وَثِقتُ لَهُ بِالنَصرِ إِذ قيلَ قَد غَزَت
كَتائِبُ مِن غَسّانَ غَيرُ أَشائِبِ

بَنو عَمِّهِ دُنيا وَعَمروُ بنُ عامِرٍ
أولَئِكَ قَومٌ بَأسُهُم غَيرُ كاذِبِ

إِذا ماغَزوا بِالجَيشِ حَلَّقَ فَوقَهُم
عَصائِبُ طَيرٍ تَهتَدي بِعَصائِبِ

نبذة عن النابغة الذبياني

هو أبو أمامه زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، شاعر من شعراء العصر الجاهلي، وأحد أصحاب المعلقات، اتصل بالملك النعمان بن المنذر ومدحه في العديد من القصائد.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي


شارك المقالة: