قصة قصيدة لعمري لو أصبحت في دار منقذ

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن البسوس بنت المنقذ:

هي البسوس بنت منقذ التميمية، وهي شاعرة جاهلية، وقد كان يضرب المثل بتشاؤمها، وهي من تسببت بحرب البسوس.

قصة قصيدة لعمري لو أصبحت في دار منقذ:

أمّا عن مناسبة قصيدة “لعمري لو أصبحت في دارِ منقذ” فيروى بأنه في يوم أتت البسوس بنت المنقذ وهي خالة الجساس بن مرة إليه وطلبت منه أن ترعى ناقتها سراب مع إبل كليب بن أبي ربيعة، ففعل ذلك واستجاب لها، ولكن كليب كان قد أمر بأن لا ترد إبل مع إبله، ولا توقد نار مع ناره، وبسبب ذلك وعندما رأى تلك الناقة ترعى مع إبله، قام إليها وقتلها، وعندما وصل خبر مقتل الناقة إلى البسوس ذهبت إلى ابن أختها وأخذت تنوح وتشكو له، وتقول: وا ذلاه وا غربتاه، وأنشدته قائلة:

لعمري لو أصبحت في دارِ منقذ
لما ضيم سعدٌ وهو جارٌ لأبياتي

ولكننـي أصبحـتُ في دارِ غربةٍ
متى يعد فيها الذئب يعد على شاتي

وعندما سمع جساس هذه الأبيات التي أصابت فؤاده قال لها: أرجوك أن تسكني يا خالة، والله إني لسوف أقتل بناقتك فحلًا أعظم منها، وتوجه جساس إلى مرعى الإبل وقتل فحلًا من فحول كليب ويدعى غلال، وقد كان غلال فحلًا لا يوجد في زمنه مثله، وكانت فعلته هذه هي ما أوقدت الشرارة الأولى للحرب، حيث قرر كليب عندما سمع بخبر مقتل غلال أن يمنع عن بني بكر الماء.

وبعد أيام كانت قبيلة بني بكر عند غدير يدعى شبيث، فقرر كليب أن يفنيهم عنه وقال: لا يشربون منهم، فغادر بنو بكر عن غدير الشبيث وتوجهوا إلى نهر يدعى الأحص، فتبعهم كليب ومنعه عنهم، وقال كما قال في المرة الأولى، فتوجهوا إلى واد كبير يدعى بطن الجريب، فتبعهم كذلك ومنعهم عنه، فتوجهوا إلى منطقة تدعى الذنائب، فتبعهم كليب إلى هنالك، ولكن جساس قد تربص له في الطريق وكان معه ابن عم له يدعى عمرو بن الحارث بن ذهل، وكانوا واقفين على غدير الذنائب، وعندما وصل كليب، أتاه جساس وقال له: لقد منعت قومي عن المياه حتى كادوا يموتون عطشًا، فقال له كليب: لم أمنعهم عن ماء إلا وكان قومي لها محتاجون، فقال له جساس: نعم، كما فعلت مع ناقة خالتي البسوس، فقال له كليب: أو تريدني يا جساس أن لا أذب عن حماي، والله لو أني وجدتها في غير إبلكم لاستحللت تلك الإبل بها.

ومن ثم غادر كليب بينما كان جساس يتكلم، فلم يقبل جساس بذلك على نفسه وعطف عليه، وطعنه برمحه وأوقعه عن حصانه.

المصدر: كتاب " تطور الشعر العربي في العصر الحديث " تأليف حلمي القاعودكتاب "مدخل لدراسة الشعر الحديث " إعداد إبراهيم خليلكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف ابو فرج الاصفهاني


شارك المقالة: