قصة قصيدة نعب الغراب بما كرهت

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة نعب الغراب بما كرهت:

أمّا عن مناسبة قصيدة “نعب الغراب بما كرهت” فيروى بأن غلامًا من تميم في يوم من الأيام خرج من دياره يريد بني شيبان، وبينما هو في طريقه إليهم رأى فتاة، وكانت هذه الفتاة شديدة الجمال، فلم ير هذا الشاب فتاة بجمالها من قبل قط، فوقع حبها في قلبه، وعشقها عشقًا شديدًا، فتوجه عائدًا إلى قومه، وكان عقله قد ذهب من شدة التفكير فيها، وعندما أتى الليل قال لنفسه: لعلي إن رأيتها سكن ما بي من ولع واشتياق لها، فتوجه من فوره إلى بيتها، ووجدها مستيقظة، واخوتها نائمون، فقال لها: أيتها الفتاة، لقد رأيتك في الصباح، ووالله إن الشوق إليك قد أذهب عقلي، فهل من الممكن أن أتحدث إليك قليلًا، فقالت له الفتاة: اذهب وإلا أيقظت إخواني، وإن هم استيقظوا عليك فسوف يقومون بقتلك، فقال لها: عن القتل أهون علي مما أنا فيه، فقالت له: وهل هنالك شيء أشد من القتل؟، فقال لها: نعم، حبي لك، فقالت له: وما الذي تريده؟، فقال لها: أن أمسك يدك وأضعها على قلبي، فإن فعلت ذلك أعدك بأن أغادر، فأعطته يدها ووضعها على قلبه، ومن ثم غادر.

وفي الليلة التالية، عاد الشاب إلى بيت الفتاة، ولقيها مرة أخرى، وطلب منها كطلبه في الليلة السابقة، وعندما وضع يدها على قلبه، وقع حبه في قلبها، وأحبته هي الأخرى، وأصبح يأتيها كل ليلة بينما إخوانها نيام، فيجلسون سويًا طوال الليل، وعندما تقترب الشمس من الشروق يغادر عائدًا إلى دياره، ولكن أهل الحي وإخوتها علموا بقصته، فقرروا أن يخرجوا لطلبه، ولكن أختهم بعثت له بأن القوم يطلبونه، وعليه أن يأخذ حذره.

وعندما أرادوا أن يخرجوا في طلبه، أمطرت السماء فمنعهم ذلك من الخروج، وعندما توقف المطر، قامت الفتاة وزينت نفسها، وتعطرت بأجمل العطور، وسرحت شعرها، وأرادت أن يراها الشاب على هذه الحال، فقالت لجارية عندها كانت قد أخبرتها بخبره بأنّها تريد الذهاب إليه، فتوجهت هي والجارية إلى الجبل الذي فرّ إليه، فرآهما وهما صاعدتان إليه، ولم يعرف بأنّها حبيبته بل اعتقد أنهما من القوم الذين يطلبونه، فأخرج سهمًا وضربه باتجاههما، فأصاب قلب حبيبته، فسقطت على الأرض وماتت من فورها، وعندما رآها على هذه الحال، أنشد قائلًا:

نَعَبَ الْغُرَابُ بِمَا كَرِهْتُ
وَلا إِزَالَةَ لِلْقَدَرْ

تَبْكِي وَأَنْتَ قَتَلْتَهَا
فَاصْبِرْ وَإِلا فَانْتَحِرْ

ثم أمسك بسهامه وأخذ يضرب نفسه بها، حتى أثقلته الجراح ومات.

حالة الشاعر:

كانت حالة الشاعر عندما ألقى هذه القصيدة، الحزن الشديد على موت حبيبته التي قام هو بقتلها.

المصدر: كتاب "ذم الهوى" تأليف أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن الجوزيكتاب "مجمع الأمثال" تأليف الميداني كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: