قصة قصيدة هل في الهوى العذري لي من عاذر

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة هل في الهوى العذري لي من عاذر

أمّا عن مناسبة قصيدة “هل في الهوى العذري لي من عاذر” فيروى فيروى بأن عبدالعزيز بن عبداللطيف آل مبارك كان رجلًا عفيفًا، واشتهر بالصدق والأمانة، وكان ملازمًا للمسجد، وكان يدرس فيه علوم الدين واللغة منذ كان عمره ستة عشر عامًا، ولكنه كان يحب ابنة خال له، وكان يريد أن يتزوج منها، ولكنه سمع بأن ابن عمه قد خطبها، فدخل إلى غرفة أمه، وقال لها: يا أمي، لقد خطب ابن عمي عائشة، وأنت تعلمين بأني أحبها، فقالت له أمه: لا تقلق يا بني، ولبست، وتوجهت إلى بيت أخيها، ودخلت عليه، وقالت له: هل ما سمعت صحيح يا أخي؟، فقال لها أخوها: وماذا سمعت؟، فقالت له: أن فلانًا قد خطب ابنتك عائشة، فقال لها أخوها: نعم يا أختي، وهكذا تباركين لي؟، فقالت له: ولكن يا أخي، منذ كانت عائشة صغيرة كنا نقول بأنها لعبد العزيز، وبأنه لها، فقال لها: فليتزوج من أختها، فعادت أمه إلى البيت، وأخبرته بخبر ما قال خاله، فانطوى على نفسه، وبقي منطو وهو يتألم، حتى أنشد قائلًا:

هل في الهوى العذريِّ لي من عاذرِ
إن بحتُ بالشكوى وهل من نــــاصر

يا للرجال غدا بعقلي شادِنٌ
وسبى سويدائي وهل من ثائرِ

يا طالبين دمي المراق على الصفا
ما بي سوى ذاك الغزال النافرِ

عُلِّقتُهُ طفلا فلم يزل الهوى
ينمو إلى أن شبَّ بين ضمائري

ظبيٌ كحيل الطرف لولا ثغره
لم يشجُ قلبي لمعُ برقٍ ساهر

عجبا لنا نغشى السيوف فواتكاً
ونُراعُ من جفنٍ كحيلٍ فاترِ

وأشد ما يلقى المحبُّ إذا دنت
دار الحبيب ولم يكن بالزائر

وارحمتاه لحال صبٍّ قد بُلي
بتصبرٍ عافٍ وشوقٍ عامر

ولئن مُلي مني الحشا شجنا فقد
مُلئت طباعي عِفّةً وضمائري

اعتدت غض الطرف حتى إنّني
لو رُمْت أفتحه عصاني ناظري

ومن بعدها توفي وهو في عمر الثلاث والثلاثين.

نبذة عن عبد العزيز بن عبد اللطيف آل الشيخ مبارك

هو عبد العزيز بن عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ مبارك، وهو شاعر من شعراء السعودية، ولد في عام ألف وثمانمائة واثنان وتسعين في الأحساء لواء نجد، ودرس هنالك، وهو ينتمي إلى عائلة آل الشيخ مبارك المعروفة.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي


شارك المقالة: