قصة الإبريق السحري

اقرأ في هذا المقال


تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول رجل ثري كان يبحث عن إبريق شاي فريد من نوعه، وبعد أن تمكن من الحصول عليه اكتشف أنه يتحول إلى حيوان وقام بطرده من المنزل، إلى أن عثر على الإبريق رجل آخر طيب أخذ الإبريق، وهذا ما دفع الإبريق إلى التفكير في رد جميله له وجعله غنياً.

الشخصيات

  • السيد أكيتو
  • إبريق الشاي السحري
  • السيد شيكارا

قصة الإبريق السحري

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في دولة اليابان، حيث أنه في يوم من الأيام كان هناك في إحدى المدن يقيم رجل يدعى أكيتو، كان السيد أكيتو هو رجل مشهور في كل المدينة، فهو من الأثرياء والذي يملكون الكثير من العقارات والاستثمارات في مختلف أرجاء المدينة، وذات يوم كان يريد السيد أكيتو الحصول على إبريق فريد من نوعه يعمل به الشاي، ولذلك فكر في أن يقوم بزيارة إلى العديد من المتاجر المشهورة في المدينة.

وفي كل متجر كان يستغرق الكثير من الوقت من أجل الحصول على إبريق مميز ليس كباقي الأباريق المعروفة، وبالفعل لم يمكث طويلاً حتى حصل على إبريق لم يرى مثله قط، على الرغم أنه جراء استثماراته وتجارته كان يجوب الكثير من المدن، وفي نهاية بحثه عثر أخيراً على إبريق ذو لون برونزي أعجب به كثيراً، ودفع لصاحب المتجر مبلغ كبير من أجل الحصول عليه، على الرغم من أن صاحب المتجر طلب منه مبلغ أقل كثمن للإبريق، ومن هنا توجه للمنزل من أجل تجربة صنع الشاي في ذلك الإبريق الجميل.

وأول ما وصل السيد أكيتو للمنزل قام بتنظيف الإبريق الشاي حتى جعله يلمع كضوء الشمس، وانتظر قليلاً من أجل أن يجف على ووضعه على إحدى نوافذ منزله، وذهب من أجل إجراء بعض الحسابات لاستثماراته وتجارته، وحينما انتهى من عمله وعاد من أجل تجربة الإبريق لاحظ أن إبريق الشاي قد تحرك من مكانه.

وهنا قال السيد أكيتو: كم هو غريب ذلك الأمر، وهنا فكر للحظات في الأمر، وعاد وأكمل حديثه بقوله: ولكن لا يوجد أحد في هذا المنزل، كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ من المؤكد أنني أتخيل، ومن ثم قام بملئه بالماء وقام بوضعه على النار، ولكن ما حدث في تلك اللحظة شيء عجيب، وهو أنه بعد أن وضع الإبريق على النار سمع صوت غريب، ويبدو أنه صوت شخص متعجب.

هنا توقف للحظات ليسمع في حال تكرر الصوت مرة أخرى، ولكن لم يحدث ذلك فهز رأسه وقال: لا بد أنه صوت الماء يغلي، وبعد أن استدار ليخرج من المطبخ سمع صوت يقول: أووووووه! أوتش!، وفي تلك اللحظة أخذ يفكر جلياً وقال في نفسه: ماذا يمكن أن يكون ذلك الصوت؟

وفجأة أصيب السيد أكيتو بالذعر؛ وذلك بسبب أنه برزت أرجل لإبريق الشاي، وما تسبب بالصدمة أكثر هو أن الإبريق قفز من على النار وجرى باتجاه إحدى الغرف وركن نفسه في واحدة من زواياها، وفي تلك الأثناء رأى أكيتو أن إبريق الشاي قد تحول إلى كلب متغير الشكل، وهنا انزعج السيد أكيتو من ذلك الأمر، إذ تحول إبريق الشاي الجميل الخاص إلى حيوان.

وفي ذلك الوقت حاول السيد أكيتو الحديث مع ذلك الحيوان وهو يعتريه الغضب وقال: يا له من مضيعة للمال، ما الفائدة من أن تبدو مثل إبريق الشاي، ولكن ليس بإمكاني أن أقوم بصنع الشاي الخاص بي فيك، وعلى الفور حاول مطاردة الحيوان في المنزل والإمساك به، ولكن الحيوان تمكن من فتح الباب والفرار نحو الشارع.

وفي ذلك الوقت كان البرد قارس جداً في الخارج، وخلال فرار الحيوان وصل إلى واحد من صناديق القمامة، وقام بالاختفاء عن أنظار السيد أكيتو وبقي في صندوق القمامة لبضعة أيام، وطوال تلك الفترة وهو يفكر في طريقة يتخلص بها من العودة إلى منزل السيد أكيتو، في النهاية قرر الحيوان العودة إلى المتجر الذي كان يقيم به في السابق.

ولكن قبل عودته بليلة واحدة جاء رجل إلى الحي يدعى السيد شيكارا، وبينما كان الرجل يتجول في الحي شاهد أن ضوء القمر ينعكس على شيء معدني وذهب للتحقيق، وحينما التقط الرجل ذلك الشيء وجد أنه إبريق الشاي، وأول ما نظر إليه بعناية لاحظ أنه يحتوي على خطوط ورسومات جميلة جدًا عليه، وهنا قال بنفسه: سوف أكون بدون عقل في حال تركت هذا الإبريق هنا، وقرر أن يأخذه معه إلى المنزل.

وأول ما وصل السيد شيكارا إلى المنزل ومعها الإبريق قام بغسيله وتنظيفه وصقله ثم قام بوضعه على أحد الرفوف، وبعدها ذهب إلى الفراش، وقد كان في تلك اللحظات يشعر بالسعادة لعثوره على ذلك الإبريق العجيب.

وبعد أن غرق السيد شيكارا في النوم فجأة في منتصف الليل استيقظ السيد شيكارا على صوت اصطدام مدوي، وهنا قال بصوت خافت يتخلله الخوف: ما هذا الصوت؟، وهنا سمع يقول: لم أقصد إيقاظك من نومك، وحينما توجه بنظره لمصدر الصوت على الأرض رأى إبريق الشاي متحول إلى حيوان، وهنا تحدث السيد شيكارا معه وقال: مرحبا يا صغيري، لم أكن أدرك أنك حيوان لطيف هكذا، فقد كنت سوف أستخدمك لصنع الشاي.

وهنا أول ما سأله السيد شيكارا كيف وصل به الحال إلى صندوق القمامة في هذا الحي حيث وجده، فروى الحيوان قصة السيد أكيتو له، وهنا شعر السيد شيكارا بالحزن والأسف على هذا الحيوان الصغير وقرر أن يجعله أكثر سعادة، وقال له: بإمكانك البقاء هنا في منزلي إذا أردت، فلا أريد أن ينتهي بك الأمر في الشارع وعند حاويات النفايات مرة أخرى، إذ أنك سوف تصاب بالبرد والمرض.

وعلى مدار عدة أسابيع عاشا الاثنان في سعادة غامرة، إذ أن الحيوان يلعب مع الأطفال في المنزل، وحينما يعود السيد شيكارا من عمله  يأكلون ويقضون أمسياتهم سوياً، وفي كل يوم كان الحيوان يشعر أنه ممتن للسيد شيكارا على اعتناءه به، وقرر أن يجد طريقة لرد الجميل له، وفي ليلة من الليالي أخبر السيد تشيكارا أنه فكر في خطة جيدة ورائعة من أجل أن يجعله عائلته غنية جداً.

ويداً بيد قاموا بصياغة إعلان وقاموا بوضعه على مدخل المنزل، وقد كان ذلك الإعلان يشير إلى من يريد الحصول على إبريق شاي متغير الشكل وسحري، ومنذ أن تم وضع الإعلان وقد بدأت الوفود والحشود من الناس تأتي من كل حدب وصوب من أجل شراء تذاكر ومشاهدة ذلك المخلوق الرائع، وحينما بدأت الناس تشاهد إبريق شاي عاديًا يتحول إلى حيوان، شهقوا ويكاد لا يصدقون ما تراه أعينهم.

وفي يوم من الأيام بعد الانتهاء من العرض اعتقد الإبريق أنه رأى السيد أكيتو وتذكر كيف كان لئيمًا معه، فنظر إلى شيكارا الذي كان يتحدث عن كيفية العثور على إبريق الشاي السحري، وشعر بالسعادة لأن مثل هؤلاء الناس الطيبين قد تم العثور عليهم، ومنذ ذلك اليوم أصبح العرض يتوسع بشكل أكبر وأكبر حتى تمكن شيكارا من شراء منزل جديد رائع لعائلته وصديقه الحيواني الجديد.

العبرة من القصة أنه كل شيء في هذه الحياة له ثمن، والتعامل مع الآخرين هو أكثر ما تنعكس آثاره على أصحابه، فالتعامل السيء له ثمنه، والتعامل الجيد يدر الخير على صاحبه.

المصدر: كتاب قصص وحكايات خرافية - هانس كريستان أندرسن - 2006م


شارك المقالة: