من المعتقدات الخاطئة التي قد يعتقدها الإعلامي أنَّه من الممكن أن يتم العمل على توصيل الرسائل وتمريرها عبر وسائل إعلام تفقد المصداقية أو عبر الأشخاص المحروقين من الناحية الجماهيرية، الذين اعتادوا على محاولة تغيير الألوان ذات الطبيعة الحقيقية للأشياء المختلفة، إلى جانب أنَّه من المخطئ أيضاً أن يعتقد بأنَّ الجمهور المتلقى الرسالة الإعلامية هو عبارة عن فرد له صفحة بيضاء يستطيع الملقى ويتمكن من أن يرسم عليها كيف ما يريد ويشاء، حيث تعتبر المصداقية تلك العملية التراكميه والتي تتكون وتتشكل بشكل تدريجي وهذا من خلال الأحداث، وكذلك العمل على معالجتها وكيف يتم معالجتها والموقف حيالها، ففي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن أهمية المصداقية وكيف تتشكل هذه المصداقية لدى الجمهور المتلقى.
كيف تتشكل المصداقية لدى الجمهور المتلقي عند عملية الإلقاء
إنَّ عملية تحديد الغايات والأهداف وكذلك تحديد أدوات ووسائل الإعلام والمذاهب الخاصة بها يجب أن تتطور مع التطور الخاص بوعي الجمهور المتلقى الذي يتلقى تلك الرسائل الإعلامية من المرسل؛ وهذا لأنَّ الجمهور لم يعد ذلك الجمهور الذي يمتلك الوعي المحدود، ولهذا نجد في الوقت الحاضر أنَّ أغلب الجمهور المتلقى يتمتع بدرجة وعي وثقافة إعلامية عالية.
وتعتبر المصداقية هي عملية إدراك الرسائل ذات الطابع الإخباري كقبول الأحداث التي وصفها المرسل، كما وتُعد المصداقية هي الدرجة التي يحكم عندها الفرد المتلقى على الإدراكات التي قد إدراكها، وكذلك بأنها انعكاس صادق للواقع، و تشير إلى المؤشرات التي تساعد على تحديد المضمون الصحفي والتي تحدد الثقة بالمصدر الإعلامي الذي قد تم أخذ منه المعلومات وتوصيلها إلى الجمهور.
وفيما يلي نذكر الطريقة التي تتشكل من خلالها المصداقية لدى الجمهور المتلقى الرسائل الإعلامية:
- يتم تشكيل المصداقية لدى الجمهور المتلقى وهذا من خلال المعرفة التامة بالموضوع الذي يريد أن يلقيه الإعلامي إليهم.
- أن يتميز الإعلامي بحسن التعامل مع الجمهور الذي يتعامل معه ويريد نقل المعلومات إليه.
- أن يكون الإعلامي على درجة عالية من الإخلاص والاهتمام في الجمهور المستهدف والمتلقى.
- وأن يظهر الإعلامي والملقى خلال إلقائه للرسالة الإعلامية بأنَّه واثق بنفسه وهيئته أمام الجمهور، وأن لا يظهر أمامهم بأنَّه مرتبك من الموضوع الذي يريد أن ينقله إليهم.
- وأخيرا حتى يتم تشكيل المصداقية لدى الجمهور المتلقى لا بُدَّ للإعلامي من أن يعمل على ربط الموضوع الذي يريد أن ينقله إليهم وهذا بالحاجات الأساسية للجمهور المستهدف كالحاجات الاجتماعية والحاجات النفسية والحاجات المادية على حد سواء.
إذاً يتضح مما سبق ذكره آنفا بأنَّ عملية المصداقية من أهم العناصر التي يجب تحقيقها لدى الجمهور المتلقى حتى يواصل متابعة الرسالة الإعلامية ولا ينقطع عنها.