تعتبر نظرية المسؤولية الاجتماعية من النظريات التي ظهرت في التوازن والتوافق مع المصالح الفردية والمجتمعية التي تطورت وفقاً للمفاهيم الإعلامية الليبرالية وذلك في القرن العشرين.
نبذة عن مبادئ نظرية المسؤولية الاجتماعية
لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ نظرية المسؤولية الاجتماعية تعتمد على مجموعة من المبادئ التي يتم بواسطتها التعامل مع المعايير أو الاعتبارات الرئيسية المرتبطة في الأداء الإعلامي، على أن يتم بواسطتها التعامل مع القيم المهنية والإعلامية وفقاً للسلوكيات أو الممارسات التي يقوم بها مجموعة من الصحفيين الذين تنطوي عليهم المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية ذات الأبعاد الثلاثية، وخاصة في التعامل مع وظائف الوسائل الإعلامية بكافة أنواعها.
والجدير بالذكر أنَّ مبادئ نظرية المسؤولية الاجتماعية قد تختلف وفقاً لقيم المعالجة الإعلامية والصحفية التي تتم على مجموعة من القضايا أو الأحداث الإخبارية، مع أهمية التأكيد على ضرورة الالتزام بالمبادئ الإعلامية المرتبطة إما بالظروف المثالية أو بمفهوم الأبعاد الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية، بالإضافة إلى الأبعاد المتعلقة باللغة الإعلامية المستعملة.
وبالتالي فلقد أكدت الدراسات الحاصلة في مجال دراسة النظريات العلمية وبالأخص في دراسة نظرية المسؤولية الاجتماعية، على أنَّ الوسائل الإعلامية سواء كان إذاعية أو تلفزيونية أو صحفية تسعى إلى تحديد معايير الأداء الذي يتم بواسطتها الوصول إلى أسمى القيم المهنية التي لا بُدَّ من مراعاتها أثناء عملية إعداد أو إنشاء أو إخراج الأعمال أو الأنشطة الإعلامية بكافة أشكالها.
مبادئ نظرية المسؤولية الاجتماعية
المبدأ الأول
يشير المبدأ الأول إلى ضرورة قيام المؤسسات الإعلامية بكافة أنواعها في الالتزام بمفهوم الاجتماعية وخاصة عند تقديم بعض الفرص التي يتم إتاحتها؛ من أجل الوصول إلى الخدمات المجتمعية، بالإضافة إلى تحديد الآراء المختلفة التي يتم بواسطتها التعبير عن الآراء الإعلامية تجاه القضايا، على أن يكون ذلك من خلال مجموعة من المقاييس أو المعايير المهنية والتي تشتمل على كسب ثقة الجمهور تجاه المؤسسة الإعلامية في المقام الأول وتجاه القضية الإخبارية في المقام الثاني.
المبدأ الثاني
حيث يشير المبدأ الثاني إلى ضرورة قيام المؤسسات الإعلامية أو الوسائل الصحفية في الالتزام بمجموعة من التطلعات تجاه المجتمعات الإعلامية، على أن يتم تنفيذها للعديد من الالتزامات بطريقة تؤكد على أهمية الالتزام بالمعايير والاعتبارات الصحفية، وبالأخص عند عملية نقل البيانات أو القصص الإخبارية بموضوعية وتوازن في سرد الأحداث.
المبدأ الثالث
ويشير المبدأ الثالث إلى قيام الصحفي في التعدد في استعمال الوسائل الإعلامية سواء كانت مسموعة أو مرئية أو مقروءة أو الإلكترونية في تقديم آراء متنوعة يكون الجمهور الإعلامي أو المجموعات الصحفية لها الحق في الرد عليها بغض النظر عن الاختلاف في التوجهات الصحفية التي تتبناها المؤسسة الإعلامية.
المبدأ الرابع
حيث يقصد به المبدأ الذي يركز على ضرورة إنجاز مجموعة من الأنشطة الإعلامية بطريقة راقية يتم بواسطتها إتاحة مجموعة من الفرص الكاملة أمام الجماهير الإعلامية النوعية أو العامة في الاطلاع على كافة الحقائق التي تستهدف الصالح العام.
المبدأ الخامس
حيث يقصد به المبدأ الذي يركز على ضرورة قيام المؤسسات الإعلامية في تحديد أو تخصيص مكان في داخل الوسيلة؛ من أجل قيام السلطات الحاكمة في التدخل بالقضاء الإخباري، وبالأخص التي يتم من خلالها رعاية المصالح العامة، بالإضافة إلى تقديم مجموعة من الصور الإعلامية التي تمثل الفئات المجتمعية بغض النظر عن مفهوم الصورة النمطية سواء كانت سلبية أو إيجابية؛ وذلك من أجل إلى سرد الحدث كما هو.
المبدأ السادس
حيث يقصد به المبدأ الذي يركز على ضرورة تعيين مجموعة من الخبراء أو النقاد الذين يسعون إلى التقييم والإشراف على القضايا الإخبارية أو القصص الصحفية التي يتم سردها للجماهير الإعلامية المستهدفة.
وعليه لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ نظرية المسؤولية الاجتماعية تركز على إعداد مجموعة من الفرص التي يتم من خلالها إمكانية التطور بمفهوم الأخلاقيات أو التشريعات الصحفية والقانونية، على أن يتم مناقشة بعض القضايا من كافة الأطراف سواء كانت حكومية أو شخصية عادية أو شخصية مؤثرة على الصالح العام، مع أهمية التعامل مع نظرية المسؤولية الاجتماعية من خلال مفهوم الحرية المسؤولية وليست بمفهوم الحرية المطلقة.
كما تركز بعض المبادئ في النظرية المستخدمة في المؤسسات الإعلامية تسليط الضوء على بعض المستويات أو الطبقات المجتمعية التي تنادي في إنشاء رسائل إعلامية وصحفية يتم خلالها المحافظة على كافة القيم أو المبادئ المجتمعية التي تكون ناقلة لبعض السلوكيات التي تؤكد على الأداء الإعلامي في داخل الوسائل الاتصالية وكيفية احترام عملية إنشاء رسائل إعلامية تعتمد على معلومات سرية متنوعة.
