ما هو الصراع السياسي؟

اقرأ في هذا المقال


الصراع هو موقف ناتج عن تضارب حقيقي، أو متخيل في الاحتياجات والمصالح، يساعد الصراع كمصطلح في تفسير العديد من نواحي الحياة الاجتماعية مثل: تضارب المصالح، الحروب بين الأشخاص أو المنظمات.
من الناحية السياسية يمكن أن يشير النزاع إلى الحروب أو الثورات أو الصراعات، التي قد تنطوي على استخدام القوة كما في حالة النزاع المسلح. يمكن أن تؤدي النزاعات في الأوساط الاجتماعية إلى توترات، عندما لا يكون هناك حل مناسب أو ترتيب مناسب للتعامل معها.
لذا فإن الصراع ليس كذلك بل هو نتيجة اللحظة، حيث كلها كانت تؤدي على الأرجح إلى العنف، وهو ما رفضته جميع الديانات السماوية، لكن بسبب اختلاف الأفكار والعادات وحكم الطموحات بين البشر، انتشر الصراع في بجميع أشكاله ومن بين أنواع النزاعات الخطيرة: الصراع السياسي.

مفهوم الصراع السياسي:

الصراع السياسي هو حالة من المنافسة الخاصة، بين البشر على السلطة أو المزايا، حيث يدرك الأطراف وجود اختلافات في المواقف المستقبلية المحتملة، ويضطر أحد الأطراف إلى اتخاذ مواقف، لا تتوافق مع مصالح الطرف الآخر، بالنظر إلى الاختلاف في الأفكار السياسية، وحجم الصراع مع حجم أهدافه، فإن كلما كبر الهدف زاد الصراع، وتحكم القدرات والموارد المتاحة للأطراف في مدة الصراع واتجاهه.
يوجد العديد من الأنظمة السياسية التي تستطيع الصمود في وجه الصراع، أما العديد منها يفشل وينهار قبل المواجهة الأولى. لا يمكن تجزأة أنواع الصراعات المتعددة، حيث تؤدي الصراعات الاقتصادية إلى وجود نوع من الصراعات السياسية، تماماً كما يؤدي وجود الصراعات السياسية إلى وجود صراعات ثقافية وما إلى ذلك، لذا فإن المجتمع وحدة متكاملة وما يؤثر على ميزان القوى فيه يؤثر على قوى أخرى.

نتائج الصراع السياسي:

تتنوع النتائج المتعلقة بالصراعات السياسية، قد يكون العديد منها إيجابياً مثل: عدم احتكار السلطة في يد جماعة فاسدة من الأفراد. يؤدي وجود تنوعات في وجهات النظر السياسية، إلى عدم قبول السيادة لأفراد غير لائقين للمناصب، كما أنه يشجع الشباب على البحث دائماً عن الحقيقة، التي تقوم بتلبية احتياجاتهم السياسية وتشحذ قدراتهم القيادية التي قد تقودهم وتدلهم.
إن الصراعات السياسية تؤدي إلى انتشار العنف والفساد، أيضاً الفوضى والحروب والصراعات، خصوصاً إذا صاحبها استخدام السلاح، مما يؤدي إلى حرمان المنطقة من الأمان والسلام، ويؤدي إلى تدميرها الاقتصادي والاجتماعي.
بالإضافة إلى ذلك فإن امتلاك أحد الأطراف للقدرات أو دعمه، من قبل مختلف الأطراف يؤدي إلى حل النزاع لصالحه، رغم فساده أو بطلان وجهات نظره وتصرفاته وقد قامت هذه الأيام بإثبات هذه النتائج، من خلال إعادة تقسيم بعض المناطق الجغرافية لصالح مجموعات جديدة.
وعند التوصل إلى اتفاق بين القوى السياسية المتصارعة، قد يؤدي ذلك إلى نوع من الهدوء السياسي رغم أن هذا الاتفاق، يقوم على مجموعة من التنازلات بين الطرفين.

الصراع الاجتماعي السياسي بين الأقليات:

الصراع الاجتماعي والسياسي موضوع قديم وجديد في نفس الوقت، حيث أنه قديم لأنه ظهر مع ظهور الحياة البشرية عبر جميع مراحلها التاريخية، أما جديد لأنه اكتسب صفة الدوام والاستقرار والتغيير، بأشكالها ومظاهرها المتعددة. بالإضافة إلى ذلك فهو موضوع مهم ومعقد للغاية، حيث يصعب للغاية الفصل بين أشكاله ومستوياته ومظاهره، إفرازاته وأنماطه ومجالاته وطبيعته وعوامله، داخل مجتمع واحد وفي وسطه لفترة زمنية محددة، لكنها ظهرت بشكل أوضح بعد الحروب الصليبية وظهور الصراع السني الشيعي.
من مظاهر الطائفية المهمة ربط أرض محدودة، عاشت عليها طائفة معينة قبل مئات السنين، أيضاً اكتساب الحق الشرعي واغتصاب الآخرين، إذا كانت أول من وجد عليها أو تشتيت الأرض بأثر رجعي، حيث كانت دائماً أرضاً سياسية أو منطقة سياسية، وليست مجرد منزل وبيئة مبنية ومكان للعيش فيه.
كما أن الاتهامات المتبادلة بالتعاون مع الأجانب المحتلين، تلعب دوراً في ظهور مظاهر الطائفية السياسية. نتيجة لذلك لم تكن الطائفية المكبوتة أو المتجاهلة هي، التي دفعت الحرب الوحشية في الشرق اليوم بل العكس تماماً.
إن الحرب والصراع على السلطة وإرادة السيطرة على الدول، هي التي أحيت الطائفية وأعادتها، كما أنه من أهم المظاهر التي تهدد كيان الدولة واستقرارها الداخلي الأقليات والطوائف، التي تسعى للانفصال بحجة الحفاظ على هويتها العرقية أو اللغوية أو الدينية، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى تفتيت الوحدة الوطنية.


شارك المقالة: