ما هو مصطلح السياسة الخارجية؟

اقرأ في هذا المقال


هي مجموعة الإجراءات التي تتخذها هيئة متخصصة لدولة ما لإدارة علاقاتها مع دول أخرى أو أطراف دولية وبعضها يقتصر على علاقاتها السياسية بين الدول. نستنتج من هذا أنه جزء من السياسة العامة لهذا البلد أو الشكل الذي تمارس به الدولة علاقاتها مع الدول الأخرى، لذا فإن دراسة السياسة الخارجية تقتصر على القرار السياسي الظاهر للدول فيما يتعلق بعلاقاتها الخارجية والتعاون الدولي دون تضمين العلاقات الدولية ككل.

مفهوم السياسية الخارجية:

مصطلح سياسي يدل كل ما يرتبط بعلاقات الدولة الدبلوماسية الخارجية مع الدول الأخرى سواء كانت مجاورة أو غير مجاورة وفي كثير من الدول تهتم وزارة الخارجية بتنسيق هذه السياسة. وهي من أنشطة الدولة التي تعمل من خلالها على تنفيذ أهدافها في المجتمع الدولي.
وتعتبر الدولة الوحدة الأساسية في المجتمع الدولي وهي مؤهلة لممارسة السياسة الخارجية بسيادتها وإمكاناتها المادية والعسكرية التي يعرفها wilton: إنها طريقة تخطيط للعمل يطورها صناع القرار في الدولة تجاه الدول الأخرى أو الوحدات الدولية بهدف تحقيق أهداف محددة ضمن المصلحة الوطنية، حيث هناك خمسة عوامل محددة للسياسة الخارجية لأي دولة: وهي الموقع الجغرافي، حجم السكان، الموارد الطبيعية، القوة العسكرية والمعنوية وأخيراً النظام الداخلي للدولة.

أهداف السياسة الخارجية:

إن الهدف الأساسي هو تحويل هدف الدولة العام لقرار معين والسياسة الخارجية للدولة هي من صنع الأفراد والمجموعات الذين يجسدون الدولة ويعرفون بمسمى صناع القرار. لذلك يمكن دراسة صنع القرار في السياسة الخارجية في ضوء التفاعل بين صناع القرار أو صناع القرار وبيئتهم الداخلية.

لمحة عن السياسة الخارجية:

ما يبرز قرارات السياسة الخارجية عن قرارات أخرى هو أنها تستسلم لتفاعل غريب وهو التفاعل بين البيئة الداخلية والخارجية والضغوط المختلفة والمتضاربة التي يتركز عليها هذا التفاعل وأن عملية صنع القرار الخارجي تختلف من دولة لأخرى حسب هيكل النظام السياسي للدولة.
مع ذلك على الرغم من هذا الاختلاف في الأنظمة السياسية للدول هناك أصول مشتركة في صنع السياسة الخارجية. بغض النظر عن طبيعة النظام السياسي يشارك عدد من الجهات الحكومية في صنع القرار الخارجي والتي عادة ما يكون لها مفاهيم ومواقف مختلفة، مع ذلك أثناء عملية صنع القرار يتم تقليل التناقضات بين الوكالات المختلفة وتقترب وجهات النظر قدر الإمكان.
بشكل عام يمكننا التفريق بين مجموعتين لهما يد في صنع السياسة الخارجية المؤسسات الحكومية وغير الحكومية. تمثل المؤسسات الحكومية من قبل السلطة التنفيذية والهيئات التابعة لها كالوزارات والمؤسسات والسلطة التشريعية واللجان المختلفة التي تتكون منها، حيث تشمل المؤسسات غير الحكومية الأحزاب السياسية وجماعات المصالح ووسائل الإعلام والرأي العام.
السياسة الخارجية بالطبع هي بيئة تتجدد باستمرار تساير الأحداث والتفاعلات في النظام العالمي على المستوى السياسي وغيره، لذلك فإن السياسة الخارجية للدول تتغير باستمرار وتتأقلم مع التغيرات الخارجية والداخلية. فكلما فشلت الدول في تكييف سياساتها الخارجية مع التغيرات البيئية المحيطة بها زادت الفجوة التي تفصل بينها وبين العالم الخارجي، مما يعطي عزلة مميزة أو شذوذاً عما هو مألوف في المجتمع الدولي.
في السياسة الخارجية على وجه الخصوص يقوم التخطيط بتمكين الدولة من تنبؤ التطور المستقبلي وإتاحة الأدوات الملائمة للتعامل مع التقدم والتطوير، ومن ثم تقليل عدم اليقين الذي يميز السياسة الخارجية حتى لا يفاجأ صانع السياسة الخارجية بالظروف الجديدة التي تمر بها غير مستعد للتعامل معها.
بالإضافة إلى ذلك فقد أصبحت السياسة الخارجية للدول قائمة على الفعل أكثر من رد الفعل وازدادت أهمية تخطيط السياسة الخارجية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث اتسم تطور العلاقات الدولية خلال تلك الفترة بظهور ونمو العلاقات الدولية. إن ظاهرة الترابط والاعتماد المتبادل التي تنحرف إلى حالة من الترابط بين وحدات الشكل الدولي تتميز بكثافة المعاملات بين وحدات الشكل الدولي وتوازنها النسبي ويتسم الترابط في الشكل الدولي الحالي بعدة خصائص أساسية أهمها:

  • زيادة عدد وتنوع قضايا السياسة الخارجية: هذا يعني ظهور قضايا جديدة على أجندة السياسة الخارجية للبلدان مثل: قضايا الطاقة والموارد البيئية واستخدام الفضاء الخارجي والسكان بحيث لم تعد هذه الأجندة تقتصر على قضايا الأمن العسكري والصراع الإقليمي.
  • الأهمية النسبية المتزايدة للقضايا الاقتصادية وتدهور الأهمية النسبية للقضايا العسكرية.
  • تسييس السياسة الخارجية.
  • ظهور وحدات دولية جديدة: نتيجة لتعدد وتداخل المشاكل الدولية الجديدة ازدادت الحاجة إلى حل هذه المشاكل في إطار دولي جماعي من خلال إنشاء أطر تنظيمية دولية، بالتالي أهمية المنظمات الدولية وأدوات الدبلوماسية الجماعية كمورد للسياسة الخارجية من خلال توظيفها كمراكز للاتصال الدولي وتبادل المعلومات.

شارك المقالة: