من هو إسحق نيوتن؟
إسحق نيوتن من أهم وأشهر العلماء الإنجليز؛ كان باحثاً وعالماً ومفكراً، برع في علوم الرياضيات والفلك، حقق العديد من الإنجازات والابتكارات التي لا تزال قائمة حتى هذا اليوم، قضى مُعظم حياته وهو يُفكّر في ابتكار قوانين وقواعد ثابتة تُساعد الإنسان على التمكين في الأرض حتى نجح في ذلك؛ فقد كان لتلك الاكتشافات الدور الكبير والواضح في تغيير مجرى التاريخ.
احتل نيوتن مكانةً وقيمة عظيمة بين كل من عاصره من علماء ومكتشفين؛ وذلك نظراً لكونه كان فيزيائياً ورياضياً أحدث نقلةً واضحة في العلم الذي انتقل من الخيال والأسطورة إلى الحقيقة والواقع، إضافةً إلى أنّه كان قد نقل الأسلوب النظري إلى الأسلوب العملي القائم على أساس التجربة.
كان إسحق نيوتن من مواليد عام”1642″ للميلاد، حيث ولد في إحدى القرى الصغيرة في إنجلترا، التي بدأ دراساته الأولية فيها، تميّز بحبه للأعمال اليدوية، حيث تمكّن من إنتاج ساعةٍ مائية كانت أول ابتكار له كما أنّه أنتج نموذجاً للطاحونة، عمل نيوتن مع والدته في أعمال الزراعة ولكنه لم ينسجم مع هذا العمل؛ نظراً لكونه كان مُحباً للقراءة وابتكار نماذج خشبية.
التحق نيوتن وهو في الثامنة عشر من عمره في جامعة كامبردج في إنجلترا، حيث انضم إلى كلية الإدارة التي تخرج منها بعد أربعة سنوات، وفي أثناء دراسته في الجامعة كان يتردد بشكلٍ دائم على قسم الرياضيات حتى أنّه كانت له العديد من العلاقات مع أشهر وأهم أساتذته أمثال إسحق بور الذي رأى في نيوتن الابتكار والقدرات الهائلة حتى أنّه وقف بجانبه وشجعه على تطوير مهاراته وقدراته.
انتشر في مدينة إنجلترا وباء الطاعون؛ الأمر الذي أدى إلى إغلاق جميع الجامعات، وعودة جميع الطلبة إلى منازلهم، عاد نيوتن إلى منزل والدته الذي كان قد نشأ فيه، ومكث فيه قرابة عامين، وخلال هذه الفترة تمكّن نيوتن من ايجاد وابتكار أهم القوانين الأساسية المُتعلقة بعلم الميكانيكا، اعتمد نيوتن في قوانينه تلك قبل أن يُقدّمها على مبدأ التجربة، حيث طبّقها بشكلٍ رئيسي على الأجرام السماوية حتى توصّل إلى صحتها بالشكل الكامل.
لم يكتفي نيوتن في ابتكاره ذلك بل أنّه استمر في دراساته وأبحاثه حتى تمكّن من الوصول إلى طرق ووسائل تُساعد في حساب التفاضل والتكامل، إلى جانب أنّه قام بوضع أهم المبادئ والأسس التي تتعلق باكتشافاته البصرية الكبرى، وبعد أن أُعيد فتح جامعة كامبردج عاد نيوتن إليها للعمل فيها أستاذاً للرياضيات خلفاً لأستاذه السابق إسحق بارو.
قام إسحق نيوتن خلال فترة تدريسه في جامعة كامبردج بالعديد من الأبحاث وتجارب على الضوء والتي تمكّن من خلالها من الوصول إلى الطيف، ثم قام بتحليل أشعة الشمس، حيث ساعدته تلك الابتكارات من سطوع نجمه وزيادة شهرته، فأصبح يُعرف كواضع للنظريات التي استمر في معالجتها سراً دون أن يعلم أحداً به؛ لانزعاجه من انتقاد من حوله.
اشتهر إسحق نيوتن في زمانه بذكائه وفطنته وحنكته، كما عُرف عنه أنّه كان أغلب وقته شارداً يُفكر، هذا وقد كان كريماً مُعطاءاً لا ينكر فضل أي شخص كان قد ساعده لإتمام أبحاثه وأعماله، إلى جانب أنّه كان شخصيةً مُتواضعة، قال عن نفسه قبل وفاته بفترةٍ قليلة:” لا أعرف كيف أبدو للعالم، ولكنني أرى نفسي طفلاً يُحب اللعب على شاطئ البحر، وبين حينٍ وآخر اتوجه لالتقاط صدفةٍ أو حجر”.
كتاب المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية لنيوتن:
يُعدّ هذا الكتاب من أهم الإنجازات التي قدّمها العالم إسحق نيوتن، حيث احتوى على أهم الابتكارات والاختراعات التي توصل إليها، هذا وقد تم تقسيم هذا الكتاب إلى ثلاثة أجزاء رئيسية:
- الجزء الأول: احتوى هذا الجزء على قوانين نيوتن في الحركة وهي ثلاثة قوانين؛ القانون الأول والذي كان ينص على أنّ الجسم الساكن يبقى ساكن والجسم المتحرك يبقى متحرك ما لم تؤثر على كل منهم قوة خارجية، في حين نص القانون الثاني على أنّه يُمكن حساب القوة بالاعتماد على تغير معدل الحركة، أمّا القانون الثالث فقد جاء فيه أنّه لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه.
- الجزء الثاني: اختص هذا الجزء بتوضيح وشرح جميع الأفكار والمعلومات التي وردت في الجزء الأول، إلى جانب احتوائه على بعض الأفكار التي تتعلق بمقاومة الحركة.
- الجزء الثالث: احتوى هذا الكتاب على أهم الاستنتاجات والتحاليل التي توصل إليها نيوتن والتي لها علاقة بقوانين الجاذبية والحركة، حيث توصل إلى هذه النتائج من خلال ملاحظته ومراقبته لتحديد الأشياء التي تتصل بسطح الأرض.
وفاة إسحق نيوتن:
توفي إسحق نيوتن بعد حياة مليئة بالإنجازات والابتكارات في العشرين من شهر آذار لعام” 1728″ وهو في الخامسة والثمانين من عمره.