في الكيمياء يعد عنصر النيوبيوم أحد العناصر الكيميائية برمز Nb ورقم ذري مقداره 41 في الجدول الدوري، كما ويصنف النيوبيوم كمعدن انتقالي، وهو يكون على شكل مادة صلبة في درجة حرارة الغرفة.
اكتشاف عنصر النيوبيوم
اسم النيوبيوم مشتق من الشخصية الأسطورية اليونانية نيوب، التي كانت ابنة تانتالوس، لأنه كان يعتقد في الأصل أن عنصري النيوبيوم والتنتالوم متطابقان، حيث تم اكتشاف النيوبيوم في معدن أسود من أمريكا يسمى كولومبايت من قبل الكيميائي البريطاني والمصنع تشارلز هاتشيت في عام 1801 ميلادي وأطلق على عنصر الكولومبيوم، في عام 1809 ميلادي ادعى الكيميائي الإنجليزي ويليام هايد ولاستون أن الكولومبيوم والتنتالوم متطابقان.
بعد أربعين عامًا، قرر الكيميائي والصيدلي الألماني، هاينريش روز، أنهما عبارة عن عنصران مختلفان في عام 1846 ميلادي، وأطلق عليه اسم النيوبيوم لأنه كان من الصعب جدًا تمييزه عن عنصر التنتالوم، كما استمر استخدام اسم كولومبيوم في أمريكا والنيوبيوم في أوروبا حتى تبنى الاتحاد الدولي للكيمياء البحتة والتطبيقية الاسم النيوبيوم في عام 1949 ميلادي، كما وتم عزل النيوبيوم لأول مرة بواسطة الكيميائي سي دبليو بلومستراند في عام 1846 ميلادي.
قصة اكتشاف النيوبيوم محيرة بعض الشيء، حيث اكتشف حاكم ولاية كونيتيكت الأول جون وينثروب الأصغر معدنًا جديدًا حوالي عام 1734 ميلادي، كما أطلق على المعدن كولومبيت ((Fe ، Mn ، Mg) (Nb ، Ta) 2O6) وأرسل عينة منه إلى المتحف البريطاني في لندن، إنكلترا، جلس الكولومبيت في مجموعة المعادن بالمتحف لسنوات حتى حللها تشارلز هاتشيت في عام 1801 ميلادي.
استطاع هاتشيت أن يخبرنا بوجود عنصر في الكولومبيت، لكنه لم يكن قادرًا على عزله، أطلق على العنصر الجديد كولومبيوم، اتخذ مصير كولومبيوم منعطفًا جذريًا في عام 1809 ميلادي عندما قارن ويليام هايد ولاستون الكيميائي والفيزيائي الإنجليزي، بين المعادن كولومبايت والتانتاليت ((Fe ، Mn) (Ta ، Nb) 2O6) وأعلن أن الكولومبيوم هو في الواقع عنصر التنتالوم، حيث نشأ هذا الالتباس لأن التنتالوم والنيوبيوم معادن متشابهة، ويوجدان دائمًا معًا ويصعب جدًا عزلهما.
أعاد هاينريش روز اكتشاف النيوبيوم وأعاد تسميته في عام 1844 ميلادي عندما قام بإنتاج حمضين جديدين، حمض النيوبيك وحمض بيلوبيوم، من عينات الكولومبيت والتانتاليت، وهذه الأحماض متشابهة جدًا مع بعضها البعض واستغرق الأمر اثنين وعشرين عامًا أخرى وأثبت الكيميائي السويسري جان تشارلز جاليسار دي مارينياك أن هاتين المادتين كيميائيتين متميزتين تم إنتاجهما من عنصرين مختلفين.
تم عزل النيوبيوم المعدني أخيرًا بواسطة الكيميائي السويدي كريستيان فيلهلم بلومستراند في عام 1864 ميلادي، واليوم فإنه يتم الحصول على النيوبيوم بشكل أساسي من معادن الكولومبيت والبيركلور ((Ca ، Na) 2Nb2O6 (O ، OH ، F)).