اكتشف الكثير من الباحثين من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولجيا بالشراكة مع جامعة نوتردام مؤخراً أن هناك إمكانيات كبيرة في المملكة العربية السعودية، ومن الضروري معرفة أن المملكة العربية السعودية هي بلد تعتمد بشكل عام على النفط الخام، وإن التحول إلى الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح على سبيل المثال فإنها خطوة جيدة لهذا البلد في المستقبل، وللمضي قدماً لتحديد إمكانات طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية فإنه يحتاج إلى بيانات رصد مكثفة وواسعة النطاق أو نمذجة حاسوبية دقيقة للغاية، ولسوء الحظ كلاهما غير موجود في المملكة العربية السعودية.
طاقة الرياح في المملكة العربية السعودية
اعتمدت المملكة العربية السعودية في الغالب على الوقود الأحفوري لاحتياجاتها من الطاقة، ولكن هذا يتغير بسبب الطلب المتزايد على الطاقة الناتج عن التنمية الصناعية والتحضر ونمو سكانها، ولذلك فقد يوفر الاستثمار في طاقة الرياح في هذه البلاد مصدراً مهماً للطاقة النظيفة، وأيضاً كصناعة جديدة محتملة لبلد لن يكون قادراً على الاحتفاظ بصناعة النفط إلى الأبد.
ونظرًا لأن قياسات سرعة الرياح المباشرة متاحة فقط في مناطق متفرقة، فإن تقييم إمكانات الرياح كمصدر للطاقة في المنطقة بأكملها ليس ممكناً (بناءً على بيانات الرصد فقط)، حيث يمكن أن تساعد عمليات المحاكاة الحاسوبية في هذه المهمة، ومع ذلك فإنها في السابق لم تتمكن من تقديم الدقة المكانية أو الزمنية اللازمة لتوصيف الموارد بدقة لتخطيط طاقة الرياح في هذه المنطقة.
وبالإضافة إلى ذلك بينما علمنا أن المملكة العربية السعودية بها مناطق ذات كثافة عالية من طاقة الرياح لا سيما على طول ساحل البحر الأحمر وعلى مناطق في الجنوب الشرقي والمتاخمة للخليج الفارسي كشف هذا العمل عن إمكانات كبيرة لطاقة الرياح في مناطق أخرى خلال مواسم محددة.
كما تؤكد دراستنا على إمكانية استخدام هذه النماذج لاستنتاج التغيرات الزمانية المكانية للموارد الرياح في ظل بعض الظروف المناخية الحالية والمستقبلية، فالدولة تخطط لتوسيع هذا العمل ليشمل عمليات محاكاة عالية الدقة توفر رؤى فريدة لتخطيط استخدام طاقة الرياح بشكل كبير.
نمو سوق الألواح الشمسية في المملكة العربية السعودية بنسبة 30٪ مع المشاريع الجديدة
كما نوّعت المملكة العربية السعودية أيضًا للاستفادة من الألواح الشمسية كمصدر للطاقة، فعلى سبيل المثال كان هناك العديد من المشاريع الجديدة مع الطاقة الشمسية مثل محطة الطاقة الشمسية التي كلفت حوالي 200 مليار دولار لتوليد حوالي 250 جيجاوات من الطاقة، كما يوجد ايضاً محطات لتحلية المياه تعمل بالطاقة الشمسية هناك، حيث كلف بناء هذه المحطات حوالي 130 مليون دولار في سوق الألواح الشمسية في المملكة العربية السعودية.
ايضاً خصصت الحكومة السعودية في الميزانية الوطنية للسنة المالية 2019 مبلغ 7 مليارات دولار لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة إلى أن تنمو بنسبة 30.2٪، حيث سيؤدي الإنفاق الكبير على مشروع الطاقة المتجددة إلى نمو سوق الألواح الشمسية في المملكة العربية السعودية خلال فترة التوقعات.
تعتبر الألواح الشمسية متعددة الكريستالات هي الجزء الرئيسي لتوليد الإيرادات في سوق الألواح الشمسية في المملكة العربية السعودية؛ وذلك بسبب أسعارها المعقولة مقارنة بالإنواع الأخرى وبالتالي استخدامها بشكل مرتفع عبر العديد من المشاريع، حيث تشمل القطاعات الرئيسية الأخرى الألواح الشمسية أحادية البلورية والأغشية الرقيقة، كما تتمتع الألواح الشمسية أحادية البلورية بكفاءة طاقة أعلى من نظيراتها متعددة البلورات، ونتيجة لذلك فإنه من المتوقع أن ينمو سوقهم بشكل كبير في السنوات القادمة.
مستقبل الطاقة في المملكة العربية السعودية
تم تصنيف موارد الطاقة المتجددة والمستدامة مؤخرًا على أنها مفتاح رئيسي لاقتصاد مستقر في جميع أنحاء العالم لا سيما في البلدان المتقدمة مثل المملكة العربية السعودية، حيث تم استخدام الطاقة المتجددة في تطبيقات تكنولوجية متنوعة، وقد ثبت أنه بديل ميمون وموثوق به للهيدروكربونات الشائعة كمصدر للطاقة.
والمملكة العربية السعودية هي دولة ديناميكية تواجه نمواً سريعاً في معدل السكان، مما قد تسبب في استهلاك كبير وهائل للكهرباء، وهكذا استثمرت المملكة العربية السعودية مليارات الدولارات في إقامة مشاريع ضخمة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العديد من المواقع في جميع أنحاء البلاد بقدرات تمويل قوية.
كما يجادل العديد من الخبراء بأن المملكة العربية السعودية يمكن أن تحقق نظام طاقة متجددة بنسبة 100٪ بحلول عام 2040، وعلى الرغم من أن المملكة العربية السعودية هي أكبر منتج ومصدر للوقود في العالم إلا أن المملكة العربية السعودية يجب أن تكون مهتمة بالمشاركة الفعالة في تطوير واستغلال تقنيات الطاقة المتجددة، ولهذا كانت المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي ساهمت في أبحاث الطاقة المتجددة من خلال برامج التعاون الدولي المشتركة الكبرى.
واخيراً فإن الهدف الرئيسي للمملكة العربية السعودية لفرض الطاقة النظيفة من خلال الرياح والطاقة الشمسية هو طريقة جديدة لمساعدة النظام البيئي على فهم تغير المناخ وآثاره، حيث عززت البلاد ألواح سوق الطاقة الشمسية الخاصة بها ويتناقص اعتمادها على النفط الخام مع التطورات الجديدة التي ستغير العالم.