ما هو مفهوم التبلور:
هناك الكثير من الطرق المستخدمة في فصل المواد المختلفة عن بعضها بحسب طبيعتها، ومن الطرق المستخدمة في فصل المواد المذابة في السوائل عن السائل المذابة فيها التبلور، ويستخدم بشكل أساسي في فصل الأملاح المذابة في الماء عنه، وعلى الرغم من وجود طرق أخرى لفصل المواد الصلبة الذائبة في الماء عنه وعادة ما تكون أملاحاً إلا أن هذه الطريقة تعتبر من أفضل الطرق المتبعة لذلك.
التبلور: هو أحد أفضل الطرق المتبعة لفصل واستخلاص الأملاح المختلفة أو المذابات الصلبة بشكل عام عن محاليلها المائية المذابة فيها، ويُعتمد في ذلك على الاختلاف في ذائبية المواد الصلبة التي أُذيبت في الماء عند اختلاف درجة حرارة المحلول.
كيف تتم عملية التبلور في المختبر:
بشكلٍ عام عند القيام بتجربة التبلور داخل المختبر يتم إحضار كأس زجاجية متوسطة الحجم يوضع فيها المحلول المراد استخلاص المادة الصلبة المذابة فيه منه، ثم توضع هذه الكأس داخل كأسٍ أكبر حجماً من الكأس الأولى والتي يوجد بداخلها الثلج الذي تعتمد عليه عملية التبلور، وثم بعد مرور بعض الوقت يتم ملاحظة التكون التدريجي لبلورات الملح أسفل الكأس الذي يحمل المحلول الملحي.
ويقوم الثلج بتقليل درجة حرارة المحلول الملحي المشبع، الذي تقل الفراغات بين جزيئاته عند انخفاض درجة حرارته، وتقل الفراغات بين الجزيئات نتيجة ترتب جزيئات السائل معاً غالباً على شكل حلقات، وعند ذلك لا تجد المادة الصلبة المذابة سعةً لتبقى ذائبةً بين جزيئات الماء، فتصبح المادة الصلبة زائدة عن حد الإشباع فتترسب أسفل الكأس الذي يوجد فيه المحلول الملحي، ليصبح الماء أكثر نقاءً والملح مستخلصاً مفصولاً عنه.
ومن الأمثلة على المواد التي تستخدم في المختبر لإجراء هذه التجربة، محلول مشبع من كبريتات النحاس أو محلول مشبع من مادة شب الألمنيوم البوتاسي يوضع في كأس زجاجية سعته 100 ملي لتر، يوضع في كأس آخر مملوء بالثلج سعته 500 ملي لتر، وبعد انتظار بعض الوقت يتم ملاحظة المادة الصلبة من كبريتات النحاس قد ترسبت أسفل كأس المحلول.
ومن الأمثلة الأخرى التي يتم مشاهدتها بكثرة أيضاً في الحياة اليومية وليس فقط داخل المختبر؛ ملاحظة مادة صلبة مترسبة أسفل كأس من ماء الشرب إذا تم تجميده تحت حرارة الصفر سيليسيوس ثم إعادة تذويبه في حرارة أعلى من الصفر سيليسيوس ليصبح في الحالة السائلة.