ما هي طاقة الرياح؟
هي عبارة عن عملية يتم فيها توليد الكهرباء باستخدام الرياح أو تدفقات الهواء التي تحدث بشكل طبيعي في الغلاف الجوي للأرض، حيث يتم توليد الكهرباء من خلال توربينات الرياح التي عادة ما تعمل على التقاط الطاقة الحركية من الرياح، فعندما تهب الرياح عبر توربينات الرياح تلتقط ريشها طاقة الرياح الحركية وتدور وتحولها إلى طاقة ميكانيكية، ومن ثم يحرك هذا الدوران الناتج عن الطاقة الميكانيكية العمود المتصل بصندوق تروس، مما يزيد من سرعة الدوران، وهذا ينتج مولداً يولد الكهرباء.
ما هي مزايا طاقة الرياح؟
بشكل عام تقدم طاقة الرياح العديد من المزايا، وهذا هو ما يفسر سبب كونها واحدة من أسرع مصادر الطاقة نمواً في العالم، حيث تهدف جهود البحث إلى مواجهة التحديات التي تواجه زيادة استخدام طاقة الرياح، وفيما يلي بعض مزايا طاقة الرياح:
- مصدر وقود نظيف: لا تلوث طاقة الرياح الهواء مثل محطات الطاقة التي تعتمد على احتراق الوقود الأحفوري مثل الفحم أو الغاز الطبيعي أو النفط الذي ينبعث منه الجسيمات وأكاسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت، والذي يسبب مشاكل صحية بشرية وأضراراً اقتصادية، كما لا تنتج توربينات الرياح أيضا انبعاثات جوية التي عادةً ما تسبب المطر الحمضي أو الضباب الدخاني أو غازات الاحتباس الحراري.
- طاقة الرياح فعالة من حيث التكلفة: تعد طاقة الرياح على مستوى المرافق البرية واحدة من أقل مصادر الطاقة المتاحة سعراً اليوم، حيث أنها تكلف 1-2 سنت لكل كيلوواط / ساعة بعد الخصم الضريبي للإنتاج، ونظراً لأن الكهرباء من مزارع الرياح تُباع بسعر ثابت على مدار فترة زمنية طويلة ووقودها مجاني، فإن طاقة الرياح تخفف من عدم اليقين في الأسعار الذي تضيفه تكاليف الوقود إلى مصادر الطاقة التقليدية.
- يمكن بناء توربينات الرياح في المزارع: وهذا الشيء يفيد بشكل كبير الاقتصاد في المناطق الريفية، حيث يمكن للمزارعين ومربي الماشية الاستمرار في العمل في الأرض؛ لأن توربينات الرياح لا تستخدم سوى جزء صغير من الأرض، كما يدفع مالكو محطات طاقة الرياح مدفوعات الإيجار للمزارع مقابل استخدام الأرض، مما يوفر لأصحاب الأرض دخلاً إضافياً.
- طاقة الرياح مستدامة: إن طاقة الرياح هي في الواقع شكل من أشكال الطاقة الشمسية، حيث تُنتج طاقة الرياح من خلال تسخين الغلاف الجوي بفعل الشمس وعدم انتظام سطح الأرض ودوران الأرض، وهذا يعني أنه طالما تشرق الشمس وتهب الرياح يمكن تسخير الطاقة المنتجة لإرسال الطاقة (الكهرباء) عبر الشبكة.
- تكاليف تشغيل منخفضة: صحيح أن هذه التكنولوجيا متطورة ولكن الآليات فيها بسيطة وموثوقة، فبمجرد تركيب وتشغيل توربينات الرياح فإنها لا تتطلب سوى القليل من عمليات الصيانة، وهذا يعني أنها ستؤدي إلى خفض تكاليف التشغيل، وبالتالي انخفاض تكاليف الكهرباء للمستهلك، وبهذا الشكل يتبناه المزيد من الناس.
- تتناقص الأسعار: بشكل عام مع تحسن التكنولوجيا تصبح الكهرباء التي تنتجها طاقة الرياح أرخص، فعلى سبيل المثال شهدت السنوات الماضية هبوطاً كبيراً في معدل الأسعار، وفي حين أن ذلك قد لا يستمر بنفس المعدل فإن الاتجاه يتجه نحو الانخفاض في المستقبل المنظور.
- لا حاجة للوقود: لا تتطلب طاقة الرياح أي وقود أحفوري أو وقود حيوي سواء كان النفط أو الغاز الطبيعي أو الفحم أو اليورانيوم، وبالتالي فإنه يتجنب التأثير البيئي السلبي المرتبط بإنتاج مثل هذا الوقود أي التعدين والنقل وتسرب الوقود.
- لا تلوث الهواء: تنتج توربينات الرياح كمية ضئيلة من غازات الدفيئة طوال حياتها، ولكن في الواقع فإن عمليتان التصنيع والتركيب هما الجزءان الوحيدان من العملية التي تتسبب في إطلاق هذه الغازات، وعلى أية حال عادة ما يتم تعويض الآثار الضارة لهذه الغازات في غضون أقل من عام من التشغيل النظيف.
- لا حاجة للماء: تعمل معظم محطات الطاقة التقليدية على بخار عالي الضغط ناتج عن التسخين عن طريق الوقود الأحفوري أو الطاقة النووية، وهذا ليس فقط له آثار سلبية على البيئة بسبب الوقود المحترق ولكن أيضاً فإنه يهدر المياه النظيفة المستخدمة في دورة التبريد، وفي الوقت نفسه لا تتطلب توربينات الرياح سوى وجود الرياح، وبالتالي فهي تتجنب إهدار مياه الشرب.
- الأثر الاقتصادي: توفر طاقة الرياح العديد من السبل التي يمكن من خلالها تحفيز النمو الاقتصادي، حيث أنها توفر وظائف مختلفة مثل إنشاء التوربينات نفسها وخطوط الطاقة والطرق اللازمة لدعمها وكذلك في الصيانة والتشغيل، وعلاوة على ذلك فهي مستقلة عن إمدادات الوقود الخارجية، ولكنها بدلاً من ذلك مرتبطة بإحكام بالموقع، مما يؤدي إلى تحسين الاقتصاد المحلي من خلال توفير الوظائف للمتخصصين المتعلمين جيداً.
فعلى سبيل المثال يوظف قطاع الرياح في الولايات المتحدة أكثر من 100.000 عامل وعاملة، وأيضا وفقاً للعديد من الأبحاث تمتلك طاقة الرياح القدرة على دعم أكثر من 600.000 وظيفة في التصنيع والتركيب والصيانة وخدمات الدعم بحلول عام 2050 في بعض دول العالم.