اقرأ في هذا المقال
بشكل عام تعد طاقة الأمواج أو قوتها مصدراً متخصصاً وسريع النمو، حيث أن مصدر الطاقة هذا يحظى بالكثير من الاهتمام حول العالم، لا سيما أن طاقة الأمواج أيضاً تلتقط الأمواج الموجودة في المحيطات ثم تتحول إلى كهرباء، كما إنه شكل من أشكال الطاقة الكهرومائية ويشبه طاقة المد والجزر في كثير من النواحي.
ما هي طاقة الأمواج؟
هي عبارة عن شكل من أشكال الطاقة المتجددة التي يمكن تسخيرها من حركة الأمواج الموجودة في المحيطات، حيث يوجد هناك عدة طرق لتسخير طاقة الأمواج هذه وهي تتضمن عادةً وضع مولدات كهربائية على سطح المحيط، كما تعتبر طاقة الأمواج طاقة نظيفة مقارنة بمصادر الطاقة غير المتجددة مثل الوقود الأحفوري، وأيضاً فإن مصدر هذا الطاقة لا يصدر أي تلوث، ويعتقد الكثير في المجتمع العلمي أن مثل هذا النوع من الطاقة يمكنه بمفرده حقاً تلبية الطلب العالمي على الكهرباء إذا تم تطويره إلى أقصى إمكاناته.
تطور طاقة الأمواج:
بشكل عام إن طاقة الأمواج في طور العرض العملي لتطوير التكنولوجيا، وبدون أي دليل كبير على عكس ذلك من المعقول أن نقول أنه لا توجد مراكز طاقة اقتصادية مجدية تجارياً في أي مكان في العالم، ومع ذلك قد ينبغي القول إنه تم نشر عدد كبير من النماذج الأولية على نطاق واسع في عدد من البلدان، ومن المؤكد أن العديد من الشركات كانت لديها نماذج أولية كاملة الحجم أو موسعة منتشرة في ظروف المحيطات التمثيلية.
كما توقعت وكالة الطاقة الدولية أن حصة صغيرة من توليد الطاقة العالمية ستأخذها مصادر الطاقة المتجددة البحرية في عام 2050 (بحوالي 50 جيجاواط)، ومع ذلك فإن التوقعات في بلدان معينة مثل المملكة المتحدة وحدها ستكون كمية إنتاج الطاقة فيها أكثر بكثير خلال عام 2050 ( بين 2 و 5 جيجاواط).
لماذا تعتبر طاقة الأمواج هي طاقة المستقبل؟
أصبح الحصول على الطاقة من الشمس والرياح أكثر شيوعاً؛ وذلك لأن مصادر الطاقة النظيفة هذه تولد الكهرباء دون تلويث الهواء، كما أنها لا تطلق ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وكما نعلم أن غازات الاحتباس الحراري الموجودة في الغلاف الجوي قد تحبس حرارة الشمس، مما يساهم في ظاهرة تغير المناخ.
ولكن إن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لديهما بعض العيوب: فهي ليست متوفرة دائمًا، حيث تشرق الشمس فقط خلال النهار، وتأتي الرياح وتذهب، كما أن هناك عدد قليل جداً من الأماكن التي تكون فيها الرياح ثابتة بدرجة كافية لتوليد الكهرباء طوال الوقت، وبقدر ما يبدو هذا الأمر سهلاً فقد أثبت تخزين الطاقة لاستخدامها لاحقاً أنه يمثل حقاً تحدياً كبيراً.
وهنا تأتي طاقة أمواج المحيطات، حيث يمكن لأي شخص بقي بالقرب من الشاطئ أن يخبرنا إن الأمواج تصطدم بالشاطئ في الصباح والظهيرة والليل، وهذا قد يجعلها مثالية لتوليد الطاقة على مدار الساعة على عكس الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والآن يكتشف العلماء مقدار ما يمكن أن تقدمه موجات الطاقة هذه.
فعندما تهب الرياح عبر سطح الماء فإنها قد تخلق موجات، وتتسبب هذه الرياح في حركة الماء على السطح لأعلى ولأسفل، وعلى الرغم من أنه يبدو أن الماء ينتقل من مكان إلى آخر إلا أنه في الواقع لا يذهب بعيداً، وبدلا من ذلك فإنه يتحرك في دوائر إلى أعلى الموجة ثم لأسفل الجانب الآخر.
ومع كل هذا الوعد لقوة الأمواج يختبر الباحثون مدى نجاح أنواع مختلفة من المولدات في تحويل طاقة المحيط إلى كهرباء، وعلى طول الطريق فإنهم يحاولون التأكد من أن الحياة البحرية لن تتضرر في هذه العملية، مما يجعلها طاقة المستقبل.
مستقبل طاقة الأمواج
اعتباراً من اليوم توفر طاقة الأمواج كمية صغيرة فقط من الكهرباء للمستهلكين، حيث تمثل حالياً حوالي 0.02٪ من إجمالي الكهرباء المولدة في معظم دول العالم، فعلى سبيل المثال تعد جزر أوركني في اسكتلندا من رواد العالم في إنتاج طاقة الأمواج، وايضاً توفر اسكتلندا وحدها ما يقرب من 10٪ من إجمالي الطاقة البحرية في أوروبا، وستعمل التحسينات في تكنولوجيا طاقة الأمواج على تحسين كفاءة الإنتاج وتقليل التكاليف أيضاً.
وإلى جانب مصادر الطاقة المتجددة الأخرى يمكن أن تساعد طاقة الأمواج العديد من دول العالم في تحقيق أهدافها المتمثلة في امتلاك الطاقة المتجددة لحصة 20٪ في إنتاج الكهرباء، ولا ينبغي أن تكون طاقة الأمواج هي الطريقة الوحيدة لزيادة حصة الطاقة المتجددة، ولكنها بديل سهل وميسور التكلفة في المستقبل.