يتغير الإنسان من فترة إلى أخرى فكلما زاد العمر كبر ملامح الشخص وتغير مظهره الخارجي، وإن الحياة لها بداية ولها نهاية، وكلما تزايد الزمن تغير الكائن الحي ضعف بدنه، وإن الإنسان يسير في قافلة الزمن من مهده إلى انتهاء أجله.
أهداف دراسة سيكولوجية كبار السن
يتغير الإنسان تغيراً عضوياً ونفسياً نتيجة لزيادة عمره وهو في شبابه مخلوق ناضج يواجه مشكلات حياته بقوة وإرادة وحيوية، وهو في شيخوخته كائن ضعيف يعيش على ماضيه أكثر مما يعيش في حاضره، أنه يعيش ذكرياته التي صنعها في طفولته وشبابه.
وعلينا أن نفهم أنفسنا، ومظاهر قوتنا وضعفنا حتى نعرف حدودنا وإمكاناتنا، ونعرف غيرنا حتى لا نكلف أنفسنا في الأفراط في البعد، وهكذا يصبح أهم هدف من أهداف دراسة سيكولوجية الكبار معرفة إمكاناتنا الكامنة والإفادة منها ﻷقصى حد ممكن، واستغلال الثروة البشرية الكامنة في أنفسنا وعند غيرنا حتى لا تبقى معطلة نعيش ونموت بها دون أن ترى لنور في حياتنا.
وكما تهدف هذه الدراسة إلى معرفة سيكولوجية الرشد، وإلى معرفة شيخوختنا المقبلة، حتى لا نتعب ونشقي أولادنا بتعصبنا ومتطلباتنا ومشكلاتنا، ولهذه الدراسة أهميتها ﻷن المجتمعات المعاصرة تسير نحو الشيخوخة أي تزداد نسبة الشيوخ فيها يوماً بعد يوم، ولهذا أصبح لهذا القطاع الجديد من السكان حقوق وواجبات لم تكن واضحة من قبل.
هذا وليس هدفنا من دراسة مرحلة الشيخوخة هو زيادة في العمر، ﻷن الأعمار تكون في يد الله، ولكن غايتنا الحقيقية هو زيادة مدى النشاط في حياة الشخص حتى يستمتع بحياته في عمله وراحته، بعيداً عن المعاناة والصعوبات التي تواجه المسن، وحتى يشعر الشخص أن الحياة من بدايتها إلى منتهاها تجربة مميزة، ومخاطرة جميلة، وليست مجرد أعباء متراكمة ومشكلات عابسة.
وأزمات ثقيلة تنقض ظهر صاحبها، يجب أن يتعلم الفرد كيف ينظم استعداداته العقلية، وقدراته المعرفية، وفكرته عن نفسه ليواجه التغيرات الداخلية التي تطرأ على جسمه ونفسه خلال رشده وشيخوخته، وليواجه أيضاً الضغوط الخارجية التي يفرضها عليه المجتمع المتطور المتغير الذي يعيش هو في إطاره.
تلك هي أهداف دراسة سيكولوجية الكبار وهي في جوهرها أهداف الحياة نفسها، الحياة المتوثبة الفياضة المتغيرة المتطورة الهادفة إلى المثل العليا في كل ميدان من ميادين نشاط الكبار.