نشأة الحضارة الفينيقية
يُعدّ الفينيقين جزءًا من الكنعانيين الذين استقروا في بلاد الشام على البحر الأبيض المُتوسط.
و كان مركزهم سوريا ولبنان وفلسطين.
وتعود أول إشارة للفينيقيّين في الكتابات المصريّة القديمة حيث أُطلق عليهم لقب الحطابين
نظرًا لوجود غابات الأرز وتوافر الأخشاب في مناطقهم.
تمتد الرقعة الجغراقيّة للحضارة الفينيقيّة من (رأس شمرا) في سوريا شمالًا إلى جبل الكرمل في جنوب فلسطين
على منطقة ساحليّة ضيقة يصعب التنقل البري فيها.
كما أن مواردها غير كافبة من ناحية زراعيّة للسكان. ونظرًا لتوافر الأخشاب الجيدة الصالحة لبناء السُفن
وكثرة التعاريج التي تُساعد على قيام الموانئ والموقع المتوسط ما بين الشرق والغرب؛
كل ذلك جعل الفينيقيين يتجهون إلى التجارة البحريّة.
أقام الفينيقيون مراكزَ تجاريةً على سواحل المغرب العربي ولما ضعُفت دولة الفينيقين في بلاد الشام استقلت قرطاجة
وكونت مملكة تجارية تقع في تونس.
تمكنت بفضل قوتها العسكرية، ونمو التجارة البحرية، من تكوين دولة ذات مساحة واسعة امتد نفوذها من ليبيا حتى
مضيق جبل طارق.
وقد دخلت في صراع مع اليونان والرومان من أجل المُحافظة على مصالحها التجارية.
أشهر المدن الفينيقية
كانت الحضارة الفينيقيّة مُدنًا مُستقلة مُنتشرة على ساحل البحر الأبيض المُتوسّط. ولكنها كانت مُرتبطة ببعضها بما
يُعرف بإسم دول المُدن ومن أشهر المُدن الفينيقيّة:
- صيدا: وهي العاصمة وقد أُقيمت على لسان بحري مُحاطة بعدة مُدن.
- صور: ومعناها الصخرة وتولت الزعامة بعد صيدا وبُنيت على جزيرتين قرب الساحل مُحاطة بسور مُرتفع.
- جُبيل: وهي من أقدم المُدن الفينيقيّة وهي أكثر المُدن صلةً بمصر. فقد ورد اسمها في أسطورة أوزريس
وتشتهر بورق البردي. - أوغاريت: المعروفة (برأس شمرا) تقع شمال اللاذقية حاليًا وقد كشفت الحفريات الأثرية عن أبجدية أوغاريت
والقصر الملكي العظيم إضافة إلى المعابد والبيوت.
وأشتهرت بالتجارة البحرية لأنها تُمثل نقطة إلتقاء ما بين العراق وفلسطين ومصر. ومن أبرز ملوكها (هدد
الثاني) الذي عقد معاهدة مع الحثيين.
نظام الحكم في الحضارة الفينيقية
كان نظام الحُكم عند الفينيقين يقوم على الديموقراطية. فكان لكل مدينة حكومة خاصة بها. يرأسها حاكم أو ملك يحكمها
بالوراثة. وكانت سلطتُه مُقيدة يُساعده في إدارة الحُكم مجلسان:
مجلس الشعب ( هيئة المُشرعين).
مجلس الأشراف (الأغنياء) والكهنة (رجال الدين) الذين كان لهم دور كبير في إدارة نظام الحُكم ومُساعدة الملك.
الحياة الدينية في الحضارة الفينيقية
عبد الفينيقيون مظاهر الطبيعة والقوى الكامنة فيها وكان من أشهر الآلهه الإله “بعل”رب الخصب وزوجته عشتار
وعشتار هو إله الجمال والحب.
وصوروا قصة الكفاح بين الخير والشر في قصة الإله بعل بالإضافة إلى إله الموت التي تُشبه قصة إيزيس وأوزريس
وعبدوا الإله “أودونيس”مُمثل القوى الحقيقيّة المُتجددة.
أما معابدهم فكانت بسيطة لا تزيد عن حجرة واحدة. وعلى جوانب أبوابها مُجسمات وتماثيل لأسود وذئاب وتطوّرت
بعد ذلك وأصبحت تتكون من ممرات وحُجرات وردهات.
الحياة الفكرية في الحضارة الفينيقية: اللغة والكتابة
يُعد الفينيقيّون أول من اخترع الأبجديّة في أغاريت (رأس شمرا). فحولت الكتابة من صور ورموز إلى حروف
هجائيّة تُكتب من اليمين إلى اليسار. وكانت مُكوّنة من اثنان وعشرون حرف اقتبسوها من المصريّة القديمة.
حيث وُجد أقدم لوح فخاري مكتوبة علية الأبجدية قرب مدينة اللاذقية.
بعد ذلك أخذها الإغريق وعدلوها ونقلوها إلى الرومان فأصبحت أول أبجديّة عرفها العالم.
وكان لها أثرًا كبيرًا في نشر الوعي والثقافة والحضارة.
العمارة والفنون في الحضارة الفينيقية
كان الفينيقيّون مبدعون في بناء القلاع والحصون والأسوار والقصور الجميلة. والتي كانت شاهدة على تطوّر فن
العمارة والهندسة المعماريّة.
برع الفينيقيّون في صناعة الخزف والفخار على شكل تماثيل، وصناعة الزجاج والنحاس والحديد والبرونز والذهب
والقصدير وتفوقوا في صناعة العقود والخواتم من الأحجار الكريمة.
الحياة الاقتصادية في الحضارة الفينيقية
اعتمد الفينيقيون على الزراعة في بادئ الأمر. فحولوا سفوح الجبال إلى مناطق صالحة للزراعة.
وتركز عملهم على البحر فعملوا بصيد الأسماك وصناعة السُفن. وبرعوا بالتجارة حتى أصبحوا أكبر قوة تجارية في
ذلك الوقت.
ولم ينحصر هدفهم في بيع البضائع، بل كانوا يبحثون عن المعادن الثمينة كالذهب والفضة والنحاس والقصدير.
وقاموا بتنظيم المُدن فبنوها على جُزر صغيرة بجوار مياه قليلة العُمق، وقريبة من الشاطئ حتى ترسو سُفنهم بسهولة،
وكذلك لحمايتهم وسهولة الدفاع عن مدنهم.
ما هو سبب تسمية الفينيقين بهذا الاسم
أن اليونانيين هم أول من أطلقو اسم الفينيقين (فوانيكس) على التُجار الكنعانيين. الذين سكنوا سواحل بلاد الشام،
ويُقصد بهذا الإسم الإرجوان الأحمر الذي يُستخرج من حيوانات بحرية لصبغ الأقمشة.