الإمبراطورية الفرنسية الثانية: هي عبارة عن نظام سياسي ودستوري قام بتأسيسه الإمبراطور “شارل لويس نابليون” والذي كان رئيساً للجمهورية الفرنسية الثالثة، وقد قسّم المؤرخين الإمبراطورية الفرنسية إلى تاريخين، تاريخ الإمبراطورية الفرنسية الأولى والذي كان عصر استبداد الحكم الفرنسي والإمبراطورية الفرنسية الثانية والتي استمرت حتى هزيمة فرنسا على يَد بروسيا.
حكم نابليون الثالث للإمبراطورية الفرنسية الثانية:
على الرغم من أن نظام الحكم في الإمبراطورية الفرنسية الثانية كان مشابهاً لنظام الحكم في الإمبراطورية الفرنسية الأولى، إلا أن طريقة تأسيس كلأ الإمبراطوريتين كان مختلفاً، فقد كان الإمبراطور نابليون الثالث والذي كان يحكم الإمبراطورية الفرنسية الثانية، كان يقودها إلى العدل في الحكم بين الناس، كما كان يدعو إلى التسامح والسلام الدائم، فقد كان يقوم بحفظ سلطته عن طريق الاقتراع الدائم، فقد أعطى جميع الفرنسيين حرية الانتخاب ولم يميز بين الطبقات الموجودة، على خلاف نظام الحكم في الإمبراطورية الفرنسية الأولى والذي كان قائماً على الاستبداد والظلم.
وقد قام الإمبراطور نابليون الثالث في عام 1852 ميلادي، بإصدار دستور ينص على أن السلطة التنفيذية كلَّها تكون بيد الإمبراطور وهو المسؤول أمام الشعب، فقد كان الشعب الفرنسي في الإمبراطورية يفتقدون لكافة حقوقهم ولم يكونوا يعتمدون على التجارة أو على نشاطاتهم، بل كانوا يعتمدون على الإمبراطور من أجل أن يترحم عليهم، وقد كان الإمبراطور نابليون الثالث هو من يقوم باختيار أعضاء الدولة ويضع لهم القوانين، كما كان الإمبراطور هو من يقوم باختيار أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء السلطات التشريعية.
وقد أثبت نابليون من خلال القوانين التي تم بوضعها بأن العدالة بين جميع طبقات المجتمع لا تعني الحرية، فقد تم الملاحظة بأن جميع القوانين التي قام نابليون بوضعها عبارة عن قوانين شكلية، فقد قام نابليون فيما بعد بتجميد أعمال البرلمان الفرنسي والصحافة والتعليم وعَمل المنظمات وغيرها من القوى الفعالة في فرنسا، كما قام نابليون بمنع أعضاء المجلس التشريعي من إختيار رئيس لهم ومنعهم من التصويت لميزانية الدولة، أو أن يقوموا بمناقشة الأمور العامة.
وخلال فترة حكم نابليون الثالث والتي دامت لمدة سبعة سنوات عاشت فيها فرنسا بحالة من الظلم وعدم وجود حرية التعبير والديمقراطية، ورغم ذلك إلا أنه كان في فرنسا عدة أحزاب معارضة لحكم نابليون لفرنسا.
