ولد محي الدين محمد في عام 1618 ميلادي، ويعد الإمبراطور السادس في الإمبراطورية المغولية، تولى الحكم في 1658 ميلادي واستمر حكمه حتى عام 1707 ميلادي، خلال فترة حكمه أصبحت الإمبراطورية المغولية في أقصى قوتها، وأصبحت أراضي المغول تشمل جميع أراضي جنوب آسيا، سيطر أورنجزيب على أراضي واسعة، ويعد من الملوك الذين أسسوا الاقتصاد الإسلامي في معظم أراضي جنوب آسيا.
الإمبراطورية المغولية في ظل حكم أورنكزيب عالم كير
يعود أصل أورنكزيب إلى السلالة التيمورية الأرستقراطية، كانت حياته المبكرة مليئة بالصراعات، في عام 1628 ميلادي وخلال حكم والده شاه جهان تولى مناصب إدارية وعسكرية، عُرف كقائد عسكري قوي، في عام 1636 ميلادي تولى أورنكزيب منصب نائب الملك على أراضي الدكن وفي عام 1645 ميلادي تولى حاكماً ولاية غوجارات، تولى حكم مقاطعتي مولتان والسند، كما استمر في الرحلات الاستكشافية إلى الأراضي الصفوية، في عام 1657 ميلادي رشح شاه جيهان ابنه الأكبر والليبرالي دارا شكوه ليتول الحكم من بعده، إلا أنّ أورنكزيب رفض ذلك، وأعلن عن نفسه إمبراطوراً.
في عام 1658 ميلادي قامت معركة دارمات، أدى انتصار أورنكزيب في معركة ساموجاره في عام 1658 ميلادي إلى فرض حكمه وتم الاعتراف به في جميع أراضي الإمبراطورية المغولية، في عام 1658 ميلادي بعد تعافي شاه جهان من المرض، أعلن أورنكزيب أنه غير مؤهل للحكم وقام بسجن والده في قلعة أغرا، عندما تولى الإمبراطور أورنكزيب الحكم، ساعد المغول الوصول إلى أقصى حدود في أراضيهم التي تمتد إلى جنوب آسيا بأكملها، تميز حكمه بفترة من التوسع العسكري، حيث تمكن المغول من القضاء على العديد من السلالات.
أدت الفتوحات التي قادها إلى تلقيبه لقب الفاتح، كما أصبح المغول تشينغ تشاينا كأكبر اقتصاد في العالم وأكبر قوة تصنيعية تحسن جيش المغول تدريجياً وأصبح أحد أقوى الجيوش في العالم، لقب أورنكزيب بالمسلم المخلص، كان له دور كبير في بناء المساجد والاهتمام بالخط العربي، لقد نجح في فرض الفتاوي باعتبارها الهيئة المنظمة للإمبراطورية ومنع الأنشطة المحرمة في الإسلام، على الرغم من قيام أورنكزيب بقمع عدد من الثورات المحلية، إلا أنّه تمكن من الحفاظ على علاقات ودية مع الحكومات الأجنبية.
يعتبر المؤرخون أورنكزيب أنّه أحد أعظم حكام المغول، في الوقت الذي كان أورنكزيب يحظى بإعجاب كبير في المصادر المعاصرة، إلا أنّه تعرض لانتقادات بسبب إعداماته السياسية وقام بهدم المعابد الهندوسية، وقام بإدخال ضريبة الجزية وتخلى عن الممارسات غير الإسلامية تسبب في استياء غير المسلمين، في عام 1626 ميلادي قام تمرد فاشل من قِبل والده، إرسل أورنكزيب وكان عمره حينها ثماني سنوات وشقيقه دارا شكوه إلى محكمة موغال في لاهور كرهائن لجدهم حتى يعفو عن والدهم والدهم، في عام 1627 ميلادي توفي جهانجير، تمكن شاه جهان من تحقيق النصر في حرب الخلافة على العرش المغولي.
تعلم أورنكزيب تعليماً مغولياً كان يشمل مواضيع مثل القتال والأمور الإدارية والعسكرية، كما كما تعليمه الأمور العلمية مثل الدراسات الإسلامية والأدب الفارسي والتركي، تميز أورنكزيب بطلاقة تحدثه في اللغة الهندية، في عام 1633 ميلادي كان أنّ يموت أورنكزيب وذلك عندما اخترق فيل حرب قوي المعسكر الإمبراطور المغولي، إلا أنّه تمكن من الدفاع عن نفسه وقتل الفيل ولقبه والده بالشجاع؛ وذلك لقوته في حوض الحروب، كان أورنكزيب مسؤول عن القوة العسكرية التي تم إرسالها لقمع التمرد في أوراش، قام بمهاجمة إقليم آخر؛ وذلك من أجل القضاء على حكم شاه جاهان، وتمكن في عام 1635 ميلادي من إزالة سينغ من الحكم.
في عام 1636 ميلادي تم تعيين أورنكزيب نائباً لملك الدكن، وذلك بعد أنّ قام بتدمير قوات شاه جيهان، أرسل الإمبراطور أورنكزيب قواته العسكرية وتمكن من إنهاء حكم سلالة شاهي، في عام 1637 تزوج أورنكزيب من الأميرة الصفوية دياراس بانو، في عام 1644 ميلادي تعرض أخت أورنكزيب جهانارا للحرق، وقد أدى ذلك الحادث إلى قيام مشاكل عائلية قادت إلى مشاكل سياسية، عانى أورنكزيب من استياء والده من خلال عدم العودة إلى أجرا، كان شاه جهان في ذلك الوقت يساعد جهانارا إلى استعادة صحته، لم يُسمح لأورنكزيب باستخدام الخيام الحمراء أو ربط نفسه بالمعايير العسكرية الرسمية للإمبراطور المغولي.
في عام 1645 ميلادي، تم منعه من دخول المحكمة، عينه شاه جيهان فيما بعد حاكماً لولاية غوجارات، تميز حكمه في ولاية غوجارات بالنزاعات الدينية، في عام 1647 ميلادي قام شاه جيهان بنقل أورنكزيب من ولاية غوجارات ليتولى الحكم في بلخ، غزى التركمان والقبائل الأوزبكية، في حين أن المدفعية والبنادق المغولية كانت قوة كبيرة، اضطر هو ووالده بعد ذلك إلى عقد صفقة مع الأوزبك، مقابل التنازل عن الأراضي في مقابل اعتراف اسمي بسيادة المغول، تعرضت القوة المغولية نتيجة هجوم الأوزبك إلى الضعف واستمرت الحملة لمدة استمرت عامين، والتي نتج عنها سقوط اورنكزيب ودفعه الكثير من الأموال في سبيل حملات فاشلة.
في عام 1649 ميلادي تم تعيين أورنجزيب حاكم في مولتان والسند، وعند توليه الحكم حاول طرد الصفويين من قندهار والتي كانت تحت حكم المغول لفترة طويلة، إلا أنّه لم يتمكن، يقال أنّ سبب فشل الحملات العسكرية التي كان يقودها تعود إلى نوع الأسلحة الضعيفة التي كان يستخدمها، بالإضافة إلى التمردات الداخلية التي كان يعاني منها في إمبراطوريته، تم تسليم أورنكزيب نائباً للملك في أراضي ديكان، حاول دارا شكوه في ذلك الوقت استرجاع قندهار، شعر أورنكزيب بأنّ دارا شكوه يتلاعب من خلفه؛ وذلك من أجل تحقيق مصالحه.
بدأت الأوضاع الاقتصادية بالتدهور أثناء حكم أورنكزيب وطلب منه والده الاهتمام بالقطاع الزراعي والعمل على تحسين الوضع وقال له بأنّ ياخذ القروض من الدول الصديقة ويعمل على تحسين وضع الإمبراطورية، اقترح أورنكزيب في أنّ يقوم بمهاجمة شاغلي سلالة غولكوندا، وذلك من أجل أنّ يتمكن من تحسين الأوضاع الاقتصادية، وأنّ تلك الطريقة سوف تساعد المغول في توسعة أراضيهم والحصول على المزيد من الأراضي.
تقدمت القوات العسكرية التابعة لأورنكزيب وسارت ضد سلطان بيجابور وتمكنت من محاصرة بيدار، في ذلك الوقت أصيب حاكم المدينة المحصنة بجروح بالغة، أدت في النهاية إلى موته، اعتقد أورنكزيب بأنّه تمكن من تحقيق النصر، إلا أنّه كان ما زال لم يتمكن من الدخول والسيطرة على المدينة وقد أد ذلك إلى شعوره بالحزن.
على الرغم من الصراعات الكثيرة التي خاضها أورنكزيب وتعرض الإمبراطورية المغولية خلال فترة حكمه لحالة من عدم الاستقرار، إلا أنّه تمكن من الحفاظ عليها وجعلها أكثر ازدهاراً واستولت الإمبراطورية المغولية أثناء فترة حكمه على الكثير من الأراضي.