ولد شهاب الدين محمد خرام في عام 1592 ميلادي، وكان يلقب باسم شاه جاهان الأول، وهو الإمبراطور الخامس للإمبراطورية المغولية، وصلت الإمبراطورية المغولية خلال فترة حكمه إلى ذروة ازدهارها المعماري والثقافي.
الإمبراطورية المغولية في ظل حكم شهاب الدين شاهجهان
شارك شاه جهان مع والده في الحملات العسكرية ضد راجبوت موار ولوديس ديكان، وفي عام 1627 ميلادي توفى جهانجير وبعد وفاته هزم شاه جيهان شقيقه الأصغر شهريار ميرزا وتوج نفسه إمبراطوراً في أجرا، بالإضافة إلى توليه الحكم في شهريار، قام شاه جيهان بإعدام معظم المنافسين له بالعرش، قام ببناء الكثير من المعالم الأثرية، بالإضافة إلى مسجد شاه جهان وتاج محل، حيث دفن زوجته ممتاز محل في تاج محل، ترأس شاه جيهان الحملات العسكرية ضد سلطنة الدكن، والحروب مع الصفويين والبرتغاليين، كما أنّه حافظ على علاقته مع الإمبراطورية العثمانية، تمكن خلال حكمه من قمع العديد من الثورات المحلية، وتمكن من مساعدة شعبه أثناء فترة المجاعات.
في عام 1657 ميلادي، تعرض شاه جيهان للمرض وقام بتعيين ابنه الأكبر دارا شكوه ليتولى الحكم من بعده، أدى ذلك إلى أزمة خلافة بين أبنائه الثلاثة، وبعد ذلك انتصر أورنجزيب ابن شاه جهان الثالث وأصبح الإمبراطور السادس، في عام 1658 ميلادي بعد تحسن شاه جهان من المرض ، وقام أورنجزيب بسجن والده في قلعة أجرا وبقي فيها حتى توفى وتم دفنه بجانب زوجته في تاج محل، عُرف خلال حكمه التخلص من السياسات الليبرالية التي أسسها أكبر، وخلال حكم شاه جهان، بدأت حركات النهضة الإسلامية والتي ساعدت في تحسين السياسات المغولية.
عندما ولد شهاب الدين اعتبره أكبر أنّه سوف يجلب الخيرات وأصر أنّه يجب على الأمير يقيم في منزله بدلاً من منزل سالم، وتم بعد ذلك تكليفه برعاية رقية سلطان بيجوم، تولى رقية المسؤولية الأساسية عن تربية شهاب الدين، في عام 1605 ميلادي توفي جده أكبر وعاد بعد ذلك إلى رعاية والدته، وأصبح يحضر دروس الدين والعلم، عندما كان طفلاً تلقى شهاب الدين تعليماً يليق بمكانته كأمير مغولي، وتم تدريبه العسكري والتعرف على مجموعة من الفنون الثقافية، مثل الشعر والموسيقى، لم يكن الأمير خورام على دراية إلا ببعض الكلمات التركية ولم يبد اهتمامًا كبيرًا بدراسة اللغة عندما كان طفلاً.
تولى شهاب الدين شاهجهان
منذ صغره تعلق خورام في الأدب الهندي، وقد تم ذكر رسائله الهندية في كتب والده، في عام 1605 ميلادي بينما كان أكبر يصارع الموت بقي شهاب الدين في ذلك الوقت يبلغ ثلاثة عشر عاماً، يجلس إلى جانب جده، وبسبب الصراعات السياسية التي كانت قبل وفاة أكبر، كان خرام يعاني من خطر جسدي؛ بسبب المعارضين السياسيين لوالده، وتم أمره العودة إلى منزله حتى تتحسن صحته، في عام 1605 ميلادي، تولى والده العرش وذلك بعد سحق تمرد من قبل الأمير، بقي شهاب الدين بعيداً عن سياسات البلاط والمكائد، ترك شهاب الدين رعاية رقية وعاد بعد ذلك إلى رعاية والدته.
تمتع شهاب الدين بالحماية الإمبراطورية والرفاهية وتم السماح له بالاستمرار في التعليم والتدريب، وعاش شهاب الدين في تلك الفترة في حالة من الاستقرار والهدوء وساعده ذلك ببناء قاعدة دعم خاصة به في البلاط المغولي، والتي قادته فيما بعد، أصدر جهانجير خورام أوامر بحماية القصر والخزانة وذهب هو لمتابعة خسرو، وأصدر أوامر فيما بعد بإحضار مريم الزماني وجدته وحريم جهانجير إليه، خلال تمرد خسرو الثاني، أبلغه مخبرو خرام عن تجمع 500 رجل بتحريض من كسرى وظلوا في انتظار الإمبراطور، اعتمد خرام هذه المعلومات على جهانجير، كان جهانجير في ذلك الوقت يزن خورام مقابل الذهب والفضة وغيرها من الثروات في قصره في أورتا.
عانى شهاب الدين من الصراعات الطويلة بين والده وأخيه غير الشقيق خسرو ميرزا، بدأ شهاب الدين في التقرب من والده ومع مرور الوقت، بدأ والده يعتبره الوريث الفعلي من بعده في حكم الإمبراطورية المغولية، أُعطي هذا الوضع المصادقة الرسمية عندما منح جهانجير ساركر حصار فيروزا، الذي كان تقليدياً إقطاعية للوريث الظاهري، في عام 1611 ميلادي تزوج شهاب الدين من نور جهان والتي أصبحت بعد زواجها من جهانجير لها دوراً فعلاً في القرارات التي يتخذها جهانجير، إلا أنّها أصبحت أكثر غارقة في النبيذ والأفيون، كانت تعتبر القوة الفعلية وراء العرش، حصل أقاربها على مناصب مهمة في البلاط المغولي، وسماها المؤرخون اسم نور جهان العسكري.
في ذلك الوقت كان شهاب الدين في صراع دائم مع زوجة ابيه نور جهان التي فضلت صهرها شهريار ميرزا لخلافة عرش المغول عليه، حاولت إضعاف موقعه في محكمة موغال من خلال إرساله في حملات بعيدة في ديكان مع ضمان منح العديد من الخدمات لصهرها، بعد أنّ شعر خورام بالخطر الذي يتعرض له وضعه حيث ثار الوريث على والده عام 1622 ميلادي، لكنه لم ينجح وفقد في نهاية المطاف مصلحة والده، قبل عام من وفاة جهانجير بدأت عملية سك العملات المعدنية والتي تم نقش اسم نور جهان إلى جانب اسم جهانجير.
في عام 1627 ميلادي توفي جهانجير، بدأت الصراعات بين شهاب الدين وأخيه غير الشقيق شهريار ميرزا لتولي الحكم في الإمبراطورية المغولية، تمكن شهاب الدين من تحقيق النصر في معركة الخلافة وأصبح بذلك الإمبراطور المغولي الخامس، وعندما تولى الحكم حرم زوجة أبيه نور جهان من مكانتها الإمبراطورية وامتيازاتها ومنحها الاقتصادية ووضعت قيد الإقامة الجبرية بأمر من شهاب الدين وعاشت في عزلة حتى توفت.
حسب نظام الإمبراطورية المغولية لم يكن يحدد الحكم من خلال الحكم الوراثي، بينما كان يتم من خلال الأبناء الأمراء لتحقيق النجاحات العسكرية وتثبيت حكمهم في المحكمة، وقد أدى ذلك بشكل مستمر إلى قيام تمردات وحروب على الحكم، وقد أدى ذلك إلى قيام نظام سياسي معقد في الإمبراطورية المغولية، وخاصة عند تولي كرام الحكم وكان يعاني من الصراعات المستمرة في الإمبراطورية، حيث بدأت المكائد تحاك ضده من أخوته ولم يكن حينها قادراً الصمود في وجهم، ومن ثم بدأت الصراعات الداخلية وحصل انقسامات داخل الإمبراطورية المغولية.
عند توليه الحكم حصلت عملية حصار قندهار وحاول الحفاظ عليها، إلا أنّه كان يتعرض لعدد من الصراعات وانقسم عن حكمه عدد من الطبقات الحاكمة والتي كانت تدعم والده في الحكم من قبله، حاول الصمود في وجه التمردات وقمع التمردات ومحاولة السيطرة على الوضع، إلا أنّه لم يتمكن من ذلك واستمر في الصراعات، إلا أنّه تمكن من جعل الإمبراطورية المغولية في حالة من الازدهار الفني والثقافي.