يعتبر إمبراطور روماني ولد سنة 347 في جنوب إسبانيا كان نجل قائد رفيع المستوى، وتحت قيادته ترقى في صفوف الجيش وتولى قيادة مستقلة في مويسيا، حيث حقق بعض النجاح ضد غزو سارماتيين وبعد ذلك بوقت قصير أجبر على التقاعد وأعدم أباه في ظروف غامضة، لكنه سرعان ما استعاد منصبه بعد بعض المؤامرات وعمليات الإعدام في محكمة الإمبراطور جراتيان.
لمحة عن ثيودوسيوس الأول
لقد كان من أشد المؤيدين للعقيدة المسيحية حول وحدة الجوهر وعارض الآريوسية فعقد مجلس الأساقفة في القسطنطينية، حيث أكد هذا المجلس أن وحدة الجوهر كانت أرثوذكسية وأن الآريوسية كانت هرطقة.
بالرغم من أنه لم يفعل الكثير للتدخل في عمل الطوائف الوثنية، وعين الكثير من الأشخاص ذو الديانة غير المسيحيين في المناصب العليا، إلا أنه فشل في منع أو معاقبة تدمير العديد من المعابد الهلنستية في العصور القديمة من قبل المتعصبين المسيحيين.
حياة ثيودوسيوس الأول
خلال فترة حكمه السابقة حكم المقاطعات الشرقية، بينما ترأس الإمبراطور جراتيان وفالنتينيان الثاني اللذان تزوجا أخته الغرب، واتخذ عدة إجراءات لتحسين العاصمه ومقر إقامته الرئيسي في القسطنطينية، حيث كان أبرزها توسيع منتدى توري الذي أصبح أكبر ساحة عامة معروفة في العصور القديمة.
كان إدارياً مجتهداً صارماً في عاداته ورحيماً وشديد التدين وبعد موته كان ينظر إليه على أنه بطل الأرثوذكسية المسيحية الذي قضى بشكل حاسم على الوثنية، حيث يعود الفضل إليه في قيادة إحياء الفن الكلاسيكي الذي أطلق عليه بعض المؤرخين عصر النهضة الثيودوسي.
بالرغم من أنه قام بتهدئه القوط وضمن السلام للإمبراطورية الرومانية خلال حياته، إلا أن وضعهم ككيان مستقل داخل الحدود الرومانية تسبب في مشاكل للأباطرة المتعاقبين، بالإضافة إلى أنه تلقى انتقادات لدفاعه عن مصالح عائلته على حساب حربين أهليتين أثبت أن والديه حاكمان ضعيفان.
وفي نهاية ذلك كان قد انعقد المجمع المسكوني الأول في القسطنطينية، وعلى الرغم من المشاكل العديدة والمضاعفات العديدة التي حدثت بسببه بما في ذلك عدم دعوة أبرشيات الغرب، فقد اعتبره القديس غريغوريوس أحد المجالس الأربعة التي يحترمها ويكرمها وكذلك الأناجيل الأربعة المقدسة وترأس السينودس أولاً أسقف أنطاكية الذي توفي أثناء لم شمله.