التاريخ القديم والحديث لمدينة سان بيدرو الفلبينية

اقرأ في هذا المقال


تعد مدينة سان بيدرو من المدن الفلبينية القديمة والتي جرت حولها مجموعة من الصراعات منذ بداية تأسيسها وعلى الرغم من تاريخ المدينة الذي يعود إلى العصر الحجري، إلا أنّ مدينة سان بيدرو لم تكن معروفة في ذلك الوقت في ذلك الاسم، حيث كانت في السابق عبارة عن أراضي شاسعة تسكنها مجموعة من القبائل التي كانت ذات أصول متعددة.

تاريخ مدينة سان بيدرو القديم

ويقال أنّ الشعوب التي أقامت فيها يعود أصلها إلى خارج أراضي قارة آسيا وخلال العصر البرونزي بدأت عملية التنقل في المدينة من أراضيها إلى المدن المجاورة لها، وكانت تعد مركز للتنقل والربط بين المدن الموجودة في جنوب شرق آسيا، بدأت حقبة الممالك المتحاربة وكانت مدينة سان بيدرو من أهم الممالك التابعة لسلالة وو وكانت الصراعات تسير بشكل كبير على المدينة بين الممالك في ذلك الوقت وجرت الصراعات بين حكام سلالة وو للسيطرة على مدينة سان بيدرو.

أثناء قيام إسبانيا ببناء إمبراطورية استعمارية لها في جنوب شرق آسيا، اختارت مدينة سان بيدرو عاصمة لتلك الإمبراطورية ولم تكن مدينة سان بيدرو تحمل ذلك الاسم من قبل، ولعل اختيار إسبانيا لها؛ هو بسبب الموقع الذي تتميز فيها المدينة ووجودها في منتصف المدن الفلبينية، خلال ذلك الوقت كانت الإمبراطورية اليابانية تسعى إلى السيطرة على كافة المدن الموجودة في جنوب شرق آسيا ودار صراع بينها وبين الإمبراطورية الإسبانية الاستعمارية وكان الحكم الياباني في مدينة سان بيدرو عبارة عن حكم استبدادي.

تحالفت الفلبين بعد ذلك مع الولايات المتحدة الأمريكية وكانت تسعى من خلال ذلك التحالف إخراج القوات اليابانية من المدينة وقامت بعد ذلك الحرب العالمية الأولى وعلى الرغم من انتهاء الحرب، إلا أنّ اليابان بقيت مسيطرة على مدينة سان بيدرو ومعظم المدن الفلبينية ومع نهاية الحرب العالمية الثانية.

تم تسمية مدينة سان بيدرو على اسم شفيعها بطرس الرسول، أُطلق على مدينة سان بيدرو لقب مدينة النوم في مترو مانيلا والمهاجرون من المقاطعات الأخرى الذين يتنقلون كل يوم من خلال نظام الطرق والنقل عالي الكفاءة، على الرغم من كونها واحدة من أصغر الوحدات السياسية في المقاطعة بأكملها، فإنّ مدينة سان بيدرو هي رابع أكبر مدينة من حيث عدد السكان من أصل ستة مدن بعد مدينة كالامبا ومدينة سانتا روزا ومدينة بيانيان، تتمتع المدينة أيضاً بأعلى كثافة سكانية في مقاطعة لاغونا.

كانت المنطقة التي توجد بها مدينة سان بيدرو الحديثة بمثابة المستوطنة الأصلية تاغالوغ قبل قرون من الاتصال الإسباني، قدم الجنرال لاجونا دي باي وعبر نهر سان إيسيدرو وذلك في سبيل العيش والحصول على الغذاء للمستوطنين الأوائل، يعود تاريخ نقش لوغنا إلى 900 بعد الميلاد، حيث تم العثور على نظام حكم توندو القديم في لومبون في أراضي لامبينغ؛ ممّا يعطي فكرة أنّ منطقة سان بيدرو التي استقرت بعض شعوب البرانجا القديمة المستقلة فيها، كانت تحت التأثير إنّ لم تكن مباشرة تحت شبكة تحالف لاكان توندو.

في عام 1571 ميلادي أعلن ميغيل لوبيز دي ليجازبي أنّ مستوطنة تسمى توبوكو وهي مصطلح تاغالوغ قديم يعني الجزء الأخير من النهر سيتم تحويلها إلى إكيموندو أو بلدة تحت قيادة كاسبر راميريز، بعد شهر من قيام ميغيل لوبيز دي ليجازبي بتأسيس مانيلا كعاصمة لجزر الهند الشرقية الإسبانية أسس خوان دي سالسيدو حفيد ليجازبي والغزو أثناء استكشاف منطقة لاجونا دي باي  مستوطنة في بينان التي تم ضمها كباريو إلى تابوكو وهي منطقة كبيرة، البلدة التي تضمنت أيضاً ما يُعرف الآن باسم مدن سان بيدرو وسانتا روزا وكابوياو.

أصبحت مدينة سان بيدرو دي توناسان مدينة في عام 1725 ميلادي بناءً على طلب سان برينسي برينسيباليا بقيادة ألونزو ماغتيباي وفرانسيسكو سانتياغو وإغناسيو دي جيفارا ووافق عليها الحاكم العام ورئيس أساقفة مانيلا فرانسيسكو دي لا كويستا الملك فيليب الخامس أصدر ملك إسبانيا مرسوماً يقضي بأنّ تكون المدينة التي كانت تعرف في القديم باسم تبوكو وكانت مدينة مستقلة في حكمها عن كابوياو المعروفة الآن باسم مدينة كابوياو، أصبح فرانسيسكو سانتياغو بعد ذلك أول عمدة للبلدة المشكلة حديثاً.

بحكم الوصية الأخيرة للملك فيليب الخامس ملك إسبانيا رودريغيز دي فيغيروا أو دون إستيبان حصلت مجموعة من الآباء الأوغسطينيين على ملكية تونسيان، في وقت لاحق أصبحت مدينة سان بيدرو مزرعة وهي مجموعة من الرهبان اليسوعيين الذين استولوا على الممتلكات التي تُعرف الآن باسم مدينة سان بيدرو، تعني كلمة تانسان حرفياً مكان يوجد فيه نباتات طبية.

أثناء الثورة الفلبينية وبعد إعدام أندريس بونيفاسيو بروكوبيو بونيفاسيو في ماراجوندون كافيت والتي قامت في عام 1897 ميلادي غادرت مجموعة جريجوريا دي جيسوس  إلى سان مدينة بيدرو توناسان للاختباء، تم الترحيب بهم من قبل جريجوريا أوليفاريس من سكان مدينة سان بيدرو واستقروا فيها، في عام 1902 ميلادي تم تبسيط اسم مدينة سان بيدرو دي توناسان إلى سان بيدرو، أصبح باريو يسمى تانسي سولا والتي كانت جزءاً من مقاطعة مانيلا عندما باعتها بلدة سان بيدرو، في عام 1907 ميلادي خلال الحكم الأمريكي حتى بعد الاحتلال الياباني للفلبين تغير الوضع في المدينة قليلاً.

خلال الحرب العالمية الثانية كان الكابتن أبيلاردو ريموكيو في عام 1922 ميلادي المعروف بين أقرانه وأعداء الحرب والمعجبين به باسم الكابتن ريمو مقاتلاً شاباً من مدينة سان بيدرو لاغونا حارب الجيش الإمبراطوري الياباني، انضم إلى حرب العصابات هومتوس روتوك وحارب الغزاة من جبهات مختلفة لجنوب لوزون وشارك أيضاً في الغارة الشهيرة في لوس بونوس.

تاريخ مدينة سان بيدرو الحديث

في عام 1954 ميلادي وقع الرئيس رامون ماجسايساي في ساحة المدينة التاريخية قانون إيجار الأراضي بموجب هذا القانون اشترت الحكومة الفلبينية قطعاً زراعية من المزرعة لبيعها بسعر التكلفة للمستأجرين أو المقيمين في المزارع في بيانان في إطار مشروع تسوية نارا التابع لإدارة ماجسايساي، أصبحت مدينة سان بيدرو منطقة إعادة توطين للعائلات في مترو مانيلا في عام 1968 ميلادي واستمر الوضع حتى عام 1971 ميلادي وزاد عدد سكانها بشكل كبير مع ظهور العديد من مشاريع الإسكان.

أحدثت الإدارة التي أعقبت رؤساء البلديات السابقين فيليشي سيمو فيرنزا وكاليكستو كاتاكيز تغييرات مهمة في المشهد السياسي والاقتصادي والثقافي لمدينة سان بيدرو، كانت هناك تطورات تجارية وصناعية كبيرة خلال إدارة ميور فيزورن ابتداءً من عام 1972 ميلادي بينما ركزت إدارة ميور كاتوز التي استمرت 12 عاماً في 1986 ميلادي على التقسيمات السكنية مع مشاريع البنية التحتية الضخمة وبرامج التجميل.


شارك المقالة: