التغير الاجتماعي والحراك الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


كان التغير الاجتماعي في يوم من الأيام أحد أهم وأصعب المشكلات في علم الاجتماع، حاول (أوستا كومبي) وبعض علماء القرن التاسع عشر تحديد أسباب واتجاهات التغير الاجتماعي، وبشكل خاص بعد نتائج الثورة السياسية في فرنسا والثورة الصناعية في إنجلترا.

التغير الاجتماعي والحراك الاجتماعي:

إن التغير الاجتماعي يرتبط بالحراك الاجتماعي ويعني انتقال الأفراد والجماعات من مركز اجتماعي إلى مركز اجتماعي آخر في نفس المجتمع أو في مجتمعات أخرى، وهذا يؤدي إلى لعب أدوار ومكانات جديدة تعمل على ترجمة السلوكيات المتوقعة من المجتمع لسلوكات الفرد في داخل المجتمع، ترتبط هذه السلوكيات بالموقف الاجتماعي للفرد من الممكن أن يشغل المركز الاجتماعي الفرد بسبب عمره أو جنسه أو تحصيله التعليمي، مما يؤثر أيضًا على دخله ونمط حياته واحترامه في المجتمع، مثل المعلم والمحامي والطبيب والمهندس وغيرهم، ومن الممكن أن يكون المركز الاجتماعي متوارث.

أصبحت عملية البحث عن عمليات التغير الاجتماعي أو المتغيرات الاجتماعية التي تقوم بالكشف عن قوانين التغير الاجتماعي في داخل المجتمعات، والنقاط المحورية التي تبين اهتمام علماء علم الاجتماع في القرن التاسع عشر، كما أن ظهور المجتمع الرأسمالية والحركات الاجتماعية الثورية التي صاحبته بما في ذلك النمو المجتمعات الحضرية وتطور الاتجاه الصناعي وانتقال الأشخاص والأفكار والجماعات هو الحركة التي يقوم عليها الناس وتقوم عليها الأفكار والجماعات.

كانت معظم النظريات التي ظهرت خلال هذه الفترة ذات طبيعة ثورية، وتعد نظريات كارل ماركس في هذا الموضوع هي الأكثر شيوعًا، خاصة عندما تؤكد على أن نظام الإنتاج، أي تكنولوجيا الإنتاج والعلاقات الاجتماعية التي ترتبط بها، هذا هو العنصر الأساسي في المجتع، أو أنه البنية التحتية التي تقوم عليها جميع الأنظمة السياسية والدينية والعائلية التي تشكل البنى الفوقية في المجتمع.

مع تقدم التكنولوجيا فإن إمكانية استخدام أنظمة إنتاج جديدة تؤدي إلى إدخال طبقات جديدة لاستغلال بعض القوة أو القوة السياسية والاقتصادية للطبقة الاجتماعية، لذلك يعتقد ماركس أن تاريخ المجتمعات لا يختلف عن تاريخ التغير الطبقي، في أوائل القرن العشرين تحولت محاولات التنظير على نطاق واسع من مجال علم الاجتماع  وركزت على تعليم مجتمعات وأنظمة محلية أكثر تحديدًا باستخدام هذه الطريقة.

الحراك الاجتماعي:

إنها الحركة والتغير بين طبقات السلم الاجتماعي وتحول الوضع الاجتماعي للفرد من شكل إلى آخر، حيث يمكن أن يكون هذا التغير تصاعديًا أو تنازليًا أو من مكان إلى مكان ولا يمكن تحديده سواء كان هذا التغيير لسبب جيد أو سيء، يعود أصل مفهوم الحراك الاجتماعي إلى عالم الاجتماع الأمريكي والناشط السياسي الروسي بيتريم سوروكين قدم مفهوم الحراك الاجتماعي في كتابه الحراك الاجتماعي والثقافي.

حيث إنه لا يوجد مجتمعان متشابهان من حيث الحركة التي يُسمح بها بين الطبقات الاجتماعية، وأن سرعة التي يحدث بها الحراك الاجتماعي بين الطبقات الاجتماعية من الممكن أن تتغير من زمن معين إلى آخر، وذلك اعتمادًا على درجة التطور والتغير  في داخل المجتمع.

إذا كان المجتمع منغلقًا يكون التنقل أو الحراك الاجتماعي بين الطبقات الاجتماعية مستحيلًا، وبالتالي فهذا يعني أن الأفراد يولدون أو يعيشون أو يتزوجون في نفس الطبقة مثل أسرهم الاجتماعية، فإن تطور أنظمة الطبقات الاجتماعية هو أمر نادر الحدوث.

إن نظام الطبقات موجود في العديد والكثير من البلدان حول العالم مثل جنوب إفريقيا والهند، على سبيل المثال في الهند عندما يولد الطفل في عائلة من الطبقة الدنيا فإنه ينتمي إلى الطبقة التي لا يمكن تعويضها، والتي لا يمكن أن تصبح عضوًا في الطبقة العليا من المجتمع.

إذا كان المجتمع مفتوحًا فسيكون الحراك الاجتماعي والتنقل بين الطبقات الاجتماعية ممكنًا، ويحدث بطريقة أسهل للجميع، وتركز عملية الحركة على المستوى التعليمي للأفراد، ويجب الإشارة أن هذا النظام الطبقي مطبق ومعمول به في أمريكا، مما يعني أن الحراك الاجتماعي بين الطبقات في المجتمع الأمريكي هو عملية محتملة، وليست عملية مستحيلة وهي تحدث بطريقة معينة.

العوامل التي تؤثر على الحراك الاجتماعي:

1- دافع الفرد ورغبته في الحصول على مستوى معيشي أفضل من الآن، إذا كان الشخص يعيش في مجتمع يتسم بنظام طبقي مفتوح يمكنه تحقيق ما كان يبحث عنه من موقع اجتماعي متميز.

2- لا يساعد التعليم كتعليم الشخص على اكتساب المعرفة والمهارات فحسب، بل أيضًا لشغل مناصب مهنية عالية.

3- اكتساب وتعلم مهارات جديدة والتدريب.


شارك المقالة: