التغير الاجتماعي وجوانب التأثير الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


من أهم مظاهر التأثير غير المسبوق للتغيرات الاجتماعية السريعة خاصة على مستوى التكنولوجيا والعلوم في إطار ما يسمى بالثورة الصناعية الرابعة، والتي جوهرها الذكاء الاصطناعي وهو مجتمع مرتبط بالواقع الاجتماعي لمختلف البلدان من ناحية أخرى يتعلق الأمر بالتأثير على الهوية والقيمة فضلاً عن نمط استقرار العلاقة ومصدر التوتر.

التغير الاجتماعي وجوانب التأثير الاجتماعي:

هناك حاجة ملحة للمهنيين وخاصة علماء الاجتماع والاقتصاديين وغيرهم للاهتمام بدراسة الأثر الاجتماعي للتغير؛ لأن هذا الأمر يتعلق بالضمان الاجتماعي، والضمان الاجتماعي هو جوهر الأمن القومي لأي دولة وهو مرتبط ببقاء البشرية على أساس الاختراعات التكنولوجية التي تغير كل شيء على سطح الأرض ومكانة البشر في الكون.
حتى عالم الفيزياء البريطاني الشهير ستيفن هوكينج حذر من أن الذكاء الاصطناعي قد يمهد الطريق لنهاية البشرية إذا علمنا أن شخصًا ما يبحث عن روبوتات يمكنها الشعور والحب والكراهية والاستجابة للمنبهات ولديها القدرة على التطور فهذا ليس تحذيرًا مبالغًا فيه.
عادة بغض النظر عن الحجم أو الطبيعة أو المجال من المستحيل التحدث عن أي جانب من جوانب التغير ولكن هناك دائمًا جانبان أو حتى جوانب متعددة، لا شك أن للتغير آثار اجتماعية إيجابية كثيرة وفي مقدمتها التطورات التكنولوجية الضخمة خاصة في مجالات الاتصال ووسائل التواصل الاجتماعي.
يعمق التواصل والتعارف بين المجتمعات المختلفة من حيث الدين واللغة والعادات والتقاليد وما إلى ذلك وهذا يقوي قيمة هذه المجتمعات المنفتحة، ويساعد على قبول للآخرين ويواجه التشوهات التي تحافظ عليها بعض المجتمعات أو الناس مع المجتمعات والأشخاص الآخرين أو التأثير السلبي للقوالب النمطية غير الواقعية.
من ناحية قد يساعد في تقوية دعائم السلام الاجتماعي ومن ناحية أخرى قد يساهم في السلام العالمي والثاني أن التكنولوجيا الحديثة تساعد على إنشاء آليات فعالة وسريعة وغير تقليدية لكشف العيوب في المجتمع، بدلاً من الآليات التقليدية البطيئة والمعقدة وغير الفعالة والأدوات الأكثر كفاءة وسرعة واحترافية لتقديم الخدمات مما سيؤدي إلى الرضا الاجتماعي.
يقلل من أسباب التوتر والازدحام تساعد التكنولوجيا وخاصة تقنية الذكاء الاصطناعي بصورة كبيرة في تحديد وتحليل التفاعلات والأفكار والاتجاهات في المجتمع، ومن ثم القدرة على التنبؤ بالمسارات المستقرة وغير المستقرة والعثور على الأسباب الجذرية للأخطار والتهديدات والاستجابة لها بفاعلية.

آثار التغير الاجتماعي السلبية:

هذا التغير له العديد من الآثار الاجتماعية السلبية والتي يجب الانتباه إليها والتنبؤ بها أولاً وقبل كل شيء أصبحت القدرة على اختراق المجتمع والتأثير على أفكاره واتجاهاته خطيرة بشكل متزايد؛ لأن تقنية الذكاء الاصطناعي تمكن البلدان ذات القدرات الخارقة أن تؤثر على المجتمعات في الدول الأخرى.
خاصة أولئك الذين ليس لديهم هذه التكنولوجيا، وليس لديهم آلية دفاع ضد هذه التكنولوجيا، وبالتالي لها التأثير السلبي على القيم التي ضمنت التماسك الاجتماعي والقوة والاستقرار على مر السنين بسبب قوة الآلات والسيطرة على جميع جوانب الحياة والمنافسة مع البشر في مختلف المجالات.
سيؤدي هذا إلى تدهور تدريجي في القيم الإنسانية مثل التعاون والرحمة والتضامن وغيرها من القيم الاجتماعية والإنسانية حيث يفرض منطق الآلة نفسه على المجتمع، عندها سينخفض ​​الاعتبار الإنساني قد يؤدي هذا إلى زيادة الصراع والعنف وزيادة في المشكلات الاجتماعية.
نشر الثقافة الخارجية في مجتمعات معينة وذلك بفضل ملاءمة تكنولوجيا الاتصال ونشر الأفكار والاتجاهات والثقافات أدى إلى ظهور الميول الثقافية للعنصرية والعلمانية والقومية في مجتمعات معينة استجابة للثقافات الأجنبية “غزوه” الحقيقي أو المتخيل.
للدفاع عن هويتها وخصوصيتها، لأن العديد من المجتمعات تفقد هويتها تدريجياً بوعي أو بغير وعي بسبب هيمنة الثقافات الأجنبية، ليس لها الحق في إيقاف هذا الخطر الأشخاص الذين أنشأوه لديهم ميل شديد لمواجهة هذه الثقافات المهاجرة أو على الأقل وضع الثقافة المحلية جانبًا بدلاً من الاختفاء.
أحدثت التكنولوجيا الحديثة (أهمها ثورة الاتصالات ومنتجات الذكاء الاصطناعي) العديد من المشكلات المعقدة في المجتمع والتي قد تقلق استقراره لأسباب عديدة، أهمها زيادة البطالة وفيما يتعلق بمفاهيم مثل الحرية والحقوق.
توفر التكنولوجيا قنوات لا يمكن السيطرة عليها لخدمة هذه الاحتجاجات أدت ثورة الاتصالات إلى انفتاح المجتمعات عندما تقارن المجتمعات الفقيرة والمتخلفة بالمجتمعات الغنية والمتقدمة، يزداد معدل الغضب وعدم الرضا ووعند مقارنتها بالمجتمعات الديمقراطية بالمجتمعات التي تفتقر إلى الديمقراطية.

إن الآثار السلبية والإيجابية للتغير أو بعضها تختلف في كل المجتمعات وليست حتمية ولا رجعة فيها، ليس هناك شك في أن الدول المتقدمة لديها تقنيات حديثة وأهمها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتشارك بشكل كبير في تطويرها ولديها مجتمع متقدم ومتطور وشعب واعي ومتعلم حيث تتسع مساحة التغير ليكون لها تأثير اجتماعي إيجابي.


شارك المقالة: