متى قامت الحملة الصليبية الأولى؟
كانت الحملة الصليبية الأولى (1095-1102) حملة عسكريّة قامت بها قوات أوروبا الغربيّة لاستعادة القدس والأراضي المقدسة من سيطرة المسلمين وجعلها تحت حكم المسيحيين، قادها البابا أوربان الثاني بعد نداء من الإمبراطور البيزنطي أليكسيوس الأول كومنينوس، انطلق حوالي (60.000) جندي ونصف على الأقل من غير المقاتلين في مهمتهم.
قاد الحملة العديد من الأمراء والقادة، كانت خطتهم تقوم على افتراقهم في أربع طرق وبعد ذلك يجتمعوا بالقسطنطينيّة، استمروا بالزحف حتى وصلوا إلى القدس عام (1099) وحاصروها لمدة (40) يومًا.
نجح الصليبيون بالاستيلاء على القدس عام (1099)م، وأسسوا مملكة بيت المقدس (وهي مملكة كاثوليكيّة أُنشئت في بلاد الشام، بعد الحملة الصليبيّة الأولى، وكانت من أكبر الممالك الصليبيّة في الشرق وقاعدتهم الأساسيّة) وعلى الرغم من استمرار سيطرة الصليبين لمدة أقل من قرنين، إلاّ أنّ الحملة الصليبية الأولى تُعتبر نقطة محوريّة في توسع الغرب، وكان من أهم أسباب الهزيمة في هذه الحملة، ضعف وانقسام العالم الإسلامي، فكانت الخلافات بين الفاطميين بالقاهرة والسلاجقة الأتراك في الأناضول قائمة آنذاك.
بعد الحملات في آسيا الصغرى والشرق الأوسط، تمت استعادة المدن الكبرى مثل نيقية وأنطاكية ثم في (15) يوليو (1099) م القدس نفسها، ستتبع العديد من الحملات الصليبيّة، وستتسع الأهداف، كما هو الحال مع مجال الصراع، بحيث تتعرض القسطنطينيّة للهجوم في الحملات اللاحقة.
أسباب الحملة الصليبية الأولى:
كان أول وأهم إجراء لإشعال الفتيل الذي سيحترق في نهاية المطاف إلى انفجار الحملة الصليبية الأولى هو صعود السلاجقة المسلمين، وهم قبيلة تركيّة من السهوب.
حقق السلاجقة انتصارات مُهمة في آسيا الصغرى ضد الجيوش البيزنطيّة، ولا سيما في معركة مانزكيرت في أرمينيا القديمة في أغسطس (1071) م، نتيجة لذلك سيطروا على مدن عظيمة مثل الرها وأنطاكية، في عام (1078) أنشأ السلاجقة سلطنة رم وعاصمتهم في نيقية في بيثينيا في شمال غرب آسيا الصغرى.
بحلول عام (1087) م كانوا قد سيطروا على القدس، أدرك الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس الأول كومنينوس (حكم 1081-1118 م) أنّ التوسع السلجوقي في الأراضي المقدّسة كان فرصة للحصول على مُساعدة الجيوش الغربيّة في معركته للسيطرة على آسيا الصغرى.
وبعد ذلك ناشد ألكسيوس الغرب في مارس (1095)، تمّ إرسال النداء إلى البابا أوربان الثاني (حكم 1088-1099 ) الذي أثبت استجابته بشكل ملحوظ، كما فعل آلاف الفرسان الأوروبيين، كان البابا أوربان الثاني قد أرسل بالفعل قوات لمساعدة البيزنطيّين في عام (1091) ضد بدو السهوب (البشناق) الذين كانوا يغزون منطقة الدانوب الشماليّة للإمبراطوريّة.
تمّ استعداده مرة أخرى للمساعدة لأسباب مختلفة، كانت الحملة الصليبيّة لإعادة الأراضي المقدسة تحت السيطرة المسيحيّة غاية في حد ذاتها – ما هي أفضل طريقة لحماية مواقع مهمة مثل قبر يسوع المسيح القبر المقدس في القدس، المسيحيون الذين يعيشون هناك أو يزورون الحج يحتاجون أيضًا إلى الحماية.