يشير علماء الاجتماع إلى أن سيميائية تشارلز ساندرز بيرس هي سيميائية رائدة ومهمة للغاية، وفي هذه الدراسة يبحث علماء الاجتماع توضيح أن عمل تشارلز بيرس في الإدراك قائم على الخبرة.
الخبرة والإدراك في سيميائية تشارلز بيرس
يعتبر تشارلز ساندرز بيرس مؤسس كل من البراغماتية والسيميائية الأمريكية، ومُنظرًا رائدًا ومهمًا للغاية، وفي هذه الدراسة يبحث العلماء من جميع أنحاء العالم في طبيعة وأهمية عمل تشارلز بيرس في الإدراك والأيقونة والتفكير التخطيطي القائم على الخبرة ونبذ أي انقسام صارم بين النشاط الذهني التقديمي والتمثيلي.
فإن نظريات تشارلز بيرس تحوّل النماذج الأرسطية والهيومية والكانطية التي لا تزال سائدة اليوم، وبذلك تشكّل مسارًا جديدًا لفهم مركزية التفكير البصري في العلوم والتعليم والفن والتواصل، وتغطي الدراسات في هذه المجموعة مجموعة واسعة من القضايا المتعلقة بنظريات تشارلز بيرس، بما في ذلك تصور العمومية.
وإرث الأفكار هو نسخ الانطباعات والخيال ومساهمته في المعرفة، والرسوم البيانية والرسوم البيانية المنطقية والسؤال عما إذا كانت أيقونيتها تميزها عن الأنواع الأخرى من الرموز الرمزية، وكيف تساهم الصور والرسوم البيانية في الاكتشاف العلمي وتجعل من الممكن إدراك العلاقات الرسمية، وأهمية وخطورة استخدام المخططات لتوصيل الأفكار العلمية.
وهذه الدراسة هي مصدر رئيسي للباحثين المهتمين بفلسفة تشارلز بيرس وعلاقتها بالقضايا المعاصرة في الرياضيات وفلسفة العقل وفلسفة الإدراك والسيميائية والمنطق والتفكير البصري والعلوم المعرفية، وأهمية وخطورة استخدام المخططات لتوصيل الأفكار العلمية.
والخبرة أن هذه الفئات الأساسية فيما بعد مشتقة من علامة الفكر وقضايا الوظيفة التمثيلية في ملاحظته إنه في الإدراك هناك ثلاثة عناصر:
أولاً، الوظيفة التمثيلية التي تجعلها تمثيلاً.
ثانياً، الوظيفة التطبيقية النقية، أو الاتصال حقيقي، والذي يجمع فكرة واحدة مع أخرى.
ثالثاً، جودة المواد أو كيف تشعر، مما يعطي فكرة عن جودتها.
وفي وقت لاحق في عام 1903 في تطوير ظواهره، استقطب تشارلز بيرس علم الجمال بالإشارة إلى عين الفنان الشعرية ويميز بأنه حاضر محض وفوري، ويُنظر إلى الأولى على أنها أي صفة بسيطة وإيجابية للشعور، وكشيء يناسب الوصف.
وهو ما هو بغض النظر عن أي شيء آخر، وفي مكان آخر يربط تشارلز بيرس البداية بمفهوم مجرد قد يكون يشكل حيوية الشعور، وهي إمكانية توفر إمكانية نوعية للتعبير وتوجيهها نحو وضع إشارة، ومع ذلك يجب تمييزها من أجل فصل عالم حاضر من الهوى من واقع مستقر.
والفكرة الثانية هي السائدة في الأفكار من السببية والقوة الساكنة؛ لأن السبب والنتيجة هما القوى الثابتة التي تحدث دائمًا بين أزواج، والثانية هي القيد.
وكان يفتقر إلى التفصيل لأن تشارلز بيرس لا يزال يتطلب نظريات مناسبة للإدراك والواقع، وأشارت النظرية المعرفية في ذلك الوقت إلى الأشكال الثلاثة للاستدلال المتميزة بالفعل، وفي الواقع أصبح تشارلز بيرس أكثر ثقة بأشكال الاستدلالات.
التناص
إن مفهوم التناص يشكّل إشكالية فكرة وجود حدود للنص ويتساءل عن ثنائية الداخل و الخارج، أي أين يبدأ النص وينتهي؟ وما هو النص وما هو السياق؟ وتسلط وسيلة التلفزيون الضوء على هذه المسألة، حيث من المفيد التفكير في التلفزيون من منظور مفهوم أطلق عليه ريموند ويليامز التدفق بدلاً من سلسلة من النصوص المنفصلة.
وينطبق الأمر نفسه إلى حد كبير على شبكة الويب العالمية، حيث يمكن لارتباطات النص التشعبي على صفحة ما ربطها مباشرة بالعديد من الصفحات الأخرى، ومع ذلك يمكن التفكير في النصوص في أي وسيط بمصطلحات مماثلة.
وحدود النصوص قابلة للاختراق، حيث يوجد كل نص ضمن مجتمع من النصوص واسع في مختلف الأنواع والوسائط، ولا يوجد نص يمثل جزيرة كاملة في حد ذاته داخل أو بين الأنواع أو الوسائط المختلفة.
في حين أن مصطلح التناص عادة ما يستخدم للإشارة إلى التلميحات إلى نصوص أخرى، وهو نوع مرتبط من الإشارة وهو ما يمكن تسميته العلاقات الداخلية وتتضمن العلاقات الداخلية داخل النص ضمن رمز واحد على سبيل المثال رمز فوتوغرافي.
وستكون هذه ببساطة علاقات تركيبية على سبيل المثال علاقة صورة شخص بآخر داخل نفس الصورة، ومع ذلك قد يشتمل النص على عدة أكواد وقد تحتوي صورة الجريدة على سبيل المثال على تعليق وفي الواقع يعمل مثل هذا المثال على التذكير بأن ما قد يُختار اعتباره نصًا منفصلًا للتحليل يفتقر إلى حدود واضحة.
ويؤكد مفهوم التناص على أن للنصوص سياقات، حيث يذكر مفهوم التناص بأن كل نص موجود بالنسبة للآخرين، وفي الواقع تدين النصوص لنصوص أخرى أكثر مما تدين به إلى صانعيها، أعلن ميشيل فوكو أن لا يمكن اختزال المعنى إلى نية مؤلفة، ولتعريف المعنى من حيث النية الكتابية هو ما يسمى بالمغالطة المقصودة التي حددها رولان بارت للاتجاه النقدي الجديد في النقد الأدبي.
كما كتب مايكل دي مونتين في عام 1580، يمكن للعمل بقوته وثروته الخاصة إعارة العامل وأحيانًا تجريده من اختراعه ومعرفته العابرة، علاوة على ذلك وفقًا لأي من أعراف الوسيط فإنه يتم العمل كوسيط لإدامة مثل هذه الاتفاقيات.
ويطرح منظرو التناص مشكلة التأليف، ويعاملون كاتب النص على إنه منسق وما يشير إليه رولان بارت على إنه مكتوب بالفعل بدلاً من كونه منشئه، فالنص هو فضاء متعدد الأبعاد فيه مجموعة متنوعة من الكتابات، وليست أصلية بل تمتزج وتتعارض.
والنص عبارة عن نسيج من الاقتباسات لا يمكن للكاتب إلا أن يقلد إيماءة تكون دائمًا أمامية وليست أصلية أبدًا، وسلطته الوحيدة هي مزج الكتابات، ومقاومة الكتابات مع الآخرين، بطريقة لا تعتمد على أي منها أبدًا.
وفكّك رولان بارت دراسة تسعى إلى إزالة أصل النص لإثبات إنه يعكس العديد من الأصوات، وسيكون من المثالية الخالصة اعتباره على إنه يعبر عن نفسه في اللغة لأن الأصوات لا تسبق اللغة بل نتجت بواسطتها.
وبالنسبة لرولان بارت لم تتضمن الكتابة عملية مفيدة لتسجيل الأفكار والمشاعر مسبقة التكوين أي العمل من المدلول إلى الدال ولكنها كانت مسألة التعامل مع الدوال وترك الدلالات تعتني بأنفسهم، وأعلن كلود ليفي شتراوس إنه ليس لديه شعور بأنه يكتب كتبه، بل لديه شعور بأن كتبه تُكتب من خلاله.
ويعلن رولان بارت أن اللغة هي التي تتحدث وليس المؤلف، والكتابة هي الوصول إلى النقطة التي تعمل فيها اللغة فقط، وعندما يكتب الكتاب هم مكتوبون أيضًا، وللتواصل يجب الاستفادة من المفاهيم والاتفاقيات الحالية، وبالتالي أن النية في التواصل وما يُعتزم إيصاله مهمان للبشر كأفراد.