الشعوب الأسترونيزية

اقرأ في هذا المقال


الشعوب الأسترونيزية: هي مجموعة من الشعوب التي يعود أصلها إلى عائلة الأسترونيزية وتقييم تلك الشعوب في أوقيانوسيا وجنوب شرق آسيا وتقييم تلك الشعوب في أراضي مدغشقر وماليزيا والفلبين وإندونيسيا ويقيم بعضهم في هاواي ونيوزيلندا وسنغافورة وفيتنام والصين وكمبوديا ويطلق على المناطق التي يقيمون فيها باسم الأراضي الأسترونيزية، وتعد تلك الشعوب جزء من الشعوب التايوانية الأصلية القديمة.

الشعوب الأسترونيزية

اجتمعت جميع علماء التاريخ بأنّ أصل شعوب الأسترونيزية يعود إلى العصر الحجري القديم والذين بدأوا إقامتهم في جنوب شرق آسيا ومن ثم استمروا فيها حتى القرن العصري الحديث وأقاموا مع شعوب تايوان واختلطوا مع سكان جنوب الصين، الأمر الذي أدى إلى اختلاط الثقافات واللغة بين تلك الشعوب، بالإضافة إلى التداخلات الجينية فيما بينهم، ومن أبرز الشعوب المتحدثة باللغة الأستيرو الآسيوية هم شعوب جُزر القمر وماليزيا وسومطرة وبورنيو ومدغشقر، كما اكتسب التجار العرب والصينيين والهنود اللغة الأستيرو وذلك خلال عملية ترحالهم.

مع بداية العصر الحجري الحديث بدأ الإنسان المعاصر بالاستقرار في أراضي جنوب شرق آسيا وذلك بعد عمليات الهجرة الساحلية التي كانوا يقومون بها وخلال تلك الهجرات تغيرت الثقافة الأسترونيزية، وقد تميز السكان بالبشرة السمراء والشعر المجعد وكما يقال أنّهم كانوا قصار القامة، اعتقدت أوروبا بأنّ أصولهم ربما تعود إلى اوروبا ولكن الدراسات أثبتت غير ذلك، فقد أكد العلماء بأنّ أصولهم تعود إلى مناطق جنوب شرق آسيا.

اختلف العلماء في طريقة تنقل تلك الشعوب بين الجُزر المنفصلة خلال العصر الحجري القديم وخاصة بأنّ تلك الفترة لم يكن يوجد السفن التي تساعدهم على التنقل، ويقول العلماء بأنّهم بالمؤكد أنّهم كانوا يستخدمون ألواح الخشب التي من الممكن أنّ تساعدهم على الترحال، بالإضافة بأنّ جميع تنقلاتهم كانت بواسطة البر، فقد تم العثور على العديد من الآثار التي تدل على تواجدهم في مناطق متعددة من جنوب شرق آسيا وأنّ دل ذلك فأنّه يدل على عملية ترحالهم الكثيرة بحثاً عن مسكن آمن.

حسب الدراسات التاريخية فأنّ الإنسان وصل إلى غينيا الجديدة وأستراليا وجُزر ولاسيا قبل ثلاثة وخمسون ألف عاماً ومن ثم قاموا بالهجرة إلى أوقيانوسيا وتايوان والصين والفلبين، إلا أنّ كما يقال انّ سكان تلك المناطق قد انقرضوا وذلك حسب ما تم العثور عليه من الكهوف والحفريات في جنوب شرق آسيا، ويقال بأنّ شعوب الأسترونيزية كانوا يتميزون بتنزع الثقافات ويعدون هم سكان أستراليا الأصليين.

حسب ما يذكر العلم الحديث بأن الشعوب الأسترونيزية هم أحفاد شعوب النيغريتو والذين كانوا منتشرين في الفلبين إندونيسيا وأستراليا وماليزيا وإندونيسيا، يوجد العديد من الشعوب التي أقامت في جنوب شرق آسيا، إلا أنّ شعوب الأسترونيزية كانت تختلف وراثياً عن باقي الشعوب الآسيوية، حيث كانت تركيبتهم الوراثية مختلفة، الأمر الذي جعل العلماء يختلفون في معرفة أصولهم، وأكثر المناطق التي كانوا يقيمون فيها هي أوقيانوسيا والفلبين.

الأمر الغريب خلال تلك الفترة بأنّ الشعوب كانت تقوم باستيعاب بعضها البعض ولم تقم أية أعمال عنف، حيث أنّ السكان الأصليين لم يعترضوا على إقامة تلك الشعوب المهاجرة في أراضيها، وعلى الرغم من اختلاف الثقافات واللغة، غلا أنّهم كانوا يقومون بالأعمال اليومية مع بعضهم البعض، حيث كانوا يقومون بأعمال الصيد وجني الثمار لسد قوت يومهم.

ذكر العلماء  بأنّ الشعوب الأسترونيزية أقامت خلال العصر الحجري الحديث في أراضي تايوان وجُزر بينغو وكانوا يقيمون في أراضي البر الصيني، وأنّهم خلال تلك الفترة كانوا يتقاسمون الأراضي مع الشعوب المقيمة في جنوب الصين، وفترة العصر الحجري الحديث هاجر الشعوب الأسترونيزية إلى ساحل مينيو واستقروا في أراضي شرق الصين ويقال أنّهم بقوا في بر الصين حتى عام 1500 قبل الميلاد، احتار العلماء بالحضارات والثقافات الموجودة في الصين قبل فترة دخول الشعوب الأسترونيزية إليها.

بدأ العلماء بدراسة التاريخ الصيني القديم ومعرفة الشعوب التي أقامت فيها، فيقال بأنّ الصين خلال فترة حكم سلالة هان الصينية قبل الميلاد والتي كانت تقوم بعملية توسعة الأراضي نحو الجنوب وفي عام 1683 ميلادي قامت أسرة تشينغ بضم أراضي تايوان إليها ولعل تلك العملية التي ساعدت الصين بأنّ تحتوي على العديد من الشعوب والثقافات المختلفة.

ذكر علماء أوروبا بعلاقة اللغة بين دول جنوب شرق آسيا ومدغشقر ويوبالنيزبا خلال فترة العصور الحديثة المبكرة، حيث قال العلماء بأنّ الأرقام كانت مشتركة بين تلك الدول، ولعل الترابط اللغوي بين تلك الشعوب هو بسبب إقامة نفس الشعوب فيها.

كما قامت عدد من الدول الأوروبية مثل إسبانيا وهولندا بالدراسة الدقيقة للغة المتداولة في مناطق جنوب شرق آسيا وكانوا يريدون الوصول إلى سبب ذلك الترابط وخاصة في أراضي الصين، ليكون ذلك دليل على أنّ الصين خلال ذلك التاريخ تمكنت من السيطرة على مناطق واسعة في جنوب شرق آسيا، كما يقال بأنّ اللغة الماليزية كانت بعيدة عن تلك المناطق وبينما اللغة الأوقيانوسية شملت كلاً من مدغشقر واراضي جنوب شرق آسيا وعدد قليل من المناطق.

في عام 1899 ميلادي قام عالم اللغة النمساوي “فيلهلم شميت” بإطلاق مصطلح أسترونيزية وضم ذلك المصطلح اللغات التي تم تداولها ويعني ذلك المصطلح الشعوب التي تتحدث باللغة الأسترونيزية، واختلف بعض العلماء على ذلك المصطلح، حيث قال بعضهم بأنّ هناك يوجد اختلاف ثقافي وبيولوجي بين تلك الشعوب ولا يجب إطلاق ذلك المصطلح عليهم وخاصة بأنّه لم يتم ضم أراضي تايوان إلى ذلك المصطلح.

على الرغم من تلك الاختلافات إلا أنّ كان هناك اتفاق على وجود روابط ثقافية ودينية ولغوية ولو كانت تلك الروابط منفصلة بين الشعوب الأسترونيزية وتم اعتبار تلك الروابط بأنّها عبارة عن روابط وراثية عرقية، استمر العلماء بالدراسة وخلال القرن القرن التاسع عشر ميلادي جرت دراسات جديدة حول تلك الشعوب، ولعل الأمر الذي فع العلماء للقيام بذلك؛ هو الميزات الجينية والثقافية التي كانت تتميز بها تلك الشعوب وعلى الرغم من التنوع والاختلاف فيما بينهم، إلا أنّ كانت هناك روابط تربطهم فيما بعض.

على الرغم من الاختلافات في آراء علماء التاريخ عن الشعوب التي كانت تقيم في أراضي جنوب شرق آسيا وخاصة خارج أراضي تايوان، إلا أنّهم كانوا يقولون لعل التغير الزمني كان له أثر في ذلك، ولعل تايوان على الرغم من المساحة الكبيرة التي كانت تملكها، إلا أنّها كانت ترفض دخول الشعوب المهاجرة إليها واختلاطهم مع سكانها الأصليين.

مهما تحدثنا عن تاريخ الشعوب القديم وخاصة في أراضي جنوب شرق آسيا، فإننا لن نستطيع الحصول على المعلومات الكافية التي تدل على أصل تلك الشعوب؛ وذلك بسبب عمليات الهجرة الكثيرة التي كانوا يقومون بها.


شارك المقالة: