الملك توت عنخ آمون

اقرأ في هذا المقال


حياة الملك توت عنخ آمون

ولد الملك توت عنخ آمون في الحادي عشر من حكم الملك إخناتون وكان اسمه حينها (توت عنخ آتون)، ومن المحتمل أن يكون ابن الملك أمنحتب الثالث والملكة تي؛ إذ كانت هناك فترة اشتراك في الحكم بين كل من أمنحتب الثالث وإخناتون.

نشأ توت عنخ آمون في القصر الملكي في العمارنة تحت رعاية مربيات ملكيات، وقد تم اكتشاف مقبرة مربيته مايا في سقارة بالقرب من منف وهي في غاية الروعة من ناحية النقوش، وكان لمايا مكانة كبيرة في بلاط الملك.

طبقاً لبقايا قصور العمارنة بالإضافة لبقايا القصر بالملقطة يتضح أن قصر توت عنخ آمون كان يضم بركة مزينة بالمنقوشات وحولها مجموعة من الأبنية مستطيلة الشكل، بالإضافة إلى فناء مفتوح ذا مذبح لذبح الماشية وحدائق ذات جدران ملونة بمناظر طبيعية، وفي داخل القصر عُثر على أرضية ملونة تمثل منظر بركة مليئة بالأسماك ونباتات الماء تُحيط بها.

يوجد بعض من الدلالات في مقبرة توت عنخ آمون تشهد على زواجه من (عنخ أس أن با آتون) ابنة إخناتون ونفرتيتي الست، وقد تزوجوا في سن صغيرة ربما لأسباب سياسية أو أنهما أغرما ببعضهما البعض، ومن خلال التمعن بصورهما الفنية نشعر بقدر الحب بينهما فنرى الملكة واقفة أمام زوجها وتعطيه أزهاراً، كما أنها تصاحبه في الرحلات التي يذهبها للصيد.

كان توت عنخ آمون في الثامنة أو التاسعة عشرة من عمره عندما تولّى حكم مصر واحتوت مقبرته على العديد من الأدوات التي أُعدت لذلك، وكان عدد من تلك الأشياء قد احتوى على اسم المولد الخاص به دلالةً على أنه تُوج باسم توت عنخ آتون.

ربما أنه في بداية حكمه قد وقع تحت تأثير كهنة جعلوه يعيد آمون كرّب لمصر وإهمال عقيدة آتون وقد تغير اسم الملك حينها إلى (توت غنخ آمون)، وفي نفس الوقت انتقل جميع موظفي البلاط من العمارنة وجعل الملك وزوجته مقرهما في طيبة ومنف العاصمتين التقليديتين.

كما أنه وجدت لوحة في عهد الملك تعرف باسم مرسوم الترميم وهي تحكي عن المدى الذي وصل له انهيار الدولة عند وفاة الملك الفرعوني إخناتون، كما أنها تروي أن الطقوس الخاصة بالأرباب التي أهملت ومعابدهم وتركت، ونعلم أن توت عنخ آمون قد اشترك في العديد من المناسبات الدينية المختلفة والتي تدل على ألوهية الملك ومنها عيد الأوبت في الكرنك والأقصر.

أثناء حكم الملك توت عنخ آمون كان الوضع في الشرق الأدنى قد تغير بشكل كبير وقاسٍ بعد الأيام الذهبية للإمبراطورية؛ فقد أشارت مراسيم الترميم إلى أنه أرسل جيشاً إلى حاجى بغربي آسيا لضبط الحدود المصرية هناك، وكان صعود نجم الحيثيين قد أدّى إلى نقض معاهدة السلام التي عقدت على مدار جيلين، كما أن أملاك مصر التابعة قد ضاعت منها.

وفاة توت عنخ آمون

لم ينجب توت عنخ آمون وزوجته أي أطفال وكانت البلاد قد تعرضت لموجة من الفوضى بعد وفاة الملك والذي ترك البلاد بلا أي وريث، وعند لحظة وفاته كانت مصر قد دخلت في معركة ضد الحيثيين وكان القائد (حور محب) الذي كان يتوقع وصوله للعرش.

كان توت عنخ آمون قد خطط لعمل مقبرة ضخمة في وداي الملوك فإنه لم يملك الفرصة لإتمامها وبدلاً منها تم دفنه في في مقبرة صغيرة محفورة في الصخر وربما أنها صممت لأحد الأشراف الذين نالوا امتياز الدفن بالوادي، ولكنها لم تكن مصممة ليتم دفن ملك فيها وكان الإشراف على المقبرة من اختصاص أحد الأشخاص ويُدعي (مايا) أمين خزائن الملك والمشرف على تشييد جثمانه.

عندما أُعلن خبر وفاة الملك توت عنخ آمون توقف الوزراء والموظفون عن أداء الأعمال الموكلة إليهم واهتموا فقط بالملك المتوفى، وكان الوقت بين الموت والدفن سبعون يوماً حتى تتم عملية التحنيط وتستمر هذه العملية حتى تكون المومياء جاهزة للانتقال إلى المقبرة.

ومع نهاية السبعون يوماً تم نقل الجثمان الذي تحول إلى صورة الآلهة أوزير والذي سيبقى للأبد خلال رحلته الأخيرة، وبعدها يتم تشكيل الرمال على شكل كومة وتضع المومياء فوقها في الوقت الذي تم لمس كل من العيون والفم والأنف بأدوات بغرض الحفاظ على ذلك المنظر والسماح للبا التي تعتبر جزءاً من الروح للعودة إلى الجسد.

تحدثنا في هذا المقال عن الملك الفرعوني توت عنخ آمون منذ استلامه للعرش حتى وفاته والأحداث التي حدثت خلال مسيرته في الحكم.


شارك المقالة: