النظرية التبادلية في مجال الشيخوخة

اقرأ في هذا المقال


تعتبر من النظريات الاجتماعية المهمة التي وظفت في مجال الشيخوخة وترتكز هذه النظرية على الفروض التالية:

النظرية التبادلية في مجال الشيخوخة

1- إن الأفراد أو الجماعات في تفاعلهم مع الأفراد أو الجماعات الأخرى يحاولون أن يحققوا أكبر قدر من المنفعة بأقل كلفة ممكنة.

2- عندما يكون الفرد معتمداً على آخر، يكون الفرد الأخير هو المتمتع بالقوة.

وترى هذه النظرية أنه خلال التفاعل الاجتماعي بين الأفراد أو الجماعات، فإن المشارك في هذا التفاعل والذي يكون في حاجة ماسة للنفع المتمخض عن هذا التفاعل يفقد من رصيده من القوة بينما يزيد رصيد الطرف الآخر منها، كما ترى هذه النظرية أن التبادل الاجتماعي لا يكون على الجانب الاقتصادي فقط، وإنما ينسحب على الجوانب النفسية والاجتماعية، والحياة من هذا المنظور ما هي إلا سلسلة من التبادل التي تزيد أو تنقص من مخزون الأفراد أو الجماعات من القوة والصيت.

ويأتي تطبيق النظرية التبادلية على كبار السن ﻹثارة جوانب مهمة لمرحلة الشيخوخة، ولتفسير بعض المظاهر المرتبطة بهذه المرحلة، ولعل بعض المحاولات ﻹدخال النظرية التبادلية في مجال الشيخوخة هي في الحقيقة رد فعل للنظرية الانفصالية، والتي ترى وحتى في آخر تتطورها أن الانفصال بين كبار السن ومجتمعهم انفصال متبادل وتدريجي.

وهو في النهاية لصالح كبار السن ومجتمعهم، ولقد حاول المنظور التبادلي أن يجد تفسيراً لعملية الانفصال، حيث يؤكد أن أسباب الانفصال التي تعتري العلاقة بين كبار السن ومجتمعهم، ليس كما تزعم النظرية الانفصالية بأنها ناتجة عن رضا متبادل للانفصال، وإنما ناتجة عن عملية تبادلية وغير متكافئة، يفقد فيها كبار السن رصيدهم من القوة لصالح المجتمع.

كما نثير مفهوماً مهماً وهو مفهوم انعدام الوعي بين كبار السن كفئة اجتماعية لها خصائصها ومشكلاتها، ونرى أن كبار السن يفقدون بشكل تدريجي القوة التي يتمتعون بها من خلال عملية التبادل التي تتم بينهم، وبين محيطهم الاجتماعي حتى لا يبقى لهم في النهاية إلا الخضوع المطلق، ونعتقد أن الخطورة تكمن في أن تصبح هذه العملية غير المتكافئة بين كبار السن ومجتمعهم نظاماً يركن إليه، ويصبح بالتالي أساساً لاستمرار هذه العملية المجحفة.

أما مارتن دوود فقد ركز اهتمامه في زاوية ضيقة في استخدامه للنظرية التبادلية حيث ركز على أنماط الزيارة بين أعضاء الأسرة محاولاً من منظور تبادلي رصد هذه الأنماط، ويرى مارتن في هذه الدراسة أن كبير السن الذي لا يملك إلا القليل من القوة مجبر على دفع الكثير لزيارة أقربائه له، أما كبير السن الذي يملك الكثير من المصادر كالمال أو السلطة مثلاً، أو بعض القدرات كسرد القصص يكون في حال أفضل حتى أنه وفي حالات كثيرة يكون المالك للنصيب الأكبر من القوة في علاقته مع أقربائه.


شارك المقالة: