النوع والهوية البشرية والهوية الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


تتكون الهوية البشرية من سلسلة من المكونات والصفات البيولوجية التي تعين طبيعة كل كائن بشري، أما الهوية الاجتماعية فهي عبارة عن مجموع الصفات والمحددات الاجتماعية والثقافية من سلوكات وأحكام وقيم وأفكار، تعمل ثقافة ما على ربطها بالرجل أو بالمرأة في مجتمع محدد، مما يؤدي منها قيماً وسلوكيات رجالية أو قيماً وسلوكيات نسائية أي خاصة بجنس محدد وتمنحه هوية اجتماعية خاصة.

النوع والهوية البشرية والهوية الاجتماعية

الهدف من هذا التفريق هو رفض الحجة البيولوجية التي تثبت على مصطلح الجنس والتباينات البيولوجية بين الجنسين والتساؤل عن الأدوار المناطة بكل من الرجل والمرأة، في هذا الصدد يقول إفرين كوفمان، في كل المجتمعات، يأتي التحديد الأولي حسب الجنس في بداية مسار دائم من الفرز، والذي عبره يخضع كل طرف إلى تنشئة مبنية على الاختلاف منذ الانطلاق، الأفراد المنتظمين داخل المجموعة الذكور وأولئك الذين يوجدون في المجموعة الأخرى يتلقون معاملة متباينة ويتلقون تجربة متنوعة، توجد بصورة موضوعية عكس المعايير البيولوجية، تمددها وتهملها وتناقضها، بأسلوب منفرد للظهور وللتعامل وللشعور، تكون متصلة بالطبقة الاجتماعية.

السائد في جل المجتمعات وجل الثقافات أن المرأة كائن عاطفي، لا عقلاني وظيقتها الرئيسية هي القيام بأعمال البيت وتربية الأبناء والاعتناء بالزوج، وأن الرجل يتفوق بالقوة والقدرة على التدبير، لهذا هو المسؤول عن العائلة من الجانب المادي والرمزي حث ترجع إليه البنوة، يجب أن تكون له وضعية اعتبارية داخل المجتمع، كما أنه يتفوق بالقدرة على التفكير واتخاذ القرارات وإصدار الأوامر واحتلال مناصب المسؤولية.

هذه السمات التي تصنف بأنها أنثوية أو ذكورية يمكن أن تشوبها بعض التباينات حسب الحقبة التاريخية والمعطيات الثقافية، مثلاً النساء الوحيدات أو الأرامل يقمن بكل وظيفة المصنفة اجتماعياً أنها وظيفة الرجال، ولا ينظر إلى ذلك الفعل نظرة سلبية ما دامت هؤلاء النساء يحافظن على وحدة الأسر والأبناء ويقمن بتربيتهم ورعايتهم، تكون هذه الفئة من النساء مضطرة إلى القيام بتلك الأعمال وبلعب تلك الأدوار.

يحصل العكس كذلك، يجوز أن يضطر بعض الرجال إلى القيام بالأعمال المنزلية والعناية بالأبناء في حالة غياب النساء لسبب من الأسباب أو إذا رغبوا واقتنعوا بذلك، هذا واحد من الأمثلة الكثيرة التي تبين لنا أن الأدوار والمهمات والواجبات المصنفة اجتماعياً وثقافياً بأنها أدوار نسائية أو رجالية يمكن أن تتغير حسب الشروط الاجتماعية واستعدادات الأفراد لتغيير نمط حياتهم بمعنى أن العلاقات القائمة بين الرجال والنساء والأدوار المجزئة بينهما قابلة ﻷن تتبدل وتتغير وتأخذ منحنيات جديدة.


شارك المقالة: